الشهاب في عيد المعلم: تحية كبرى لرائدة الفكر والعلم في لبنان السيدة بهية الحريري!
الصمت طبيعة العظماء العاملين والترفع عن الطنطنة الكلامية من أهم النواحي التي فطرت عليها الشخصيات الكبيرة الوطنية!
وصاحبة المعالي السيدة بهية الحريري من أولئك العظماء الصامتين وإحدى تلك الشخصيات الكبيرة الوطنية! وهي لمن يعرفها من أكبر كفايات هذا الوطن! ومن أجلّ الناس خدمات له، إلاّ أنها في مختلف مراحل أعمالها التي تقطعها في سبيل الثقافة والعلم تطبق شفتيها من أن تتحدثا عنها وتترك لصوت عملها وإنتاجها وجهادها أن يدوي عالياً غير ناظرة إلى شكر شاكر وغير مترقبة ثتاء معجب فحسبها أن ترضي ضميرها وحسب ذلك الضمير الحسّاس أن يُقنع لأنه أدّى بعض ما يفرضه الإيمان بالواجب!
نعم! ليس بين أبناء لبنان من يجهل اسم السيدة بهية الحريري الذي يرمز إلى الواجب والعمل والجهاد الشريف في سبيل ثقافة اللبنانيين! وليس بين أبناء لبنان على مختلف أعمالهم وتنوع طوائفهم من ينكر أثر ذلك المجهود الذي تحمل لواءه السيدة بهية الحريري (عاملة الثقافة وأستاذة العلم) كما قالت عنها إحدى الصحف الفرنسية في باريس... وفضلها الوفير على النهضة التعليمية في لبنان... وإلى ذلك من أسباب ترقية الشباب اللبناني ومحاولة صون حقوقه في طلب العلم وتنظيم جهوده بحيث ينتج أطيب الأثر! وليس في لبنان من يجهل ذلك الاسم الداوي أو ينكر هذا المجهود والأثر العظيم لأنه ليس في لبنان من حرم فضل السيدة بهية الحريري! أو لم ينله من حميد مسعاها الشاق في كثير أو قليل... ولأنه ليس في لبنان من لم يسمع بذلك الاسم أو يقرأ عنه، تارةَ بمناسبة سفرها لحضور مؤتمر وتارة بمناسبة عودتها بعد ذلك المؤتمر... ثم تارة بمناسبة تقرير عام لنشر العلوم وتنوير الأفهام وصيانة الثقافة ورسوخ الفضيلة وعدم إنفصال التربية عن رتبة الأخلاق والقيام بحاجات الشباب حتى يحوز العلم (شرف الإجتهاد) بما يتوفر للشباب في المستقبل أسباب الرفاهية وهناء العيش وما تجمعه قواه من وسائل العزة والمنعة وسمو مقام والتنافس بين الأمم دافعة بالشباب إلى أقصى درجات الكمال بقدر ما تسعها طاقتها...
هذا؛ وإنكم أيها اللبنانيون لتلمسون من إجتماعاتها وسفرها ما تتكبده من مشاق؟ إلاّ أنكم تلمسون بجانب تلك المشاق مبلغ الأثر الذي تنتجه من فوائد وهي زاهرة المعنى تنتهي إليه من عظمة في حضورها المميز لكل الإجتماعات... تستطرد إلى سرد كل ما تظّله سماء المعارف وكل ما تضمّه أجنحتها من جلل... حتى ليخيّل الناظر إليها أنه إنما يطالع دراسة عميقة فيها تاريخ شعب! وحضارة وطن! وهي أينما وُجدّت... وأينما حلّت... ونزلت... وفي أسفارها... وفي الداخل والخارج تعلن عن حقيقة تؤمن بها أن (من لبنان – كذلك - تبدأ الحياة لعظماء العلم)!! لهذا حق لنا اليوم أن نردّد اسم السيدة بهية الحريري وأن نشيد بهذه الشخصية اللبنانية الكبيرة وتقديرنا لها أدعو جميع اللبنانيبن (مقيمين ومغتربين) بإبداء الوفا بالوقوف لها في (عيد المعلم)!
منح شهاب - صيدا