بيان صادر عن منظمات المجتمع الأهلي الفلسطيني في لبنان حول زيادة وتيرة إستهداف الأونروا
مع ازدياد شراسة الحرب الإسرائيلية / الأمريكية على الأونروا، في ذروة حرب الإبادة الجماعية على غزة، تداعى عدد من منظمات المجتمع الأهلي العاملة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، للتداول في الدور المجتمع الأهلي في التصدي لهذه الهجمة الممتدة على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها وفقا للقرار ١٩٤، عبر استهداف الأونروا، والإصرار على تفكيكها من خلال تقليص خدماتها والبحث عن بدائل لها.
وقد أجمع المجتمعون على ما يلي:
اولا- لقد ترافق قرار تعليق المساعدات للأونروا من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الغربية المنصاعة لسياستها، مع استمرار محاولات إسرائيل تصفية قضية اللاجئين، وحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، والقرار الأولي لمحكمة العدل الدولية، والذي قضى في بنده الرابع الى ضمان توفير الخدمات العاجلة والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة. وفي هذا انتهاكاً صريحا وفاضحا، ولا أخلاقيا، لقرار المحكمة العليا، ولواجبات تلك الدول، وفقا لمبادئ القانون الدولي ومنظومة حقوق الأنسان، ذلك لأن الأونروا هي الجهة الأولى المؤهلة لتوفير الخدمات، ومنع تدهور الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ثانياً - لقد تساوق قرار تعليق المساعدات للانروا مع المخططات والنوايا الإسرائيلية المعلنة لاستبعاد (لاستئصال ) الأونروا كليا ممّا يسمى ترتيبات "اليوم التالي" ما بعد الحرب، والتي تقوم على مراحل: رفع دعوى قانونية ضد الأونروا، والبحث عن بديل عنها، ثمّ العمل على نقل صلاحياتها لجهة دولية أخرى.
إن الآثار المدمرة التي سيرتبها قرار تعليق الخدمات، ستكون له تداعيات كارثية، بالدرجة الأولى، على تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وعلى عموم اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات، الأونروا، وخاصة في لبنان الذي يعاني فيه اللاجئين الفلسطينيين من تداعيات الأزمة الاقتصادية الاجتماعية المستمرة منذ سنوات.
إن منظمات المجتمع الأهلي في لبنان تؤكد على ما يلي:
- إن تعليق المساعدات لوكالة الغوث يشكل انتهاكا لقرار محكمة العدل الدولية، ويرتقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
- تدعو الدول التي علقت مساعداتها للانروا إلى التراجع عن موقفها، والوفاء بالتزاماتها تجاهها وإتجاه اللاجئين الفلسطينيين.
- التأكيد على رفض نقل جميع او بعض مهام وصلاحيات الانروا إلى اية مؤسسة دولية او محلية آخرى، والتمسك بالوكالة وبولايتها المنصوص عليها في قرار إنشائها من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
- العمل على إطلاق حملة مناصرة محلية، إقليمية ودولية، للتمسك بالأونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين، والشروع في اعداد التحضيرات لهذه الحملة، التي سيجري اطلاقها والإعلان عنها في وقت قريب.