حسان القطب: "رحيل الدكتور عبد الرحمن حجازي: فقدانٌ لركيزة ثقافية وتعليمية في مدينة صيدا"
حوار مع السيد حسان القطب
في خضم الحياة السياسية والثقافية اللبنانية يبرز اسم حسان القطب بثقة واستمرارية، كرمز للعطاء والتفاني في خدمة المجتمع عبر مسار حافل بالإنجازات والنجاحات. بفضل مساهماته الفاعلة كمدير للمركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، يمثل القطب نموذجاً يحتذى به في سعيه لتحقيق التقدم والتنمية الشاملة في لبنان.
ومع تخصصه في كلية الحقوق في الجامعة العربية، استطاع القطب استيعاب التحديات بفهم عميق وشمولي، ما جعله باحثاً وكاتباً بارعاً يُسهم في نقل المعرفة وتوجيه النقاش نحو الحلول الفعالة والبناءة. لكن لا تقتصر إسهاماته على المجال الأكاديمي وحده، بل يعتبر القطب نشطاً أيضاً في الساحة السياسية، حيث يشارك كعضو فاعل في عدة جمعيات وتجمعات سياسية، معززاً بذلك دوره كناشط سياسي مؤثر يحظى بثقة واحترام الجميع.
فعلا، يُعَد حسان القطب مثالاً يحتذى به في استثمار العلم والخبرة في خدمة المجتمع وتحقيق التقدم والرفاهية لبلده. مسيرته الرائدة تبرز كيف يمكن للفرد أن يكون عاملاً فعّالاً في بناء المجتمع وتطويره، وتؤكد على أهمية دور العلم والمعرفة في تحقيق التغيير الإيجابي. إن تفانيه واجتهاده في مساره المهني يعكسان القيم الأساسية للعمل الجاد والتفاني في الخدمة العامة.
بعد مقابلة مع السيد حسان القطب والتحاور معه بشكل مطول، يظهر مدى تأثيره وتأملاته في مجالات متعددة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتقدم والتطور الذي يمكن تحقيقه من خلال الجهود المشتركة والإرادة الصلبة. سؤاله عن شهادته بالوالد، الدكتور عبد الرحمن حجازي، يبرز قيمة التواصل بين الأجيال القديمة وتبادل الخبرات والحكم المستفادة من التجارب السابقة، مما يعزز كيفية بناء المستقبل على أسس قوية ومستدامة.
إن حواري مع السيد حسان القطب كشف لي، كيف أن الشخص الواحد قادر على أن يكون عاملاً رئيسياً في تغيير الواقع نحو الأفضل ، وعن شهادته بالوالد قال: "وفاة الدكتور عبد الرحمن حجازي، كانت خسارة كبيرة لمدينة صيدا، فقد كان علماً من اعلام مثقفيها ورجالها، ومن الحاضرين باستمرار لمتابعة كل شأنٍ من شؤونها..
أكثر ما كنا نتحاور حوله في لقاءاتنا الكثيرة كان حول كيفية الحفاظ على هوية المدينة، وثقافتها والتزامها، وحضورها ودورها، والعمل على النهوض بها، ثقافياً وفكرياً، وسياسياً واقتصادياً.. لان البعض كان يسعى لتهميش المدينة وتحجيم واضعاف وتغييب الشخصيات المثقفة والحاضرة للعب دورٍ ايجابي على مستوى مؤسسات مدينة صيدا السياسية والادارية والاجتماعية..
كان رحمه الله قلقا جداً على تدهور صورة مدينة صيدا، التي انجبت الكثير من الرجال الناجحين في مختلف المجالات والقطاعات، خاصةً الدينية والتعليمية منها..
مستوى التعليم كان يحظى باهتمام بالغ من الدكتور عبد الرحمن رحمه الله، لأنه كان يرى ان المستوى التعليمي يعطي الفرصة للطلاب البارزين للتقدم والبروز في ميادين العمل كما في مختلف الميادين، كما ان التعليم يشكل ضمانة استمرار واستقرار مدينة صيدا للعب دورها الطليعي في هذه المرحلة الصعبة التي كان وما يزال بها لبنان ومدينة صيدا بالتحديد..
الدكتور عبد الرحمن حجازي رحمه الله، كان ثروة فكرية وثقافية غابت عن انظارنا، ولكنه لا يزال حاضراً في كتبه ونقاشاته، ودوره التعليمي، والثقافي والفكري.. وعلاقاته الواسعة مع جميع الشخصيات والمؤسسات مهما تباينت رؤيته وافكاره معها.. لان التواصل كان وسيلة الحضور الضرورية لتقديم كل فكرة او نصيحة ممكنة لأصحاب الشأن والدور..
لقد خسرت بوفاته، اخاً وصديقاً وزميلاً ومحاوراً ومفكراً وناشطاً حاضراً للمشاركة في كل ميدان يخدم مدينة صيدا ويتطلب منه الحضور..
رحم الله فقيدنا وفقيد مدينة صيدا.. وعزاؤنا ان طيفه حاضر في كتبه التي اسست للتدريس الديني وترسيخ حضارة مدينة صيدا الديني والتراثي.. "
معد المقابلة د. مصطفى عبد الرحمن حجازي
الكاتب السيد حسان القطب