صيدا سيتي

الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة: معجزة معاصرة

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الجمعة 09 شباط 2024 - [ عدد المشاهدة: 1384 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

‏في ذكرى الاسراء والمعراج علينا ان نؤكد المؤكد، وان نرسّخ في الاذهان ارتباط معجزة الاسراء تحديداً، دون المعراج بيومنا هذا، المعراج معجزة سماوية الهية تلقى فيها سيد الانام فرض الصلاة ورأى آيات من ربه الكبرى، حدثنا تعالى عن المعراج في سورة النجم وأكد لنا ذلك: ﴿ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ ﴾ (النجم – 18).

أما الاسراء فلقد ذكر في الصفحة الاولى من سورة الاسراء، او سورة بني اسرائيل، كما كان يسميها بعض الصحابة، واللافت في هذه الآيات ان الآية الاولى فقط ذكرت الاسراء، ثم بدأ الحديث عن سيدنا موسى عليه السلام ثم عن بني اسرائيل مباشرة، وفي ذلك الوقت لم يكن ثمة يهود في القدس ولا في فلسطين، كانوا جميعاً قد اخرجوا منها بعد (جوْس) نبوخذ نصّر، في القدس وتدميره الهيكل وجر احجاره الى بابل، ثم عادوا بشكل جزئي وثم اخراجهم في عهد تيتوس الامبرطور الروماني في السنة 70 ميلادية ... الخ، لم يكن ثمة يهود في فلسطين في وقت الاسراء، فلماذا الحديث عن بني اسرائيل؟ انها اشارة واضحة الى ان بني اسرائيل سيعودون الى فلسطين ، وان هذا الوعد في فلسطين وليس في بلد آخر، هذه بحد ذاتها معجدزة ناطقة في يومنا هذا ، فان اليهود لم يعودوا الى فلسطين بعلو وفساد، من بعد النبيْين الكريميْن داوود وسليمان عليهما السلام، الا في عصرنا هذا: لم يجتمع بنو اسرائيل في كيان سياسي منذ نبوخذ نصر الى الآن، وبالتالي ، هذه معجزة عظيمة سطرها في القرآن الكريم.

ولا بد من الوقوف عند قوله تعالى (... وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) (الاسراء – 6)، يعني (استنفاراً)، وهذا الامر نراه اليوم، بعد طوفان الاقصى، اكثر من اي وقت مضى، لقد استطاع الصهاينة ان يستنفروا العالم كله باكاذيبهم ودجلهم وافتراءاتهم، العالم كله تقريباً يردد هذه الاكاذيب: حق الدفاع عن النفس، المقاومة تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وقبل ذلك كانت الاكاذيب الكبرى: ارض من غير شعب لشعب من غير ارض، والديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ... الخ.

يكرر الاميركان والبريطانيون وغيرهم هذه الاكاذيب ويروجون لها كأنهم يُقادون باللجام، من أحناكهم كالدواب، خلف هذه الشرذمة، التي لا قيمة لها في الميزان البشري والانساني، مما يؤكد هذا المعنى القرآني الاستثنائي.

هذه معجزة نراها الآن اكثر من اي وقت مضى، وماذا بعدها؟ (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا...)، ان بني اسرائيل اساؤوا كثيراً وأجرموا عندما مكنهم الله تعالى من هذه القدرة الهائلة على استنفار (العالم الاول)، كما يسمى زوراً وبهتاناً، ماذا بعد ذلك؟.

بعد ذلك (... وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ ...)، بعد هذه الجرائم يصبح الوعد الرباني أقرب بكثير.

كما ينبغي ان نؤكد على (فوبيا الثمانين)، الخوف الذي يملأ عقولهم ونفوسهم من الرقم ثمانين، حيث يقولون انه لم تُعّمر دولة لبني اسرائيل اكثر من ثمانين عاما، واضاف نتنياهو كذبة جديدة الى كذباته الكثيرة عندما قال ان دولة (حشمونائيم) عاشت 87 سنة، والحقيقة ان (حشمونائيم) هذه ليست دولة، انما حكم ذاتي، كيان مدني، لم يكن فيه جيش ولا ملك، وكان هذا الكيان تحت اشراف اليونان فترة، والرومان فترة اخرى، كان هذا في القرن الذي سبق سيدنا عيسى عليه السلام، وبالتالي لا ينطبق على هذا الكيان المدني المذكور صِفتا (العلو والفساد) المذكورتان في القرآن الكريم.

صفحة واحدة من القرآن الكريم فيها من الاعجاز ما يتجاوز القرون التي عاشها المسلمون منذ نزول القرآن الى الآن، وستبقى هذه المعجزات لحين نهاية هذا الكيان المصطنع وما بعد ذلك.

ان زوال اسرائيل، قريباً باذن الله، سيكون انتصاراً للقرآن الكريم بقدر ما هو انتصار للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، ذلك ان الآيات الاولى من سورة الاسراء تُختم بقوله تعالى (إنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ...)، وفي آخر السورة وبعد قوله تعالى (... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفيفًا).

يؤكد الله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)... معجزة مستمرة منذ نزول الوحي حتى يتحقق وعد الله.

وان غدا لناظره قريب...

ولا ضرورة للجدل حول كيفية، زوال اسرائيل، فاننا لا ندري شيئاً عن هذا الامر، ولا ندري من، وكيف وأين بالتحديد، انما نعلم ان الامر سيتم، ولا بد ان يسبقه وعي مستجد للامة، تنهض فيه من سباتها، ولقد رأينا بعض هذا الوعي عاد الى بعض الامة بعد طوفان الاقصى، والآتي أعظم.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981507556
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة