صيدا سيتي

جمال إسماعيل: سلام عليكم بما صبرتم... المبشرات

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الخميس 08 شباط 2024 - [ عدد المشاهدة: 914 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload
جمال إسماعيل: سلام عليكم بما صبرتم... المبشرات

بقلم الشيخ جمال إسماعيل:

الحمد لله المتفرد بالبقاء والقهر ؛ أمرنا بالرضا بالقضاء والقدر؛ وحثنا على التزود من التقوى و الصبر في العسر واليسر ؛فقال :( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) . والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وسيد الشهداء والمجاهدين  محمد وعلى اله وصحبه اجمعين القائل: " واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا" رواه أحمد وابن حميد في مسنديهما.

وبعد:

بعد مرور أكثر من مئة يوم على  ملحمة طوفان الأقصى المجيدة ملحمة العصر وبوابة النصر التي تعجز الكلمات عن وصف أيامها  والثناء على أبطالها أسود البر والبحر والجو (أولي بأس شديد)

نتوجهُ إليكم بألف تحية وسلام ..أيها الصابرون في  معتركِ الحياة.. الثابتون على درب الإيمان وفي ميادينِ الجهادِ رغم الابتلاءات والمِحن... أيها القابضون على دينكم كالقابض على الجمر الذين لم تزدهم ضراوة العدوان ومرارة الخذلان إلا إيمانا وثباتا  ..قالَ اللهُ عزَ وجل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

أكثرُ من مئةِ يومٍ من العدوان الصهيوني الغاشم الذي لم يشهد له العالم مثيلا في وحشيته ورغمَ الحصارِ والضّحايا بالآلاف، وهدم البيوت والمنازل والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات والمربعات السكنية وإبادة عائلات بكاملها باطفالها ونسىائها وشبابها وشيوخها  في مئات المجازر الدموية ( الهولوكوست الفلسطيني )  ما زال قطاع غزة صامدا  لم تنكسرْ إرادة أهله الصابرين  ولم يتزعزع إيمانهم بالله وعدالة قضيتهم . هذه هي غزة العزة تلملم اشلاءها وتعض على جراحها ...ترفع المصحف بيد والبندقية باليد الأخرى وتهتف بوجه الأعداء المجرمين والخونة المنافقين :  الله اكبر؛ حسبنا الله ونعم الوكيل.

هكذا علّمهم القرآن، وهكذا ربّاهم الإسلام ، قال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ألا بالصبرِ يلينُ لك الحديد وبالتقوى تبلغُ ما تريد.

هؤلاء هم أحفاد الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله الذي ولد في غزة وتنسم هواءها الحُر وارتوى بمائها الطاهر قبل أن ينتقل منها طفلا  إلى الحجاز  والذي اشتاق اليها حينما نأى عنها فأنشد قائلا:

وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى أَرْضِ غَزَّةٍ * * * وَإِنْ خَانَنِي بَعْدَ التَّفرُّقِ كِتْمَانِي 

سَقَى اللّهُ أَرْضَاً لَوْ ظَفِرْتُ بِتُرْبَها * * * كَحَلْتُ بِهِ مِنْ شِدَّةِ الشَّوْقِ أَجْفَانِي.

سُئلَ الإمامُ الشافعي رحمَه الله: هل نبتلى أو نمكّن؟ قال لن نمكّن حتى نبتلى. واستدل بقوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).

أما شهيد القرآن السيد قطب رحمه الله فيقول: "لا بدَّ للمجتمعِ الإسلاميِّ من ميلاد، ولا بدَّ للميلاد من مخاض؛ ولابد للمخاض من آلام". وغزة اليوم في ألم المخاض الذي ستليه ولادة النصر والتحرير والتمكين بإذن الله تعالى.

إنكم يا ابطال غزة والضفة  احفاد الصحابه واخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اشتاقوا إليه واشتاق إليهم.

قال الحبيب ذات يوم لأصحابه وهو مشتاقٌ لإخوانه..: "ودِدتُ أنّا قد رأينا إخواننا".

قالوا يا رسولَ اللَّهِ، ألَسنا إخوانَكَ؟ قالَ: "بل أنتُمْ أصحابي وإخواني الَّذينَ لم يَأتوا بعدُ" (صحيح مسلم).

ويصف شوقكم إليه يا أسود الإسلام فيقول عليه الصلاة والسلام:

مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ. (صحيح مسلم).

وعندما سألوه إن كان لهم أجرٌ مثل أجرهم.. قالَ: "إِنَّ مِن ورائِكُم أيَّامًا، الصبرُ فيهِنَّ مِثْلُ القَبْضِ على الجمْرِ، للعاملِ فيهِنَّ مِثْلُ أَجرِ خمسينَ رجلًا يعملُونَ مثْلَ عملِكُم" (سنن التّرمذي). وفي رواية : " لأنكم تجدون على الخير اعوانا ؛ ولا يجدون على الخير اعوانا " وفي رواية " لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء .." اي شدة.

- هؤلاء هم إخوانُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبابه شعبا ومقاومة ، الذين يصبرون على البأساءِ والضراءِ وحينَ البأس ( اولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) ، فيأتي إليهم عليه السلام في المنام ليبشرَهم بالمبشرات وهو القائل عليه السلام: "لم يبقَ من النبوّة إلا المبشّرات"، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما المُبشِّراتُ؟ قال: "الرُّؤيا الصالحةُ" (صحيح البخاري). 

ومن المبشّرات التي خرجت مع أصداء المعارك في غزّة:
- يُرى عليهِ الصّلاة والسّلام يَصنعُ الطّعامَ للمجاهدين في غزة وهو مشمرٌ عن ساعديه ويبتسم وينظر إلى الجدار مهشما.

- ويُرى عليهِ الصّلاة والسّلام وهوَ يصيحُ بأعلى صوتٍ: سيُهزمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، وهوَ يشيرُ إلى غزة..
- ويُرى عليه الصّلاة والسّلام وهوَ يقولُ لِأحدِ الصالحينَ: بَشِّر مَعِيَ الدحدوحَ البشرى. (إنا وجدناه صابرا نِعم العبد إنه أواب).

وبشرى الرسولُ صلى الله عليه وسلم لوائل الدحدوح هي بشرى لكلِ مؤمن في غزة الصامدة والضفة المجاهدة لكل من فقدَ أسرتهُ وأحبابَه وبيته وماله  على يد الصهاينة المعتدين الظالمين.
فاستمروا يا اخواننا وأهلنا في صبركم ورباطكم وجهادكم وابشروا بالنصر القريب (وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين).

والله اكبر ولله الحمد.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981509394
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة