وداعا "أبو ربيع": سيفتقدك البحر والصيد والميناء!
كتب الإعلامية حنان نداف:
لم يكن خبر وفاة نقيب الصيادين الحاج نزيه سنبل " ابو ربيع " عاديا بالنسبة لي ولكل من واكبه وعرفه عن كثب، فقد تلقيت خبر وفاته بصدمة كبيرة وحزن بالغ على رجل كان يجسد جزءا من تراث مدينة صيدا كيف لا وهو الصياد من الطراز الاول الذي خَبِر خبايا بحرها وسبر اغواره في سبيل لقمة العيش وحمل هموم ومشاكل ومطالب صياديها بعدما اصبح نقيبا لهم على مدى سنوات.
لم يكل ولم يمل تراه في كل المحطات والمناسبات مدافعا عن الصياد ومطالبا بحقوقه.. مشاركا في كل اللقاءات والاعتصامات والوقفات حتى ان اخر صور التقطت له كانت قبل وفاته بساعات قليلة مشاركا في احدى اللقاءات لبحث قضايا ومشاكل المدينة بدا فيها متعباً حزينا" مثقلاً.
اذكر آخر مكالمة بيني وبينه كان يريد ترتيب تصريح صحفي حول بعض الثغرات فيما يتعلق بسوق السمك الجديد لتسهيل امور الصيادين فيه غير انه استدرك ان الاوضاع غير مؤاتية بسبب الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة حيث أخبرني بالحرف : " منطوّل بالنا ما بدنا الموضوع ما ياخد حقه بالاعلام وانا لح ضلني تابع".
رحل "ابو ربيع" في يوم "كانوني " ماطر كان فيها مزاج البحر غاضبا وحزينا والامواج تتلاطم على اقدام ميناء المدينة وتتلاعب بمراكب صياديها يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن شخص مضى من هذا المكان تاركا فيه ذكريات حزينة وسعيدة في آن ولسان حال كل من عرفه : سيفتقدك البحر والصيد والميناء يا " أبا ربيع".
رحم الله "أبو ربيع" وأدخله فسيح جناته وألهم اهله واصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.