ميلاد حزين جنوباً: زينة وصلوات بلا إحتفالات
عيدا الميلاد ورأس السنة هذا العام يحلّان بحزن على الجنوب اللبناني، بعدما قرّرت غالبية المدن والبلديات المسيحية اقتصار مظاهرهما على الزينة وتلاوة الصلوات، من دون تنظيم أي نشاطات أو احتفالات بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة إضافة إلى التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية، الذي أدّى إلى نزوح آلاف العائلات.
في صيدا وبعض قرى شرقها، بدأت البلديات برفع الزينة وإضاءة أشجار الميلاد، ولكن بشكل خجول ومن دون احتفالات كما جرت العادة سابقاً، وقد استعيض عنها بالصلوات من أجل وقف الحرب على غزة، وفي جنوب لبنان ليعمّ السلام والأمان في المنطقة.
ويقول راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد لـ»نداء الوطن»: «إن عيد الميلاد هذا العام يأتي حزيناً ومثقلاً بالجراح والندوب، جرّاء ما يجري في غزة من مجازر ضد الشعب الفلسطيني واعتداءات إسرائيلية على الحدود الجنوبية، لذلك قرّرنا أن تقتصر الاحتفالات على الزينة الرمزية وعلى الصلوات في الكنائس والأديرة من دون تقبّل التهاني».
ويضيف الحداد «للميلاد رمزية، ورسالتنا في هذا العيد أن يعمّ السلام الداخلي في لبنان سريعاً، وقبل السلام الخارجي، إذ ليس من المسموح استمرار الخلافات، ويدفع اللبنانيون ثمنها بالمزيد من المعاناة والفقر والجوع والتمرّس وراء العصبيات، ندعو الله أن يتحقّق السلام الداخلي كي يعيش اللبنانيون بأمن وسلام وتعود بهجة الأعياد إلى ما كانت عليه في السابق».
في صيدا، عاصمة الجنوب، ورغم أجواء الحداد والنشاطات الاحتجاجية التي تنظّم يومياً تضامناً مع غزة وشعبها ومقاومتها، حرصت البلدية على رفع شجرة الميلاد جرياً على عادتها كل عام وسط مستديرة إيليا، وأمل رئيس البلدية حازم خضر بديع «أن تشكّل الأعياد فسحة أمل وفرح رغم الأوضاع الصعبة والظروف الراهنة، ولا سيّما ما يمرّ به بلدنا الحبيب لبنان وفلسطين الأبيّة من محن جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وتداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان جراء الإنهيار المالي والمؤسساتي»، متمنّياً أن تحمل الأعياد الخلاص من كل الأزمات.
وفي البرامية، عاصمة الجمال الجنوبي، يتكرّر المشهد، بدأت البلدية برفع زينة متواضعة قرب الكنيسة، ادّخرتها من العام الماضي، وقد حملت رسالة «لاستمرار التفاؤل وسط النفق المظلم من الأزمات والحروب الداخلية والخارجية كما يقول رئيس بلديتها جورج سعد لـ»نداء الوطن»، ويضيف «قرّرنا عدم إقامة الاحتفالات بسبب ما يجري في غزة والجنوب، ورفعنا بعض الزينة من أجل حضّ المواطنين على استمرار التفاؤل رغم كل الصعوبات، وندعو الله أن تعود الأعياد إلى سابق فرحها ومجدها وتحمل بشائر الخير للبنان، ويعمّ السلام غزة ويتحقّق الخلاص للشعب الفلسطيني».
وفي بلدة لبعا قضاء جزين، أضاءت البلدية برئاسة فادي رومانس الشجرة الميلادية برعاية كاهن الرعية المونسنيور إلياس الأسمر ، وقال رومانوس «إنّ العيد هو مناسبة للفرح والأمل بغد مشرق، ولكن هذا العام يأتي في ظل ظروف صعبة للغاية فرضت اقتصار الحضور على أبناء البلدة وفاعلياتها، فنحن نشعر في هذا الظرف مع إخوان لنا يعانون في الجنوب اللبناني جرّاء ما يجري من قصف واستهداف لقرى وبلدات الجنوب الحدودية، وأيضاً نشعر ببالغ الأسى لما يجري من فظائع ومجازر إسرائيلية ضدّ المدنيين والأطفال في غزة ومناطق مختلفة من فلسطين».