مهرجان في ساحة باب السراي في صيدا القديمة احتفاءً ببطولات شعبنا الفلسطيني في معركة "طوفان الأقصى"
أقام التنظيم الشعبي الناصري، اليوم، مهرجانا في ساحة باب السراي في صيدا القديمة "احتفاء ببطولات شعبنا الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى وتضامنا مع فلسطين وغزة"، في حضور الأمين العام للتنظيم النائب الدكتور أسامة سعد وممثلين عن الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد كبير من أهالي صيدا والمخيمات.
رفع المشاركون في المهرجان الأعلام الفلسطينية، على وقع أغان ثورية، وأطلقوا هتافات مؤيدة لعملية طوفان الأقصى والشعب الفلسطيني.
سعد
وبعد النشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني، وكلمة لعريف المهرجان عضو الأمانة التنفيذية في اللجنة المركزية في التنظيم الشعبي الناصري خليل المتبولي، ألقى النائب سعد كلمة قال فيها: "من صيدا العروبة صيدا المقاومة صيدا حبيبة فلسطين إلى فلسطين الحبيبة الجريحة المقاومة إلى شعبها وشهدائها وأسراها، من صيدا التي دمرها العدو الصهيوني في اجتياح 82 وانتفضت صيدا بمقاومتها الباسلة وتحررت، من صيدا هذه إلى غزة التي تقاوم باللحم الحي الآلة العسكرية الصهيونية الجبانة، ألف تحية وتحية لفلسطين لكل فلسطين. طوفان الأقصى أذل العدو وضرب هيبته فتحية لأبطال طوفان الأقصى تحية لشهداء الأقصى ولكل فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية في فلسطين ولبنان. في 73 حقق الجيشين المصري والسوري انتصارا كبيرا على العدو الصهيوني، وتدخلت الولايات المتحدة لحماية هذا الكيان من هزيمة ساحقة، والآن مرة أخرى تتدخل الولايات المتحدة الأميركية لحماية هذا الكيان الصهيوني العدواني العنصري المغتصب لأرض فلسطين، هي تتدخل من أجل رفع معنوياته ومن أجل حمايته وأميركا هذه ومعها الغرب المنافق أعطوا الضوء الأخضر لهذا الكيان للتنكيل بغزة ولارتكاب المجازر بحق شعب غزة والشعب الفلسطيني، ولمحاصرة هذا الشعب بقطع الكهرباء والمياه والغذاء. لولا هذا الدعم الأميركي اللامحدود لهذا الكيان لما تمادت إسرائيل في غيها وفي عدوانها، ليس فقط ضد الشعب العربي الفلسطيني، إنما ضد كل الشعوب العربية. إسرائيل هذه أعجز من أن تدافع عن ذاتها تستعين دائما وتلجأ دائما إلى الولايات المتحدة الأميركية وإلى الغرب، وتوظف تخاذل الحكومات العربية تجاهها".
أضاف: "لقد أثبت الشعب الفلسطيني بإنجازاته العظيمة عبر عقود ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة القائد الرمز أبو عمار، أثبتت هذه الثورة بحجم ما قدمته من تضحيات وحققته من إنجازات أن هذه القضية عصية على الانكسار، وأن الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار. أما التطبيع العربي، تطبيع الأنظمة العربية مع هذا الكيان، فكان على حساب الشعب الفلسطيني ونضاله وقضيته العادلة. أيها الحكام المطبعون إسرائيل عاجزة عن حماية نفسها، فماذا جنيتم من التطبيع؟ الحرب الدائرة اليوم ضد غزة مفتوحة على كل الاحتمالات، وهذا أمر يجب أن ندركه ونعرفه، الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات قد تتسع وقد تتمدد إلى ساحات أخرى، والغزو البري لغزة أمر وارد وقائم. نحن نراهن على قدرة الشعب الفلسطيني واستعداده، واستعداد الشعوب العربية لمؤازرة الشعب الفلسطيني في معركته في غزة والضفة الغربية، وفي كل أراضي فلسطين، فلسطين تحتاج لوحدة وطنية، هذه الوحدة باتت ضرورة ملحة، وهي مترجمة في الميدان في غزة والضفة الغربية وفي مخيمات الشتات وفي كل مكان، الوحدة الوطنية الفلسطينية تحتاج لأن تترجم في إطار وحدوي، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية تحت راية المقاومة والانتفاضة الشعبية، هذا خيار الشعب الفلسطيني، ترجمه في الميدان، وعلى القوى الفلسطينية أن تترجمه في السياسة وفي نضالها الوطني".
وتابع: "لنتذكر أن إنجازات الجيشين المصري والسوري قد أهدرتها السياسات، تضحيات هذين الجيشين أهدرتها السياسات، وصولا إلى اتفاقات الذل والعار. نحن حريصون ومعنا القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية والشعوب العربية ولا نريد أن تهدر الانقسامات والتخاذل العربي تضحيات وإنجازات الشعب الفلسطيني، وندعو إلى وحدة وطنية صادقة وخالصة من أجل مواجهة هذا العدوان الصهيوني العنصري الهمجي".
وقال: "نحن هنا في لبنان أمام تحديات ومخاطر حقيقية علينا أن نتنبه لها وأن نستعد لها، هذا دور الشباب والتنظيم، وهذا دور كل القوى الوطنية والإسلامية الحية في لبنان لتواجه هذه المخاطر وهذه التحديات، ونحن أيضا نحتاج بشكل ملح وعاجل إلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان، نحتاج إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ونحتاج إلى توافقات وطنية لكي نتمكن بشكل قوي وموحد من مواجهة التحديات والمخاطر. شعبنا في لبنان كما كل الشعوب العربية يحتاج إلى مقومات الصمود، يحتاج لأن نأخذ حقوقنا في الصحة والتعليم وفرص العمل والغذاء، وهذا محجوب عن شعبنا في لبنان، نحتاج لأن تتوفر هذه المقومات، شعبنا لن يتأخر عن واجبه الوطني في مواجهة هذا العدو. ومن واجبنا مواجهة أي عدوان بما نملك من قدرات وإرادة وتصميم، علينا أن نتحضر لمثل هذه المواجهات، وأن نعمل من أجل تأمين احتياجات شعبنا، الدولة اللبنانية بمؤسساتها غائبة عن كل فعل وعن كل عمل، نحن في التنظيم الشعبي الناصري وفي القوى الوطنية اللبنانية ندرك أننا نعيش أياما صعبة، وقد تكون الأيام المقبلة علينا هي الأصعب، لكننا كما كنا دائما في المواجهة في الموقع الوطني في مواجهة العدوان والاحتلال سنواجه العدوان بالمقاومة، وسنواجه التموضعات والعصبيات الطائفية والمذهبية بالوحدة الوطنية الجامعة، سنواجه الظلم والقهر والفقر بالانحياز إلى حقوق شعبنا في حياة عزيزة كريمة، وفي حماية الوحدة الوطنية وحماية الكرامة الوطنية، وفي حماية الكرامة الإنسانية".
وختم سعد: "نناضل من أجل الدولة الوطنية العادلة المنيعة، نناضل من أجل لبنان القوي، لبنان الواحد الموحد العربي الديمقراطي، لبنان هذا الذي نريده ونتطلع إليه هو الأقدر على دعم الشعب الفلسطيني".
أبو العردات
وألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات كلمة جاء فيها: "صيدا قلعة العروبة نلتقي بها اليوم من أجل قضية عادلة ومقدسة هي فلسطين،
فلسطين هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وهي المساحة التي نتوحد من خلالها ونتوحد معها، ونتكاتف من أجلها، ونضحي من أجلها، ونقدم الغالي والنفيس على دربها. ما أجمل أن نلتقي اليوم في قلعة العروبة، وبوابة وعاصمة المقاومة الجنوب المعطاء الذي تدور اليوم على حدوده معركة مع الاحتلال الصهيوني يقدم فيها الشهداء دعما لغزة، ودعما للمقاومين وفلسطين. نحن منخرطون جميعا في معركة المقاومة والتحرير وكلنا اليوم، كل الفصائل الفلسطينية مع طوفان القدس، هذه المعركة المشرفة، جنين والخليل وغزة تقدم عشرات الشهداء في عمليات بطولية ويلتقون كل يوم في مواجهة الاحتلال".
أضاف: "غزة اليوم تتكاتف معها الضفة الغربية والقدس وكل فلسطين. هذه هي معركتنا، معركة الشعب الفلسطيني بأكمله ضد هذا الكيان الصهيوني الغاصب المحتل المجرم الإرهابي. نحن ليس بيننا إرهابي، نحن مناضلون مجاهدون مكافحون من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين، الإرهاب هو هؤلاء الذين يستهدفون غزة اليوم ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ في أبشع جريمة من جرائم الحرب، وينفذون العقاب الجماعي والإبادة الجماعية ضد أهلنا الصامدين في غزة وفلسطين. لذلك على أرضية حقنا في الدفاع والمقاومة، وفي إطار وحدتنا الوطنية المقدسة، ووحدة الدم، فإن هذه الوحدة يجب أن تتعمق وتتعزز من خلال المقاومة فوق أرض المعركة. نعم هو أشرف لقاء، هو لقاء المناضلين والثوار لقاء المتحدين من أجل فلسطين، ولا بد من القول اليوم أن الأولوية هي الوحدة، وهي وقف هذا العدوان على غزة. يجب أن يتوقف هذا العدوان ولا يظن الاحتلال والمجرم نتنياهو وحكومته الفاشية اليمينية المتطرفة، التي سيأتي يوما ونحاسبهم فيه على هذه الجرائم التي ارتكبوها ضد شعبنا، أن يوم الحساب بعيد، بل هو قريب".
وتابع: "إن موقف مصر العروبة الذي ترجم اليوم بعدم السماح لأي أجنبي مغادرة القطاع إلا بإدخال المواد التموينية للقطاع، نحن نأمل أن يجد هذا القرار طريقه للتنفيذ الفوري، ووقف إطلاق النار الفوري، وبالتالي حماية أهلنا في غزة البطلة. اليوم هناك أسرى مع المقاومة الفلسطينية ولا بد من أن نبشر أسرانا البواسل أن موعدنا مع الحرية آت ولا بد لهذه الجماهير التي تحركت أمس الجمعة في أكبر مسيرة دعما للمقاومة في كل دول العالم، لا بد لهذا الحراك أن يعطي نتائج، وأن يقلب الصورة التي حاول العدو أن يقدمها عن مناضلينا وفدائيينا. تحية لكم جميعا في لبنان من جنوبه إلى شماله على هذه الوقفات التضامنية التي إن دلت على شيء فهي تدل على حرصكم ووفائكم لفلسطين وقضيتكم، إن قضية فلسطين هي قضيتنا جميعا".
بركة
كذلك ألقى عضو قيادة حركة "حماس" في الخارج علي بركة كلمة، جاء فيها: "ها هم إخوانكم في غزة هاشم وكل فلسطين يخوضون معركة طوفان الأقصى، معركة التحرير والعودة، معركة الوحدة الوطنية، هذه المعركة الفاصلة البطولية التي وحدت الشعب الفلسطيني في الميدان، ليس في الضفة وغزة والقدس فقط، بل في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، بل إنها بعثت الروح لأمتنا العربية والإسلامية. إن المقاوم العربي والمسلم يستطيع الانتصار على هذا الجيش الذي قيل عنه أنه لا يقهر، فقهر جيش الاحتلال في غلاف غزة، وانهزم هذا الجيش الذي لم يصمد أمام المجاهدين بضع ساعات. كان هذا انتصارا عظيما ليس للشعب الفلسطيني وحده، إنما لكل الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم".
أضاف: "أميركا المنافقة اليوم تقود المعركة جنبا إلى جنب الاحتلال الصهيوني بينما تدعي إلى مواجهة الاحتلال في أوكرانيا، هي تقاتل مع الاحتلال في فلسطين وتدعم هذا الاحتلال وتقتل الشعب الفلسطيني وتحاصره وتقتل الأطفال وترتكب المجازر. أكثر من 700 طفل فلسطيني قتلوا حتى الآن في قطاع غزة وأميركا هي المسؤول والنازية اليوم، وهي تتحمل كامل المسؤولية، تهدد لبنان اليوم وتهدد المنطقة العربية وتهدد حلفاء المقاومة، نقول لأميركا ألم تتعلمي من درس لبنان عام 1983 وما بعده؟ ألم تتعلمي من درس الصومال وأفغانستان وفييتنام؟ نحن لا نخشى أميركا ونحن طلاب حرية، نحن حركة تحرر وطني نريد تحرير فلسطين نريد حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وتابع: "الغرب اليوم يقول أن حركة حماس اعتدت على إسرائيل، لو عدنا أسبوعا قبل 7 أكتوبر ماذا كان يجري في فلسطين؟ اقتحامات يومية على المسجد الأقصى المبارك من العصابات الصهيونية، ولم نسمع أحدا يستنكر. قبل أسبوع من عملية طوفان الأقصى كانت العصابات الصهيونية تدمر بلدة حوارة في نابلس وتحرقها، ويهاجمون مخيم جنين ونابلس وأريحا ورام الله وقالنديا، كل يوم كان يرتكب هذا الاحتلال المجازر ولم نسمع الاستنكارات ولم نسمع الحشودات الدولية دفاعا عن الشعب المظلوم تحت الاحتلال، لكن عندما تحرك المظلوم، وتحركت المقاومة لتنتقم من هذا الجيش المجرم قامت الدنيا ولم تقعد. يقولون أننا نقتل الأطفال ونقطعهم، ونحرق النساء، نحن نتحدى هذا الكيان الغاصب وأميركا، أعطونا صورة واحدة لطفل يهودي رأسه مقطوع، هم تراجعوا عن هذه التصريحات لاحقا، هم يستخدمون الإعلام ويريدون أن يشوهوا المقاومة حتى يبرروا هذه الجرائم ونحن نقول لهم: إننا لا نخشى الحشودات الأميركية والأطلسية وسنواصل هذا الطوفان، نحن طلاب حرية، نحن نريد وقف العدوان عن أهلنا في القدس والضفة الغربية، نريد كسر الحصار عن غزة ونريد تبييض السجون الصهيونية من 5000 أسير فلسطيني وعربي. نحن خططنا وقررنا واتكلنا على الله والله أكرمنا، طوفان الأقصى هو طريق التحرير، هو فتح الطريق ليس فقط للشعب الفلسطيني بل فتح الطريق لكل الأمة".
ووجه "التحية إلى أبطال المقاومة الفلسطينية، وإلى المقاومة في لبنان التي تدك اليوم المستعمرات الصهيونية والقواعد العسكرية الصهيونية شمال فلسطين المحتلة وفي مزارع شبعا، التحية لكل المقاومين العرب والأحزاب العربية الحرة الحية التي تقف اليوم وبالأمس في كل العواصم العربية، وأرسلت رسالة لهذا الاحتلال وإلى أميركا أن فلسطين ليست وحدها وأن القدس ليست وحدها وأن غزة ليست وحدها وأن المقاومة في فلسطين ليست وحدها. فكل الشعب العربي والمسلم هو مقاومة اليوم، هو فلسطين وغزة والقسام لذلك نحن ماضون وخلفنا كل الجماهير العربية والإسلامية حتى النصر".
البواب
وألقى حسين البواب كلمة باسم فرع صيدا القديمة في التنظيم الشعبي الناصري، رأى فيها أن "معركة طوفان الأقصى ليست جولة عابرة من القتال كما يقال، إنها معركة الكرامة والمصير، المعركة التي سيشهد فيها العالم تحرير فلسطين واسترداد القدس وإذلال العدو الصهيوني الذي يمتلك تاريخا إجراميا من قتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ورجالنا، هي المعركة التي أسقطت مقولة أن هذا الجيش لا يقهر، ليقهر ويداس بأقدام أبطالنا. معركة طوفان الأقصى هي بداية لكتابة تاريخ جديد من النضال خطه أبطال فلسطين، وشهدت عليه دماء أهلنا في غزة الذين دفعوا الأثمان الباهظة دفاعا وصمودا، وها نحن نراهم مرابضين صامدين يحملون جثث أطفالهم وينادون: كلو فدا المقاومة، كلو فدا فلسطين، فكيف لهذا الشعب أن يقهر؟ وإلى عروبة التطبيع نقول: نراكم مكبلين صامتين متفرجين على المجازر التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني، هذه المقاومة التي تقومون بتوجيه اللوم لها دافعت نيابة عن الأمة انتصرت، وها هي تسجل تاريخا جديدا للأمة، هذه المقاومة أعادت العزة لهذه الأمة، فلتخجلوا من أنفسكم ولتدفنوا رؤوسكم في تراب التطبيع لأنكم فقدتم ما تبقى لكم من كرامة. أبناء فلسطين الحبيبة يا أهلنا في الداخل أشعلوا الأرض لهيبا في وجه المحتل الجبان وأعلنوها ثورة، أنتم فخر لنا وبكم نستمد القوة ونحن إلى جانبكم".
كما تخلل المهرجان كلمة للطفلة حنين مازن العفيفي وجهتها باسم أطفال مدينة الشهيد معروف سعد إلى أطفال فلسطين.