الشيخ محمد زهرة يرثي الشهيد أحمد عثمان
أحمد أسامة عثمان، عرفتك فتى صغيراً في مسجد ومجمع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مبادراً، مقداماً، حريصاً على عباداتك، مثابراً عليها.
كنت مشاركاً سباقاً في منافسة "أطفال الفجر جيل النصر"، نشيطاً، لم تتغيب عن الحلقة القرآنية التربوية يوماً. مفعم بملامح الأدب والتربية والأخلاق، صاحب السمت الجميل، ذو الإبتسامة المشعّة التي لا تغادر وجهك المتوضئ.
لم تتوانى عن التفرغ الجزئي في العمل المسجدي فيما يخص متابعة أطفال المنطقة وحمايتهم من التيه والضياع، فكنت من خيرة الفريق الدعوي ومن خيرة المربين رغم صغر سنك.
كنت حاضراً دائماً، فما من لجنة من لجان المسجد قصدتك إلا ولبّيت في مساعدة أبناء المنطقة ورواد المسجد اجتماعياً، دعوياً، رياضياً، تربوياً، عدا عن المتابعة الإدارية التي كنت أحد أركانها الأساسية.
فاجأتنا برحيلك، لكن لم يكن غريباً علينا شجاعتك وبسالتك، فهذا ما عهدناه عليك من إقدام على العمل بكل محبة وإخلاص.
نغبطك على ما وصلت إليه في تحقيق مبتغاك، نغبطك أن الله اصطفاك ونبكي على حالنا لأننا لا نعلم على أي حالٍ سيختم الله أعمارنا.
لمثلك يا أحمد تُذرف الدمعات وتُسكب العبرات، وعلى مثلك تنفطر القلوب، ولكن الذي يسلينا أنك استشهدت من أجل أعظم قضية كلنا يتمنى أن ينال ما نلت، وفي أنبل مشروع واضح المعالم، بعيداً عن الطائفية والمذهبية، ولا أعتقد أن في الكون قضية واضحة لا يختلف عليها إلا مبغض وحاقد مثل قضية تحرير أرض الأنبياء وأشرف المقدسات الأقصى والأسرى.
هنيئاً لك ولأهلك، نسأل الله لهم الصبر والثبات. صدقت الله فصدقك الله، طبت وطاب ثراك، وتقبلك الله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
محبك محمد أحمد زهرة