"طوفان الأقصى" تُصحّح بوصلة السلاح الفلسطيني في لبنان
عملية «طوفان الأقصى» التي شنّتها حركة «حماس» على المستعمرات في غلاف غزة، طوت صفحة التوتّر الأمني في مخيّم عين الحلوة موقتاً، وقالت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» إنّ هذه المعركة «أعادت تصحيح بوصلة السلاح الفلسطيني في لبنان بعد سلسلة من الأحداث الأمنية المتنقلة»، وأكدت ضرورة «أن يبقى نحو فلسطين وحدها تحت عنوان واحد، تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي والدفاع به عن حق العودة». وجدّدت الآمال بالعودة إلى فلسطين بعيداً من التوطين وركوب البحار والهجرة غير الشرعية بعد مراحل من اليأس والإحباط نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة من جهة، ومحاولات تصفية القضية وشطب حق العودة وآخرها «صفقة القرن» الأميركية من جهة أخرى.
كذلك، فتحت الأبواب المغلقة على تحرير الأسرى بعد طول ظلم وتعسّف في غياهب السجون الإسرائيلية بعدما تحوّلوا رهائن منسيين، مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الذين تمّ أسرهم في المعركة، ناهيك بتشكيلها فرصة لرصّ الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية وتناسي الخلاف في مواجهة العدوان.
ميدانياً، انشغلت القوى السياسية والشعبية في مواكبة تداعيات المعركة العسكرية وتطوّراتها الميدانية وفي كيفية الانخراط في دعمها، حيث عمّت المخيّمات الفلسطينية والمدن اللبنانية أجواء الاحتفالات بالانتصار الذي وصفه البعض بأنه كالحلم، ونظّمت المسيرات ووقفات التضامن الداعمة للمقاومة وصمود شعبها. وعبّر أبناء المخيّمات عن رغبتهم في الزحف نحو الحدود الجنوبية والعودة إلى فلسطين والمشاركة في معركة التحرير، مستذكرين مسيرة العودة في ذكرى نكبة فلسطين العام 2011، حيث اجتازوا الشريط الشائك عند بلدة مارون الراس وسقط شهداء وأكثر من مئة جريح مضرّجين بدمائهم. ونظّمت «الجماعة الإسلامية» مسيرة سيّارات جوّالة انطلقت من أمام مسجد «البهاء» في صيدا، وجابت شوارع المدينة احتفالاً بعملية «طوفان الأقصى»، بينما أقام شباب «التنظيم الشعبي الناصري» عدداً من الحواجز في ساحة الشهداء، وشارع دلاعة، وتعمير عين الحلوة، وساحة إيليا، وغيرها من الأحياء على وقع الأغاني الوطنية، ووزّعوا الحلوى على السيارات والمارّة.