بلدية صيدا تمشي وسط حقول من المشاكل
لم تمنع الأزمة المالية الطاحنة التي تمرّ بها بلدية صيدا من محاولة القيام بواجباتها أو على الأقل أدناها. رغم الصعاب يبدو رئيسها الجديد الدكتور حازم بديع متحمّساً للعب دور بارز وملء الفراغ في الفترة الفاصلة بين استقالة الرئيس محمد السعودي وبين إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة.
في المدينة وأروقتها السياسية والعائلية لا يختلف اثنان على تفاقم المشاكل وتراجع الخدمات في ظل غياب الدولة ومؤسساتها المعنية، عن السمع، في ملفات تلامس حياة الصيداويين، تبدأ بمشكلة تراكم النفايات مروراً بمعمل المعالجة الحديث وصولاً إلى التعدّيات.
والبلدية التي لم تستسلم للأمر الواقع تسعى بجهود فردية من بديع، وجماعية من أعضاء المجلس البلدي إلى محاكاة القضايا والمشاكل اليومية، وفق خريطة طرق متعدّدة الاتجاهات تصب في نهاية المطاف في تخفيف المعاناة قدر الإمكان، وتعيد تنظيم المدينة وإزالة المخالفات والتعديات واستعادة موقعها على خريطة السياحة اللبنانية كواحدة من أجمل المدن الساحلية.
وقالت مصادر بلدية لـ»نداء الوطن» إنّ بديع وفريق عمله يدركون تماماً أن نجاح العمل البلدي يقوم على مقوّمات عدّة أبرزها تأمين الأموال لتوفير الخدمات وهو أمر شبه متعذّر حالياً، لذلك تعمل البلدية على ثلاثة خطوط متوازية: إعادة تحسين الجبايات من خلال تقييم الرسوم والضرائب بما يتناسب مع الواقع الحالي، اتخاذ قرارات وتنفيذها بحيث لا تحتاج إلى أموال بقدر الإرادة ومنها على سبيل المثال إزالة التعديات، وترحيل المشاكل الكبيرة والمستعصية إلى الفترة اللاحقة بحيث تكون قد اتضحت الرؤية سياسياً وانتخابياً ومالياً وغيرها.
وتوضح المصادر أنّ رئيس البلدية باشر أولى مهامه باسترضاء عناصر الشرطة ووعدهم بتحسين ظروف حياتهم المعيشية قناعة منه أنهم عمود العمل والمؤشر الميداني على قوة حضور البلدية، قبل أن تبدأ حملة إزالة التعدّيات والفوضى العشوائية وتنظيم البسطات في الأسواق التجارية ما ترك ارتياحاً لدى التجار وأصحاب المحال والمواطنين معاً. واستكملت الحملة بإزالة المخالفات في اللوحات الإعلانية، وصولاً إلى إطلاق حملة جديدة لإزالة التعديات والمخالفات على الأملاك العامة، وتشمل الخيم الكبيرة التي تستخدم كمقاهٍ ومطاعم.
وأشار بديع إلى أن دوريات الشرطة البلدية تابعت وبالتنسيق مع القوى الأمنية والقضائية، إزالة خيم كبيرة مخالفة، وبتجاوب تام من أصحابها الذين بادروا لتفكيكها، ومنها خيم نصبت على رصيف مقابل قلعة صيدا البحرية وفندق القلعة، وخيمة كبيرة في وسط شارع الأب سليم غزال في سوق صيدا التجاري، داعيا كل مخالف لإزالة مخالفته طوعاً وبأسرع وقت، لأن دوريات الشرطة البلدية ستتواصل لإنفاذ قرار إزالة المخالفات والتعديات.
ورغم النجاح في إزالة هذه التعديات، إلا أن البلدية لم تلامس جدّياً حتى اليوم معالجة مشكلة تراكم النفايات، وتكتفي بالتنسيق مع حملة «الأوفياء لصيدا» التي جرى تأسيسها بمبادرة من رجل الأعمال فادي كيلاني، وأصبحت اليوم تضم نحو 300 تاجر وصاحب مؤسسة وشركة وشخصية، في رفع ونقل النفايات من شوارع المدينة وأحيائها منعا لتراكم وانتشار الروائح الكريهة وتفشي الأمراض والأوبئة، وسط تساؤلات عن مصير معمل المعالجة وما يجري فيه، وهل ما زال يعمل أم توقف؟ وأين ترمى النفايات؟
وأوضحت «الجماعة الإسلامية» أن تفاقم المشكلة يكمن في أن هناك من إمتهن مهنة جمع النفايات من مناطق محيطة بصيدا، وبات يلقيها في شوارع المدينة وهذا التصرف الدنيء لن يبقى من دون عقاب، ودعت القوى الأمنية وشرطة البلدية والمجتمع المدني الى التصدي لهذه الظاهرة المؤذية بحق المدينة وأهلها.