"الأونروا" تبلسم جراح أبناء عين الحلوة
غادرت آخر العائلات النازحة من مخيم عين الحلوة مدرسة "نابلس" التابعة لوكالة "الأونروا" في صيدا، لتطوى صفحة من المعاناة فرضتها اشتباكات حركة فتح" و"تجمع الشباب المسلم"، عقب جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه في 30 تموز الماضي.
وتركت العائلتان الأخيرتان المدرسة بعدما قدّمت لهما "الأونروا" مساعدة مالية رمزية كي تتمكن إحداها من العودة إلى منزلها في المخيم، وتستأجر الاخرى منزلاً متواضعاً في محيطه، على أن تبدأ صيانتها وتجهيزها لإستقبال طلابها، إلى جانب طلاب مدرسة "مرج بن عامر" بنظام الفترتين، بدءا من 23 تشرين الاول الجاري، على أن يبدأ دوام المعلمين فيها في 9 الحالي وفق الخطة التربوية البديلة.
وبذلك تكون العائلات النازحة إلى صيدا قد عادت لمنازلها، أو ما زالت تقطن عند أقارب لها، أو استأجرت منازل موقتة ريثما تطمئن قلوبها إلى استقرار الوضع الأمني في المخيم، أو إلى حين إعادة ترميم وصيانة منازلها على أبواب فصل الخريف واقتراب موسم هطول الأمطار الذي يتوقع أن يفاقم المأساة.
وعلى وقع النزوح، عقدت المديرة العامة لـ"الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس اجتماعاً مع وفد موحّد من "اللجان الشعبية الفلسطينية" سواء في في فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، أو "تحالف القوى الفلسطيني" و"القوى الإسلامية" و"أنصار الله"، في مكتب مدير منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب بمشاركته ومدير المخيم عبد الناصر السعدي، حيث جرى البحث بمختلف تداعيات الاشتباكات وتأثيرها على الخدمات.
وكشفت مصادر فلسطينية شاركت في الاجتماع لـ"نداء الوطن" أن كلاوس أبلغت وفد اللجان أن تدبير الخطة التربوية البديلة بشأن المدارس ونقل الطلاب إلى صيدا واعتماد نظام الفترتين هو موقت ولمدة ثلاثة أشهر مبدئياً ريثما تتّضح صورة الوضع الأمني في المخيم، على أن يتم في خطوة لاحقة نقل الطلاب من المجمع التربوي الأول في منطقة الطوارىء – الشارع الفوقاني إلى الثاني في بستان القدس داخل المخيم ريثما يتمّ صيانة المدارس المتضرّرة.
وأعلنت كلاوس أنه يجري التنسيق مع الجيش اللبناني في خطوة تسلم المدارس التي تم إخلاؤها من المسلحين وخلال ثلاثة أيام سيتم السماح لإرسال فريق من خبراء الألغام إليها للكشف عليها والتأكد من خلوها من أي متفجرة قبل استلامها رسميا، تمهيداً لبدء مسح الأضرار فيها وتقدير الكلفة المالية لعملية الترميم. وقال إن "الأونروا" تلقت مساعدة مالية بقيمة 3 ملايين دولار أميركي، وستوزّع مساعدة بقيمة 50 دولاراً لكل شخص تحت 18 وفوق 60 عاماً، ما أثار اعتراض اللجان التي طالبت بأن تشمل كل اللاجئين نظراً إلى الحاجة الملحة والظروف المعيشية الصعبة، غير أنها اشترطت وقف الدولة المانحة اعتماد بصمة العين للتأكد من حصول المقيمين على هذه المساعدات وليس سواهم.
في ختام الاجتماع، أبلغت كلاوس، أن "الأونروا" قررت دفع مساعدات عاجلة لكل عائلة دُمر منزلها أو تضّرر بشكل كبير من أجل استئجار منزل لمدة 6 أشهر بقيمة 200 دولار شهرياً، أي 1200 دولار أميركي، حيث قدرت "الأونروا" وفق المسح الأولي بأن هناك ما بين 350 -400 منزلاً مدمّراً أو متضرّراً بشكل شبه كامل ولا يصلح للسكن خاصة مع هطول الأمطار.
وفي خطوة إنسانية موازية، باشرت مؤسسة "أبناء المخيمات الفلسطينية" تقديم مساعدات إغاثية عاجلة عبارة عن 300 دولار لكل عائلة فلسطينية دُمِّرت بيوتها بشكل كامل جَرّاء الاشتباكات، وقال رئيس المؤسسة الحاج منصور عزام "رصدنا مساعدات مالية عاجلة بقيمة 150,000 دولار أميركي كمساعدة إغاثية عاجلة لدعم ومساعدة الأسر الفلسطينية في المخيم التي دمرت منازلها وهي الخطوة الثالثة للمؤسسة بعد صرف مساعدات مالية لحي حطين بقيمة 300 دولار أميركي لكل عائلة".
وشملت المساعدات 6 أحياء هي: البركسات، الصفصاف، الرأس الأحمر، جبل الحليب، عرب الزبيد والسميرية، على أن تشمل لاحقا 7 أحياء أخرى متبقّية، وهي: بستان القدس، حي القدس، التعمير، الطوارئ، لوبية، الكنايات والسكة وتشمل هذه المساعدات اللاجئين الفلسطينيين والأسر اللبنانية المتضرّرة على حد سواء.