صيدا سيتي

كلمة النائب أسامة سعد في الذكرى 21 لرحيل القائد المناضل مصطفى معروف سعد

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الأحد 30 تموز 2023 - [ عدد المشاهدة: 857 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload
كلمة النائب أسامة سعد في الذكرى 21 لرحيل  القائد المناضل مصطفى معروف سعد

كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد

في الذكرى 21 لرحيل رمز المقاومة الوطنية اللبنانية

 القائد المناضل مصطفى معروف سعد

السبت 29 تموز 2023 الساعة السابعة مساءً في مركز معروف سعد الثقافي
_________________

الأخوةُ والأخوات ...

كان العمرُ قصيراً وكان العطاءُ فوّاراً وجزيلاً ...
هو مصطفى حاملُ الهمومِ والآلامِ وحاملُ جراحاتٍ غائراتٍ فوق وجهٍ ينطقُ عزةً وكرامةً وإباءً ...
أحلامٌ لا تنكسرُ، وإراداتٌ كأطوادِ الجبالِ، وبصائرٌ نافذةٌ وإنْ خانَها اغتيالُ البصرِ...
مصطفى... أنتَ الحبيبُ وأنتَ الأمينُ وأنتَ نوّارةُ كفاحِنا وإنْ غيّبتْكَ الأقدارُ...
مصطفى ...  تحاصرُ شعبَنا المافياتُ من أصحابِ السلطةِ والنفوذِ والمالِ والفسادِ، وتحاصرُه الطائفياتُ السياسيةُ وتبعياتُها الخارجية...
مصطفى ... لك علينا عهدُ نضالٍ متواصلٍ بلا كللٍ وبلا مللٍ حتى يُسقِطَ شعبُنا سلطةَ ونفوذَ التحالفِ الطائفيِّ المافيوي ...
انهياراتٌ وأزماتٌ ومرارةُ عيشٍ وأوضاعٌ تفلّتت من أيةِ ضوابط...
القوى الطائفيةُ بعد أن حوّلَت الدولةَ إلى هياكلَ خاويةٍ وضعَتْ لبنانَ على سكةِ  الخرابِ لا على سكةِ السلامة.
هي قوى تنكّرَتْ للوطنِ ولوحدةِ شعبِه، وراحَتْ تصنّفُ الناسَ على أساسِ الدين، وتصادرُ تمثيلَهم وتتسلّطُ في الوقتِ ذاتِه على مقدّراتِ البلد...
هي قوى نصّبَت نفسَها  زوراً حاميةً وراعيةً لكلِّ مَن أدينُ بدينٍ...
توزّعوا الدولةَ مزارعَ لهم ولأزلامِهم حتى بِتْنا نترحّمُ على زمنِ الإقطاعِ السياسي الذي على سوئِه وتخلّفِه كانت الدولةُ أشفى حالاً من دولةِ مزارعِهم...
شعبُنا وقد أسقطَ الإقطاعَ السياسيَ لا ليُقمْ بدلاً عنه إقطاعاً طائفياً أكثرَ سوءاً و أكثرَ تخلّفاً ...
تجرّأَ أصحابُ دولةِ المزارعِ على حقوقِ الناسِ لا بل على كلِّ الحقوق...
كانتْ الأثمانُ باهظةً والفواتيرُ فاقَتْ قدرةَ البلدِ على احتمالِها ...
لم تسلمِ الكرامةُ الوطنيةُ من استباحاتٍ بالجملةِ من دولٍ شتى...
 ولم يسلمِ المسؤولون، كبيرُهم وصغيرُهم، من تقريعِ الدولِ أصغرُها وأكبرُها...
أيُّها الأصدقاء...
يُسدِّدُ شعبُنا عنوةً وقهراً وإذلالاً فواتيرَ الفسادِ ونهبِ المالِ العام والاثراءِ من شقاءِ الناس...
الشبابُ، وقد هجّوا في بقاعِ الدنيا ...
 المرضى من القلّةِ تكيّفوا مع المرضِ والموت...
تلاميذُ المدارسِ وطلابُ الجامعاتِ تحت غربالِ الأقساطِ المتعسّفة...
الغذاءُ عزيزٌ ... العينُ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ ...
طبقيةٌ جائرةٌ تُنذرُ بالفوضى والمخاطرِ من كلِّ نوع...
الظلمُ والقهرُ والاستبدادُ ليست أقداراً من أقدارِ الله بل هي من صنعِ أشرارِ البشر ...
الفقرُ ليس إرثاً يُتوارثُ كتبَه اللهُ على عبادِه، إنما هو من أحوالٍ فرضَها الحكّامُ على العبادِ...
إنه زمنٌ رديءٌ، إنّها أيامٌ صعبةٌ، لكنْ يجبُ أنْ لا يقوّضَ ذلك تطلعاتِ اللبنانيين إلى دولةٍ حديثةٍ عادلةٍ تُلحّ عليها أجيالُهم الجديدة...
فجورُ الحكّامِ تجاوزَ أيَّ حدٍ يمكنُ أن يكونَ مقبولاً ...
فشلُ الحكّامِ تمادى في شؤونِ اللبنانيين تخريباً وتدميراً لمقوماتِ عيشِهم...
الفشلُ، حقيقياً كان أم مُفتعلاً،  يثيرُ أسئلةً كبيرةً وخطيرةً : لماذا لبنان بلا رئيس؟ إلى متى؟ ولأيةِ أهداف؟
لماذا تُرِكَتْ قضيةُ حاكمِ مصرف لبنان حتى اللحظةِ الأخيرة؟
أليسَ ذلك تمادياً في تقويضِ القطاعِ الماليِّ والنقديِ وضربِ قواعدِه؟ ولمصلحةِ مَن؟
لماذا التشتتُ والتخبطُ في معالجةِ ملفِّ النازحين السوريين؟ أهو مشروعٌ لانقلاباتٍ ديمغرافيةٍ في لبنانَ وسوريا والمنطقةِ؟
أسئلةٌ لا حصرَ لها ترتبطُ أشدَّ الارتباطِ بزمنِ المحنِ التي نعيشُها...
أسئلةٌ تتوالدُ وتثيرُ المزيدَ من الشكوكِ ... 
هل نحنُ أمامَ عمليةِ هدمٍ وإعادةِ تركيبٍ لأوطانِنا على قواعدَ تخدمُ أقوياءَ الدولِ في الإقليمِ وفي العالمِ؟ مَن مِن حكامِنا متورّطٌ في هذا ؟ مِن حقِّنا أن نُسيءَ الظنَّ ...
اللبنانيونَ اليومَ : غضبٌ مكبوتٌ بلا ثورة...
اللبنانيونَ اليومَ : تكيّفٌ مع أحوالٍ مزريةٍ بلا قدرةٍ على التغيير...
كأنَّ ثورتَهم مؤجلةٌ أو كأن شروطَ نجاحِها لم تنضجْ بعد...
هذا أسوءُ ما يمكنُ أن يمرَّ به شعبٌ من الشعوبِ حين تلحُّ عليه ضروراتُ التغييرِ ولا يمتلكُ قوةَ الدفعِ والموجباتِ اللازمةِ للسيرِ في طريقِ التغيير ...
معضلةُ التغييرِ تطرحُ تساؤلاتٍ وتُرتّبُ أولوياتٍ  ...
إن شعبَنا يدركُ في يقينِه وموجباتِ مصالحِه أن هويتَه وطنيةٌ جامعةٌ وعروبتَه ديمقراطيةٌ متحررةٌ، إنْ هو تاهَ عنهما فَقَدَ أيةَ قدرة ٍعلى التغييرِ والتقدمِ والتحررِ  وتهدّدَ أمنُه الوطنيُ وسِلْمُه الأهليُّ بأفدحِ الأخطار ...
ويدركُ شعبُنا أيضاً أنَّ التغييرَ تحملُه وتقودُه قوى مخلصةٌ وقادرةٌ وحاسمةٌ في انحيازاتِها تتقدّمُ صفوفَه لتحقيقِ أمانيه في الحريةِ والكرامةِ والعدلِ 
الاجتماعي ...
لا تغييرَ بلا رؤيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لكلِّ الملفاتِ ولكلِّ القضايا. فالتغييرُ إما أنْ يكونَ شاملاً أو لا يكون ...
تخطئُ قوى التغييرِ خطأً فادحاً إنْ هي تجنّبَتْ الخوضَ في ملفاتٍ استراتيجيةٍ حسّاسةٍ كالسياسةِ الدفاعيةِ أو السياسةِ الخارجيةِ أو قضيةِ النزوحِ السوري أو غيرِها ... ذلك أنَّ شعبَنا يريدُ مقارباتٍ وطنيةً حولَها ، متحرّرةً من قيودِ الطائفيةِ والاملاءاتِ الخارجية ...
إن شعبَنا يطالبُ قوى التغييرِ بجمعِ شتاتِها وببناءِ اُطُرِها وخوضِ صراعٍ ديمقراطيٍّ مفتوحٍ ضدّ تركيبةٍ سياسيةٍ مافيوية  أذلَّتْه وأهدرَتْ كرامتَه...
تلك بعضُ اشتراطاتٍ لازمةٍ تفتحُ الطريقَ أمامَ تغيير ٍ متعثّرٍ ...
هي اشتراطاتٌ استقرَّتْ في وعيِ شعبِنا ولم يدركْها بعد بعضٌ ممن يرفعون ليلَ نهارٍ شعاراتِ التغيير ...
مصطفى ... آمنتَ بحقِّ شعبِنا في مقاومةِ العدوانِ والاحتلالِ وإنّه من العارِ التخلّي عن هذا الحقِّ، فكنتَ رمزاً للمقاومةِ الوطنيةِ اللبنانية...
وآمنتَ أيضاً أنَّ المقاومةَ شاملةٌ وعامّةٌ ومتواصلةٌ في كلِّ الأزمانِ وتحتَ كلِّ الظروفِ وأنَّ لا حصريةَ لها متى كان هناك عدواناً أو احتلالاً...
ونحنُ بدورِنا نتطلّعُ إلى دولةٍ وطنيةٍ تقومُ بتنظيمِ مقاومةِ شعبِنا ضمنَ سياسةٍ دفاعيةٍ وطنيةٍ قادرة، تنضوي فيها مؤسساتُ الدولةِ العسكريةِ والمدنيةِ فضلاً عن طاقاتِ المجتمعِ وقواهِ الشعبيةِ وما تراكمَ لديها من قدراتٍ وخُبُراتٍ كفاحيةٍ ويكون عمادَها الجيشُ ...
الدولةُ الوطنيةُ العادلةُ تُنصِفُ اللبنانيين وتطمئنُهم لحاضرِهم ومستقبلِهم ...
الدولةُ الوطنيةُ المنيعةُ ضمانةٌ لكلِّ الأحرارِ المقاومين لا تعادلُها ضمانةٌ 
اخرى ...
أليس ذلك من دواعي تصعيدِ النضالِ لإقامةِ الدولةِ الوطنيةِ المنيعةِ العادلة ؟
مصطفى ... آمنتَ بالشعبِ المشرّدِ والمعذّبِ فكنتَ السندَ لشعبِ فلسطينَ في مخيماتِه طلباً لحقوقِه الانسانيةِ وتعزيزاً لنضالِه المديدِ من أجلِ العودةِ إلى فلسطينَ وكنت في الوقتِ ذاتِه الحريصَ على الأمنِ الوطنيِّ اللبناني وأمن الشعب الفلسطيني ...
 في ذكراك نحيي نضالَ الشعبِ الفلسطينيِّ وهو يكافحُ ويقاومُ ويقدّمُ أغلى التضحياتِ تحريراً لأرضِه من احتلالٍ عنصريٍّ غاصب ...
اليقينُ اليقينُ أنَّ شعبَ فلسطين سوف ينتصرُ.. سوف ينتصرُ ...

أيها الأصدقاء ...
بادرْتُ مخلصاً إلى "صيدا تواجه" تحسّباً لمزيدٍ من الانهياراتِ وتردّي الخدماتِ واحتمالاتِ تصاعدِ التفلتاتِ والفوضى وما يرتّبُه ذلك من عجزٍ عن توفيرِ الخدماتِ الأساسيةِ وما يرتّبُه ذلك أيضاً من مخاطرَ على أمنِ واستقرارِ المدينة...
فظننْتُ مخطأً أنَّ قوى المدينةِ السياسيةِ والأهليةِ وفعالياتِها المختلفةَ سوف تنتظمُ في عملٍ جماعيٍّ مخلصٍ خلفَ برنامج " صيدا تواجه" الذي أقرَّهُ مؤتمَرٌ جامعٌ في بلديةِ صيدا ...
غيرَ أنَّ ذلك لم يحصلْ وخابَ الظنُّ ...
ما حصلَ من البعضِ ، تفرّدٌ وأنانيةٌ ومظهريةٌ وتحميلُ الجمايلِ لأهلِ
 المدينة ...
غابَتِ البلديةُ عن الساحةِ وغابَ التنسيقُ بين مقدّمي الخدماتِ، وعمَّتِ الفوضى وسادَ التشتتُ ...
خبْطَ عشواءٍ بلا تخطيطٍ وبلا تدبيرٍ وبلا إدارةٍ تسيرُ الأمورُ في المدينة....
تلك أوضاعٌ لا تبشّرُ بمعالجاتٍ جادّةٍ لقضايا المدينة بقدْرِ ما تفتحُ المجالَ العامّ أمام مبادراتٍ بعضُها صادقٌ وخيّر وجادٌّ وبعضُها الآخرُ ليس أكثرَ من مزايداتٍ وبازاراتٍ تختلفُ بضاعتُها وتتعدّدُ ...
وهكذا يختلطُ الحابلُ بالنابلِ ويضيعُ الصالحُ بعزاءِ الطالح ...
غير أنّه في هذه المناسبة  لا يسعني إلا أن أنوّهَ بالمبادراتِ الشبابيةِ الصادقةِ والمنزّهةِ والمخلصةِ التي تقدّمُ ما أمكنَها من خدماتٍ للمدينةِ وأهلِها فكلُّ التحيةِ لهم ...
إني أدعو البلديةَ إلى سرعةِ انتخابِ رئيسٍ لها ، وإلى تنظيمِ ملفاتِها ووضعِ برنامجها والبدءِ بممارسةِ وظائفِها وتحمّلِ مسؤولياتها. عند ذلك لا أعتقدُ أنَّ أحداً في المدينةِ سوف يتردّدُ في دعمِها والتنسيقِ معها ...
لم أنعِ "صيدا تواجه" كما قدَّرَ البعض، بل سنستمرُّ معها وبها مع مَنْ يريدُ من أبناءِ المدينةِ المخلصين...
نحن في التنظيم الشعبي الناصري لن نخذلَ مدينتَنا وسنستمرُّ مع كلِّ المخلصين في التصدّي للأزماتِ والمخاطر ...أبا معروف نستلهمُ في هذا مسيرتَك  الديمقراطيةَ في المدينةِ ونستحضرُ حرصَكَ الشديدَ على سلامتِها وسلامةِ أهلها ...
أبا معروف لكَ الحبُّ والوفاءُ والعهدُ أن نحمِلَ الأمانةَ التي حملْتَ ...
وأن نصونَ الوحدةَ الوطنيةَ كما صنْتَها ، ونتقدّمَ الصفوفَ كما تقدّمْتَ دفاعاً
عن كرامةِ شعبِنا  وعيشِه الكريم ...
وأن نحميَ الشعبَ الفلسطينيَّ وقضيتَه وإنْ بأشفارِ العيون ، ونصونَ الوطنَ
ونقاومَ العدوانَ وإنْ بالّلحمِ الحيِّ، فجراحُك لم تزلْ تحفرُ في وجدانِ أحرارِ الوطن...
لكَ التحيةُ في ذكراك العطرة ...
ولكم أيُّها الأصدقاءُ الشكرَ والتقديرَ والحبَّ والوفاء ...
والسلام عليكم ...


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981601633
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة