تيار الفجر: مواجهات الضفة الغربية نقلة نوعية وتطور استراتيجي
ما زالت المقاومة الفلسطينية المظفرة تتقدم في خطواتها المباركة نحو تصعيد ممنهج في عملها العسكري الذي يحقق إنجازات متتالية لا يمكن وضعها إلا في إطار التحرير العملي الميداني لمناطق هامة من الأرض المحتلة. فحيثما يتمكن المجاهدون من جعل الحركة العسكرية والأمنية معطلة أو معدومة، فتلك منطقة باتت محررة بالدم والنار والبندقية العالية المرفوعة. وهذا ما يمكن أن يفتح الباب واسعا لتحقيق تحرير تدريجي متأن لأرضنا الفلسطينية المحتلة في غفلة من أرباب الهزيمة الذين يغطون من نوم إستسلامي مريع يعم الواقع العربي الرسمي.
هذا هو حال الضفة الغربية الأبية التي أعادت الأمور الى نصابها وأدخلت الواقع الأمني الصهيوني في مأزق جديد، الى جانب مأزق غزة هاشم التي أتعبت الصهاينة على الدوام. وهو حال يجسد حقيقة جديدة بأن جنين وأخواتها ونابلس جبل النار وكل الضفة الغربية في حالة ثورة حقيقية وليست في وضع تمرد محدود. وتؤدي المخيمات في الضفة الغربية دورا فاعلا في تنفيذ هذه الخطوات الجهادية المميزة، حيث يؤكد شعبنا الفلسطيني المجاهد أنه صاحب مبادرة قتالية على الرغم من التفاوت الكبير بين القدرات العسكرية والأمنية للطرفين.
فالصهاينة يضربون بسيف الطغاة الأميريكيين والبريطانيين والغربيين عموما، وشعبنا يواجه الإحتلال بالقليل القليل من السلاح المتوافر وبالمعنويات الإيمانية العالية ما يشكل عنصر تفوق يربك الصهاينة ويجعلهم وجها لوجه مع الحقائق المستجدة التي تؤكد حالة النهوض الجهادي التي يعيشها أهل الضفة الغربية المباركة. إنها نقلة نوعية وتطور استراتيجي واضح يحققه أبطال المقاومة الفلسطينية من خلال عبواتهم الناسفة وبنادقهم المخضبة بدمائهم الطاهرة الزكية فيردوا الصاع صاعين والقادم أخطر بإذن الله.
تحية من أبناء الأمة الأصفياء المعلقة قلوبهم بجنين ونابلس والحوارة وكل زقاق من أزقة هذه القرى والبلدات والمخيمات.
الفخر والإعتزاز للنفوس المتراصة وللأرواح المقاتلة من أبناء شعب فلسطين.
تحية للشهداء كل الشهداء، وتحية للأسرى كل الأسرى.