صيدا سيتي

رب ضارة نافعة.. اقتصاد لبنان المأزوم ينقذ مهنة الاسكافي (تقرير)

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

منذ 54 عاما، يحافظ اللبناني عبد الكريم البزري المعروف بـ "أبو حسين" على مهنة الإسكافي أو ما تعرف محليا بـ "الكندرجي" في أسواق صيدا القديمة جنوب لبنان.

مهنة الإسكافي كادت أن تندثر في لبنان خلال السنوات الأخيرة، ولكن "رب ضارة نافعة"، فقد انتعشت المهنة مجدّداً عقب الأزمة المالية التي تضرب البلاد منذ 2019.

الاسكافي أبو حسين يجلس مع أبنائه بجانب الممر في سوق البازركان التاريخي الشعبي في صيدا القديمة، مقابل دكانه الصغير، مع عدته البسيطة التقليدية ليمضي يومه في العمل على تصليح الأحذية.

يعد سوق صيدا والذي يعرف أيضا باسم السوق العتيق أو سوق البازركان، واحداً من أكثر المعالم الأثرية عراقة في جنوب لبنان والذي شيّد قبل 500 عام.

الأزمة تنعش المهنة

ورغم ازدهار المهنة بهذه الظروف الصعبة، إلا أن أبو حسين يؤكد للأناضول عدم قدرته على الادخار بسبب الغلاء، ويقول: "نكسب مليون ليرة (10 دولارات) فندفعها مقابل شراء غرض واحد".

وبالنسبة لبعض اللبنانيين، فأي سعر يدفعه لإصلاح حذاء قديم هو أفضل من شراء جديد، الذي أصبح باهظ الثمن ومسعّر بالدولار، حيث يبلغ سعر أقل حذاء أكثر من أربعة ملايين ليرة (40 دولارا).

وبات تصليح الأحذية الأفضل والأوفر على جيوب المواطنين، لذلك انتعشت مهنة الكندرجي من جديد، بحسب ما يقول أبو حسين.

أوضاع اقتصادية سيئة

ويضيف أبو حسين: "في هذه الظروف انتعش عملنا بسبب ارتفاع أسعار الأحذية الجديدة، ولكن ليس له تأثير على وضعنا الاقتصادي لأن المعدات والمعيشة أصبحت باهظة".

ويشير إلى أنه يتقاضى الأجر بالعملة المحلية (الليرة) التي تخسر باستمرار من قيمتها، في ظل الارتفاع المستمر للدولار".

ويلفت إلى أنه يتقاضى من دولار إلى دولارين ثمنا لأي إصلاح، "ولكنها لا تساوي شيئا مقابل الغلاء الحاصل في كل شيء نريد شراءه"، وفق تعبيره.

وعن الزبائن، يقول أبو حسين: "الغني والفقير، أطباء يأتون إلى دكاني، الجميع يريد إصلاح أحذيته (..) هناك زبائن يطلبون إصلاح الحذاء رغم حالته السيئة لتجنب شراء حذاء جديد".

ويتابع: "في لبنان حصل انفجار اقتصادي كبير، من لا يملك الدولار أصبحت معيشته صعبة جدا واتكاله على الله وحده".

وعن المهنة في سوق البازاركان، يقول: "الجميع ما زال محافظا عليها.. أنا ورثتها عن والدي رحمه الله واليوم أعلمها لأولادي".

وبدأ لبنان مطلع مارس/ آذار الماضي، تطبيق قرار التسعير بالدولار في المتاجر الغذائية الكبرى، بهدف الحد من التلاعب في الأسواق واختلاف تسعير البضائع مقابل الدولار.

ومنذ صيف 2019، يشهد لبنان انهيارا اقتصاديا خسرت خلاله الليرة أضعاف قيمتها أمام الدولار، فيما توقفت المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.

وتعد الأزمة الاقتصادية المتمادية هي الأسوأ في تاريخ لبنان، وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من حياة السكان.

وبجانب معاناته منذ 2019 من أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة، يشهد لبنان أزمة سياسية حادة، حيث فشل البرلمان في 11 جولة منذ سبتمبر/ أيلول 2022 في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

المصدر | وسيم سيف الدين / الأناضول

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980828447
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة