السفيرة السويسرية ويتشلت تفقدت عين الحلوة على وقع الضجيج اللبناني حول عشاء سفارتها
فيما أعلنت سفارة سويسرا في لبنان وسوريا تأجيل العشاء الذي كان مقرراً إقامته مع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية تحضيراً لمناقشات تشاورية، لتعزيز تبادل الأفكار وليس لمؤتمر حوار بديل عن الطائف، كانت السفيرة السويسرية في لبنان ماريون ويتشلت، تحط رحالها في عين الحلوة، بعيداً من الضجيج الاعلامي التي أثارته الدعوة، مستطلعةً الأوضاع الإنسانية والحياتية والخدماتية الصحية والتربوية في المخيم وانعكاس الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة على حياة اللاجئين ومستقبلهم.
السفيرة السويسرية ويتشلت التي زارت المخيم للمرة الاولى، يرافقها وفد من مركز "الحوار الإنساني السويسري" ومدير خدمات "الأونروا" في المخيم عبد النصر السعدي، استهلت جولتها من مقر "القوّة المشتركة"، حيثُ كان في استقبالها قائدها العقيد عبد الهادي الأسدي، إلى جانب أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينيّة" اللواء ماهر شبايطة وقائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي.
وعقدت السّفيرة ويتشلت اجتماعاً مع مُمثّلي "القيادة السياسية الموحدة" بمنطقة صيدا في مشاركة مُمثّل فصائل "المنظمة" وحركة "فتح" اللواء شبايطة، ممثل "تحالف القوى الفلسطينية" مسؤول العلاقات السياسية لحركة حماس في منطقة صيدا الدكتور أيمن شناعة، ممثل "القوى الاسلامية" أمين سرها الشيخ جمال خطاب، ممثل اللجان الشعبية الفلسطينية الدكتور عبد ابو صلاح، وقائد القوة المشتركة العقيد الاسدي.
وأبلغت مصادر فلسطينيّة، شاركت في الاجتماع، "نداء الوطن"، أنّ السفيرة ويتشلت استمعت إلى معاناة الشعب الفلسطينيّ بكلّ تفاصيله وجوانبه السياسية والخدماتيّة، حيث أكّد وفد "القيادة السياسية" أنّ القضيّة الفلسطينيّة سياسيّةٌ بامتياز وليست خدماتية وسببها الاحتلال الاسرائيليّ منذ نكبة فلسطين العام 1948، آملاً منها أن ترفع صوت اللاجئين وصوت مآسيهم إلى دولتها والمجتمع الدوليّ، لانصافه بعد أكثرَ من سبعة عقود ونيف على نكبة فلسطين، وصولاً إلى تطبيق قرارات الشرعيّة الدوليّة وخصوصاً القرار 194 الذي ينص على حق العودة وتأمين حياة كريمة ريثما يتم ذلك.
ونقلت المصادر نفسها عن السفيرة ويتشلت، أنّ سويسرا ما زالت من الدول العشرين الأوائل التي تدعم وكالة الاونروا لتأمين الخدمات للّاجئين الفلسطينيين في لبنان والشتات، وهي ملتزمة بذلك على الرغم من كلّ الظروف الصعبة والازمات المالية العالميّة ارتباطاً بتداعيات تفشّي جائحة "كورونا" والحرب الروسية - الاوكرانية.
وبينما قال قائد "القوة المشتركة" العقيد الاسدي لــ "نداء الوطن"، إنّ الزيارة كانت إيجابيّة واستمعت السفيرة ويتشلت إلى سرد تاريخيّ عن القضيّة الفلسطينيّة وسط تأكيد تامّ بأنها سياسية وليست خدماتية او إغاثية، وان الشعب الفلسطيني رغم المعاناة والفقر المدقع يتطلع الى العودة الى فلسطين بعيدا من التوطين او التهجيرة او اللجوء الانساني، وانه يتمسك بوكالة "الاونروا" على اعتبارها الشاهد الحي على النكبة ويصر في الوقت نفسه على القيام بواجباتها في رعاية وتشغيل اللاجئين الى حين العودة من دون أي تقصير أو إهمال.
وعقدت السفيرة ويتشلت اجتماعاً ثانياً بمركز "هدى شعلان"، في مشاركة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينيّة في لبنان آمنة جبريل وممثلين من المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني، حيث استمعت منهم الى احتياجات اللاجئين الملحة والخدمات التي تقدمها لهم والتي لا تكفي لسد رمقهم في ظل تفاقم الازمة اللبنانية وطول أمدها، اضافة الى تردي خدمات وكالة الاونروا وتقلصها باضطراد بحجة بالعجز المالي وحاجة الكثير من المنازل إلى ترميم لأنها ام متصدعة ام آيلة للسقوط. فاكدت لهم أن بلدها مستمرة بتقديم الدعم المالي للأونروا من خلال تنفيذ مشاريعها في لبنان بدعم برامج في المؤسسات العاملة في المخيمات.
وجالت السفيرة ويشلت في شوارع المخيم واختتمت زيارتها بتفقُّد مستشفى "النداء الإنساني" حيث اطلعت على تقديماتها الطبية للناس وعلى تجهيزاتها حيث ساهمت بدعهما في الفترة السابقة.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/3eunrdhd