النفايات تغزو صيدا .. منح شركة جمعها قرضاً مالياً بقيمة 200 ألف دولار
إتفقت القوى السياسية الصيداوية على اعادة تنشيط مبادرة "صيدا تواجه" من أجل التوافق على ايجاد حلول مشتركة لمختلف مشاكل ابناء المدينة والتخفيف من معاناتهم في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية، وذلك من بوابة أزمة النفايات التي تفاقمت على مدى الايام الماضية وتراكمت في مختلف الاحياء والشوارع حتى بلغت ذروتها وباتت على كل شفه ولسان.
وتعدّ مشكلة تراكم النفايات القضية الساخنة الثانية التي تمثل تحدّياً للقوى السياسية في المدينة ومعها "مبادرة صيدا تواجه"، بعد القضية الاولى بالتصدي لعدم التزام بعض اصحاب المولدات الخاصة بتسعيرة وزارة الطاقة والفوضى في احتساب الرسوم الشهرية كل وفق مزاجه، رغم توقيعهم تعهّداً خطّياً لدى قوى الامن الداخلي بعدم المخالفة تحت طائلة التوقيف.
وتقدمت مشكلة تراكم النفايات على ما عداها من معاناة وتحولت حديث الصيداويين من كبيرهم الى صغيرهم، وفي مختلف الجلسات والصالونات العائلية وسط شعور عارم بالغضب والاستياء من تراكمها في كل الاحياء والشوارع والازقة وداخل الحارات، وامام المدارس والمستشفيات والمستوصفات الصحية ودور العبادة، وباتت تحاصر عربات الخضار والمباني السكنية، في مشهد مقزز وسط انتشار الروائح الكريهة جراء ارتفاع درجات الحرارة.
والخطير في الازمة وفق اوساط صيداوية تطوران: الأول، قيام البعض بحرقها للتخلص منها ومن روائحها بعدما تراكمت الاطنان في الحاويات وقربها وعلى الارصفة، في خطوة خطيرة يخشى ان تضر بالصحة والبيئة معاً اكثر من بقائها على حالها، مع تزايد المخاوف من الامراض الخبيثة والصدرية والحساسية والجلدية، والثاني بدء تخمرها وتفشي عصارتها على الارض وانتشار الديدان منها مع القوارض والذباب والناموس وسواها.
والمدينة التي تفاخرت منذ سنوات بأنها أول من انشأ معملاً للفرز والمعالجة عند منطقة سينيق عادت الى سيرتها الاولى، ولكن هذه المرة تفاقُم المشكلة يعود الى شقين: الأول توقف المعمل لايام عدة بسبب اضراب العمال الذين يطالبون بزيادة رواتبهم وتحسين ظروف عيشهم قبل ان يفتح ابوابه مجدداً، والثاني الى شركة جمع النفايات نفسها "ان تي سي سي" التي توقفت عن رفع النفايات منذ أسبوع بسبب ارتفاع كلفة المحروقات، وقد ابلغ مسؤولوها البلدية انه ليس لديهم الاموال الكافية لشراء المازوت والبنزين لتأمين سير الآليات.
وعقد اجتماع طارئ في البلدية بدعوة من رئيسها محمد السعودي، وحضره النائبان عبد الرحمن البزري واسامة سعد، والسيدة بهية الحريري والمسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" بسام حمود ونائب رئيس البلدية ابراهيم البساط. وخلص الاجتماع الى اتفاق على منح شركة جمع النفايات قرضاً مالياً بقيمة 200 ألف دولار اميركي على مراحل، ريثما يتم تحصيل مستحقاتها المالية من البلدية والاتحاد، وقدم السعودي مبلغ 20 ألف دولار اميركي كدفعة أولى من القرض من اجل البدء برفع النفايات، على ان يتم عرضها على المجلس البلدي ومجلس اتحاد بلديات صيدا الزهراني اليوم. وعرض المجتمعون واقع اتحاد بلديات صيدا الزهراني والظروف الصعبة التي تعمل فيها البلديات وعلى رأسها بلدية صيدا، وضرورة العمل على تذليل المعوقات التي تعترض او تقيد عملها، والطلب من نائب صيدا دعم اقتراح القانون المقدم من كتلة "اللقاء الديمقراطي" بتجميد العمل بقانون الشراء العام لمدة سنة.
وبعد جولة النائب سعد على أحياء المدينة، بادر شباب متطوعون من "التنظيم الشعبي الناصري"، بإشراف مكتب العمل الشعبي في التنظيم، بحملة طارئة لرفع النفايات المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية لمدينة صيدا والجوار.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/d46kvs9j