صيدا سيتي

كنت مقاصديًا .. جارًا وتلميذًا ومعلمًا وأحد أفراد جمعيتها | بقلم د. صلاح الدين سليم أرقه دان

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 27 حزيران 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload
وشهدت وتفاعلت مع مراحل من عمرها من ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم.. فقد عاينت توسعتها ببناء الجناح الشمالي المحاذي للمسجد العمري الكبير، وكان حديقة تابعة للمسجد.. كما تدرجت على مقاعدها في المرحلة الابتدائية تحت أعين ورعاية مدرسين كانوا درة تلك الأيام.. وما زلت أشعر بالامتنان لهم ولتوجيههم وإخلاصهم في العطاء..
وبطبيعة الحال كنت أحد المتابعين عن كثب مسار المقاصد بين قوة ووسط وضعف، ولم أظن في يوم من الأيام ظن السوء بالهيئة الإدارية ولا التعليمية ولا عامة الموظفين، فقد قدم كل منهم ما غلب على ظنه أنه الأفضل، أصاب هنا وأخطأ هناك، غير أن معياري الرئيس في تحقيق الأهداف - ككل صيداوي - هو مدى قرب أصحاب القرار من أهداف المقاصد الملخص باسمها (جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية).. فالإخلاص بالعمل والجهد الذي يبذل ينبغي أن يدفع نحو الهدف لا بعيدًا عنه مهما كانت النوايا..
في ستينيات القرن الماضي كان الإداريون يزورون بلاد المهجر يشجعون المغتربين على تسجيل أبنائهم في القسم الداخلي، فيجتمع لبنان في (ضهر المير) بين أروقة المقاصد وتحت ظلال المسجد العمري الكبير وأمام البحر المتوسط التي يفتحنا على العالم ويفتح العالم علينا، ويتآلف المبتعدون ويتقاربون وينشأ جيل مقاصدي متعارف متآلف من أطياف ومذاهب وأحينًا أديان متنوعة..
وفي مرحلة العمل الوطني ضمت المقاصد أيضًا اللبناني والفلسطيني، ومثلت كل أطياف المجتمع، وحرصت الإدارة يومها على إقامة التوازن الفكري والثقافي داخل المدرسة، فكنت وكان كثير من المدرسين من قيادات العمل الوطني يومها، وهذا - وإن لم يردم الهوة الفكرية والعقدية - إلا أنه قرب المسافات وخفف التوتر.. وبه واجهنا الاحتلال عام 1982م..
ومنذ ثلاثة عقود والقائمون على المقاصد يسعون لاستمرارها في مواجهة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.. وتحت رعاية مباشرة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي دعمها ماديًا ومعنويًا (رحمه الله).. فأصابوا هنا وربما لم يحققوا الآمال هناك.. ولكل من عمله نصيب..
وهاقد أتم المقاصديون الاستحقاق الانتخابي يوم أمس الأحد وأعلنت النتائج التي ابتهجت لها صيدا، فكانت الفرحة الثانية بعد فرحة الانتخابات النيابية الحرة المعبرة عن إرادة المدينة..
وبمناسبة انتخابات المقاصد ونتائجها أعود بالذاكرة إلى سبعينيات القرن الماضي، مستذكرًا قول سماحة المفتي الشيخ محمد سليم جلال الدين (رحمه الله) وكان يومها قاضي المدينة، قال: (للمقاصد رب يحميها).. قالها في ظروف استثنائية مرت بها صيدا وجمعياتها كالمقاصد والكشاف المسلم، وغيرهما.. والحمد لله على كل حال.. فالتجربة مهما كانت قاسية، تنتهي آلامها بتحقيق آمالها..
وأقول قول محبٍ لكل من شارك في الانتخابات مرشحًا وناخبًا ومتابعًا مهتمًا.. الآن بدأ العمل والتشمير..
أنصح جميع المقاصديين على اختلاف مشاربهم أن يروا فيما جرى تعبيرًا عن إرادة صيدا.. وأنهم كما أعلنوا في بيانات ترشيحهم (هدفهم خدمة المدينة والمقاصد).. من فاز ومن لم يفز.. لأن الفوز الحقيقي هو التنافس في خدمة المدينة ومقاصدها، فإن اعتبر أي فريق أنه غير معني بقضايا مدينته وجمعياتها التربوية والاجتماعية والاقتصادية، أو وضع العراقيل في وجه أي مشروع تربوي أو تنموي، فهو في الحقيقة لم يكن مرشحًا للمدينة ولا للجمعية.. وإنما كان عليها..
إن اليد الممدودة للتعاون على البر والخير والتقوى، هي اليد العليا، والتعاون بين مختلف الأطياف هو نجاح المجتمع.. وصيدا تبرهن بتحقيق ذلك أنها بالفعل (مدينة للحياة).
د. صلاح الدين سليم ارقه دان

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981157539
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة