متطوّعون في صيدا يروون تجربتهم في "اليوم العالمي للتطوّع"
"اليوم العالمي للتطوع" يأتي هذا العام وسط حالة مأسوية تعصف بلبنان في خضم ازمات اقتصادية ومعيشية متلاحقة باتت تهدد الوطن في أمنه الاجتماعي، ما يجعل التطوع اكثر حاجة وضرورة لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة والاهم لمواجهة اليأس والاحباط بعيداً من الهجرة، ذلك ان المتطوعين يملكون عادة ارادة قوية وعزيمة لمساعدة المحتاجين وادخال السعادة الى قلوبهم.
واذا كان تفشي فيروس "كورونا" قد حال هذا العام دون قيام الجمعيات والمؤسسات الاهلية والفرق الصحية والاسعافية بأي نشاط للتأكيد على اهمية العمل التطوعي في المجتمع اللبناني وخاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها، الا ان الكثير من المتطوعين يروون تجربتهم في هذا العمل ويصفونه بأنه ارقى انواع خدمة المجتمع لانه "عطاء بلا مقابل".
رئيس جمعية "الحركة الشبابية للتنمية والسلام" علي ضاهر واحد من المتطوعين الشباب، الذي امضى اكثر من 15 عاماً في خدمة المجتمع بلا كلل او ملل، بدأ رحلته من الصليب الاحمر اللبناني الى الحركة الشبابية، يقول لـ"نداء الوطن": "إن العمل التطوعي بات كمن يضيء قنديلاً في ظلمة لبنان، والجمعيات التطوعية باتت تقوم بمهام الدولة في تأمين الخدمات والاغاثة من اخماد الحرائق، مروراً بتوزيع المواد الغذائية وصولاً الى توفير الادوية، اوضاع الناس صعبة والمتطوعون بشكل فردي او جماعي يأخذون على عاتقهم تقديم المساعدة".
واضاف: "نواجه الظروف الصعبة بلحمنا الحي، نحن غير محزبين ولا نتلقى دعماً من أحد، ندفع من جيبنا الخاص لمساعدة المحتاجين ولا نملك سوى الارادة وحب الخير ويكفينا الدعاء حين نكون كالأب لليتيم، كالعكاز للعجوز، كالسند للمصاب والجريح. عطاؤنا مستمر من دون مقابل في انقاذ حياة الناس والوقوف الى جانب كل محتاج وسنبقى صمام أمان لكل من يطلب مساعدة في أي وقت من الأوقات".
في اليوم العالمي للتطوع، جددت الجمعيات والمؤسسات الاهلية والتطوعية موقفها بالانحياز الى الإنسان فرداً ومجتمعاً مهما كانت الظروف صعبة، فالتطوع في نظرها يعني الالتزام بالثوابت الوطنية القائمة على تنمية شاملة تؤمّن حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية وتنمية الروح الصالحة.
ويؤكد قائد فوج اطفاء صيدا القديمة المتطوع ابو صلاح الشافعي لـ"نداء الوطن" ان العمل التطوعي هو عمل انساني محض، يقوم على الاستعداد للتضحية النفسية اولاً ثم الجسدية والمالية وبالوقت الراحة، والمتطوع يشعر بالسعادة في مساعدة اخيه الانسان بعيداً من الطائفية والمذهبية والعصبية، والهدف الاسمى الحفاظ على ارواح الناس ومساعدتهم في اجتياز الصعاب والمحن، مشيراً الى أن فوج الاطفاء يقوم بمهام كثيرة لا تتوقف عند اخماد الحرائق ومساعدة المصابين ومعالجة الحروق، وانما تمتد الى الاسعافات الاولية والمساعدة الاغاثية والانقاذ وفي حال الطوارئ، وتصل الى اطلاق تأمين التبرع بالدم وكلها حاجة ضرورية في ظل انهيار الدولة وغياب الرعاية والاهتمام الرسمي.
ولا يخفي "ابو صلاح" ان احتياجات الناس في صيدا القديمة كبيرة ما يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقهم، قائلاً: "لقد جاءت الازمة الاقتصادية والمعيشية لتكشف عن مدى فقر الناس واهمية توفير حياة كريمة لهم، فلا يمكن ان تزهو صيدا القديمة وتزدهر اذا لم يتكامل انماء الحجر والبشر معاً، ونحن على استعداد دائم لتقديم المساعدة بكل روح ايجابية ومحبة".
ويؤكد المتطوع في جمعية "عمل تنموي بلا حدود – نبع" محمود عبد المجيد "ان العمل التطوعي يقوي ارادة الانسان ويجعله أقرب الى الواقع في تلبية احتياجات الناس وهي كثيرة في هذه الايام الصعبة، فيما الامكانات قليلة، لقد بات المتطوعون في الخدمة الاجتماعية في هذا البلد كأنهم وحدهم، يعملون كل ما في وسعهم بهدف المساعدة وتقديم الخدمة وتخفيف المعاناة، والاهم محاولة ادخال السعادة في مجتمع يعيش الحزن والفقر المدقع ويحتاج الى كل الخدمات".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/7n9uskz5