أسعار الزيت والزيتون أغلى من الذهب.. أيُعقل؟!
عائلات كثيرة تؤمن قوت يومها من جني محصول الزيتون في الجنوب، يقاومون الفقر والعوز بواسطة الإنتاج الذي تقدّمه هذه الزراعة، عبر تأمين مبالغ من المال تعينهم على العيش موسم كامل بانتظار الموسم المقبل، كما تغينهم عن ذل السؤال، فتكون الملاذ الوحيد في هذه الظروف للعائلات التي يجتمع أفرادها في موسم القطف ويتسامرون عن كل القضايا والمواجع في زمن ضاعت فيه الأحاديث الحلوة لتحل محلها الشجون والآلام.
في هذا الشهر من كل عام تقريباً، تكون السماء قد أنعمت ببعض زخات الشتوة الأولى فامتلأت حبات الزيتون بالزيت، وحان قطافها لرصّها وكبسها في المرطبانات، لكن هذا العام ومع استعار الأسعار على مختلف الصعد، سُجّل ارتفاع مُخيف في أسعار الزيت نتيجة لارتفاع تكاليف العناية به واليد العاملة وعملية العصر.
زيتون الصالحية
في منطقة الصالحية جنوباً، حيث تمتد المساحات الواسعة من كروم الزيتون، قال أبو مارون (مالك كرم زيتون): "بدأت عملية قطاف الزيتون باكرا هذا العام، واضررنا ان نثمّن صفيحة الزيت بـمليون و900 ألف ليرة لبنانية أو 100 دولار، وهو سعر مرشّح للارتفاع".
أضاف: "إنتاج قطاف موسم الزيتون لهذه العام خفيف على الأشجار بينما الأسعار "نار"، حيث قفز سعر صفيحة الزيت الجديد إلى مبالغ خيالية، في حين أنّ زيت القديم من العام الماضي، كان سعره أقل من منتجات هذا العام بفارق بسيط، ليصل كيلو الزيتون إلى 3 أضعاف العام الفائت، وهو ما يُرهق كاهل المواطن ويُضيف أعباءً اقتصادية، فضلاً عن الارتفاع الجنوني للمحروقات والغاز والهموم المعيشية الضاغطة".
إلى ذلك، جلس أبو محمد على كرسية أمام كرم من أشجار الزيتون، حيث يضع تحت كل شجرة فراشاً من النايلون، وقال: "أنا ضامن هذه الأراضي منذ سنوات طويلة، وقد بدأت موسم القطاف باكراً كي يساعدني الأبناء، بسبب عدم قدرتنا على الاستعانة بالعمال لارتفاع الأجور، إذ أصبحت تسعيرة يد العامل يومياً حوالى 80 ألف، بينما المحصول يكاد لا يكفي للمونة المنزليّة، وهذا العام تراجع الموسم عن العام الماضي بسبب قلة الأمطار، ناهيك عن أن الأشجار بحاجة إلى عناية ورعاية وتقليم اكثر".
أضاف: "صحيح أنّ أسعار الزيت والزيتون هذا العام أغلى من السابق والسبب هو غلاء المحروقات والمواد الغذائية، ما أدّى إلى رفع سعر الصفيحة لحوالى مليوني ليرة، أما إنتاج العام الماضي فيُباع بـمليون و400 ألف ليرة تقريباً، بينما كيلو الزيتون للطعام فبلغ 30 ألفاً".
من ناحيتها، وقفت أم إيلي على السلم الخشبي تحمل بيدها عصى تهز بها أغصان الزيتون وقالت مبتسمة: "موسم الزيتون موسم كسب الرزق الحلال والجنى، رغم أننا نواجه تراجعاً في الإنتاج هذا العام، ونحن كأسرة صغيرنا وكبيرنا يشارك في عملية القطاف، ونوزّع الرزق زيتوناً وزيتاً على بعضنا، هذا ما نسميه في لغة المزارعين بـ"المعاومة"، ونظراً إلى قلّة الإنتاج فإنّ الأسعار ارتفعت لتلتحق على غرار غيرها من البضائع وهو هم ثقيل علينا".
المصدر | ثريا حسن زعيتر - اللواء
الرابط | https://tinyurl.com/3rkm3rvk
Posted by صيدا سيتي Saida City on Saturday, October 23, 2021
الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه