مطمر نفايات بجانب حديقة عامة ومدرسة ينفث سمومه في أحياء عبرا وبيوتها!
منذ اسابيع عدة وسكان منطقة عبرا يتنفسون ليل نهار بدل الأوكسجين روائح كريهة ناجمة عن احتراق مواد مجهولة في مطمر نفايات مستحدث تحول فجأة -الى ما يشبه بركان صغير خامد ، يشتعل حيناً ، وحينا اخر ينفث ما يختزنه من غازات على شكل ادخنة تحملها الرياح مباشرة الى رئة الطبيعة وتقتحم على الناس بيوتهم وتزاحمهم انفاسهم وتتسبب في نفق طيور منزلية جراء تنشقها بحسب الاهالي .
كميات كبيرة من الردميات استقدمتها البلدية الى هذا المطمر ، لكن لم تفلح في اخماده وانهاء هذا الكابوس الذي بات يؤرق الأهالي ويقض مضاجعهم ليل نهار ، كون المواد المحترقة والغازات الناجمة عنها مؤذيةلصحة الانسان ان لم تكن شديدة الخطورة عليى حياتهم . ولا حتى امطار أيلول المتفرقة الذي حل على قاطني المنطقة مبلولا بالتلوث اخمدت دخان هذا المطمر بل بالعكس ادت الى تفاعل الغازات بداخله اكثر .
المفارقة ان هذا المطمر يقع مباشرة عند حافة حديقة عامة يرتادها اطفال وعائلات من المحيط القريب والبعيد ، وعلى مقربة من مبنى مدرسي ، علما ان الحديقة كما المطمر يقعان على ارض تابعة لبلدية عبرا .
تضاربت الروايات حول سبب نشوء هذا المطمر اساساً في تلك المنطقة، وفيما تلتزم البلدية الصمت ، يحملها الأهالي المسؤولية ويطالبونها بالمسارعة بمعالجة هذه المشكلة البيئية التي تنذر بخطر داهم عليهم .
وكون بلدية عبرا جزءاً من اتحاد بلديات صيدا الزهراني فقد لجأ الأهالي الى رئيس الاتحاد - رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي للمساعدة بحل هذه المشكلة .
مجموعة الأهالي نفذوا اعتصاما بمواكبة من القوى الأمنية ، عند حافة المطمر احتجاجاً على ما وصفوه تقصير بلدية عبرا عن معالجة المشكلة فيما ذهب اخرون الى طرح علامات استفهام حول سبب استحداث هذا المطمر في هذا الموقع وخلفياته !.
وقالت ريان كالو ( من سكان عبرا ): "منذ حوالي الشهر وبعد حريق اندلع على مقربة من المكان مطلع ايلول اشتعل " جلّ" يقع مباشرة خلف حديقة عبرا ولم يكن حريقا عاديا ، وتكشف عنه لاحقاً ان هناك مواد مردومة كانت البلدية - حسبما افاد شباب بالمنطقة- تأتي بردميات وترميها هنا ، وانها تحتوي على اطارات قديمة وبقايا اثاث منزلي واشجار ومواد اخرى مثل اسفنج وخشب ، فتواصلنا مع بلدية عبرا اكثر من مرة .. وقالوا في البداية ان المواد المحترقة هي فقط بقايا اعشاب وشجر !. لكن الروائح التي تصاعدت من المكان توحي بان هناك مواد اخرى لا نعرفها " .
واضافت" وتبين لاحقا ان البلدية لديها مشروع انشاء ملعب في المكان ، فهل يعقل ان تلعب بصحتنا وصحة اولادنا حتى تنشىء ملعباً .. ومن يعرف ما هي هذه المواد التي تحترق ونتنشق روائحها الكريهة كل يوم ..وبعض السكان افاد ان لديهم طيور نفقت نتيجة تنشق روائح هذه المواد . وفي اخر اتصال مع البلدية قالوا انهم تواصلوا مع اتحاد بلديات صيدا الزهراني وانه سيحل الموضوع كون بلدية عبرا ليس لديها امكانيات . والمفارقة اننا لما تواصلنا مع رئيس الاتحاد الأستاذ محمد السعودي قال " ما كان معو خبر " وانه علم بالامر من التواصل الاجتماعي .. نحن كمواطنين لا يعنينا من المسؤول يعنينا رفع الضرر باسرع وقت.. الوضع لم يعد يحتمل والا فاننا كأهالي وقاطنين قد نضطر للذهاب الى خطوات تصعيدية والى القضاء ".
من جهته قال الأستاذ وليد حشيشو ( احد سكان المنطقة ) ان هناك علامات استفهام تطرح حول وجود واحتراق هذه المواد الموجودة في هذا المكان ، ولماذا لا يستطيعون اخمادها . يفترض بالبلدية ان تهتم بالموضوع وتعالجه بسرعة لأن الرياح تحمل الروائح وسمومها الى البيوت والى أروية الناس .. ومن غير مقبول ان تترك الأمور هكذا .
وعبر آخرون عن استغرابهم كيف تتخلى بلدية عن مسؤولياتها تجاه القاطنين ضمن نطاقها ولا من يحقق ولا يحاسب .
وفي ختام الاعتصام تقرر تشكيل لجنة من الأهالي لتبدأ تحركاً باتجاه محافظ الجنوب والجهات المعنية من اجل المطالبة بإيحاد حل لهذه المشكلة.
المصدر| رأفت نعيم - مستقبل ويب| https://mustaqbalweb.com/article/191029
تم النشر بواسطة صيدا سيتي Saida City في الأحد، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١
الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه