صيدا سيتي

بهية الحريري باسم كتلة المستقبل: نمنح ثقتنا من أجل خلاص كل لبنان

صيداويات - الإثنين 20 أيلول 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

كلمة  معالي النائب السيدة بهية الحريري - رئيسة كتلة المستقبل النيابية   

مناقشة البيان الوزاري | الإثنين في 20 أيلول 2021 | قصر الأونيسكو   

بسم الله الرّحمن الرّحيم             

دولة الرئيس الزميلات والزملاء..     

إنّ مجلس النواب ينتخب رؤساء الجمهورية بأصوات المواطنين الناخبين.. ويسمي رؤساء الحكومات بالإستشارات النيابية الملزمة.. ويمنح ويحجب الثقة بأصوات المواطنين الناخبين..  ويشرّع ويراقب ويحاسب بأصواتهم أيضاً.. وتلك هي بديهيات النظام الجمهوري البرلماني الذي توافقنا عليه في وثيقة الوفاق الوطني وعلى أنّ الشعب هو مصدر السلطات .. وإنّ هذا المجلس النيابي هو نتيجة تكامل الإرادات الوطنية لدى اللبنانيين الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات النيابية عام ٢٠١٨ على المستوى الوطني..  حيث كانت الأصوات المسجلة على لوائح الشطب ثلاثةُ  ملايين وسبعمائةٌ وستةٌ وأربعون الفاً وأربعمائةٌ وثلاثةٌ وثمانون صوتاً.. وجاءت نسبة الاقتراع 49.68% .. أي مليون وثمانمائة وواحد وستين الفاً ومائتين وثلاثة أصوات.. ومجمل الأصوات التفضيلية مليون ومائتان وثمانيةٌ وثمانون ألف صوت.. إنّ مشاركة اللبنانيين بالإنتخابات النيابية هي تأكيد على إرادتهم في حماية الإنتظام الوطني العام وإعطاء الشرعية للمجلس النيابي للقيام بوظيفته التشريعية والرقابية الطبيعية .. كما يؤكد اللبنانيون دائماً على تمسكهم بالعملية الديموقراطية بانتخابات المجالس المحلية والنقابية والقطاعية والهيئات الأهلية والإدارية ..   

       دولة الرئيس الزميلات و الزملاء ..  

      إنّ قوة النظام الديموقراطي ومناعتَه تقاس بمدى قدرتِه على استشراف واستباق الضرورات والتطلعات وبحسن التنبه للمخاطر والتحديات والمستجدات .. وإنّ أصلَ وظيفة النظام الجمهوري البرلماني هي حسن الإصغاء لأصوات المواطنين .. وعندما تُصَمُّ الآذان وتُكَمُّ الأفواه.. يعلو الضجيج والصراخ.. وتعم الفوضى وتسود تقنيات النزاع الذي تجرّعنا مرارته على مدى سنوات التيه الطوال يوم خرجنا من الدولة.. وعلى الدولة .. ودخلنا في دوامة العنف.. والقهر.. والخوف .. والتهجير والنزوح.. والهجرة.. يوم فقدنا القدرة على الإصغاء لصوت المواطنين.. وتعطلت الانتخابات وعملية تجديد النظام البرلماني من العام 1972 إلى العام 1992.. وخسر لبنان خمسة عشر عاماً …مع التيه والضياع …والاحقاد والانقسام.. وفقدنا ما يزيد على مئة ألف من الشهداء.. وأكثر من ثلاثمائة ألف جريح.. وما يقارب سبعة عشر ألف مفقود.. وأكثر من مليون نازح ومهجر.. ومهاجر.. ودمار وانهيار بما يقارب المائة مليار دولار.. وتفككت مؤسسات الدولة الوطنية.. واستُبيحت سيادة المجتمع والكيان .. بالإجتياحات والإحتلال ..    

       إنّ أصوات شابات وشباب لبنان.. التي ارتفعت بقوة وسلام..  أرادت أن تنبهَنا إلى أهمية وضرورة العودة الى قواعد الإنتظام العام.. في إطار الدولة الوطنية الواحدة والعادلة والحاضنة لجميع أبنائها.. بعيداً عن ثقافة الإستثناءات التي تحكمت بمصيرنا على مدى عقود طوال.. وعلى حساب كل قواعد الإنتظام العام..    

            إنّ أصوات الشابات والشباب هي عملية استطلاع  صادقة ودقيقة .. ولا بدّ من الأخذ  بها والتنبه للمخاطر التي تهدد نظامنا.. واستقرارنا ومستقبل أجيالنا.. لأنّ تقدم وسلامة المجتمعات.. يكون  بالإصغاء لأصوات الشابات والشباب .. والأخذ بالإعتراضات الجدية والصادقة والهادفة والتي تدعونا إلى تجديد وتحديث آلياتنا ومؤسساتنا.. لمواكبة التطور الإنسيابي والطبيعي والمتجدد لأجيال لبنان .. وهذا ما تتطلع اليه الأجيال الشابة في لبنان والتي تنتظر الانتخابات النيابية القادمة لتعبّر عن إرادتها بالتّغيير وتجديد الإنتظام.. وإنّنا نتطلع إلى الإسراع في تحسين كلّ قواعد الإنتخابات النيابية القادمة والتي نؤكد على إجرائها في موعدها ..    

       دولة الرئيس .. الزميلات والزملاء..    

      إنّ من واجبنا أن نصغي جيداً إلى اللبنانيات واللبنانيين.. وإنّ من واجبنا ايضا أن نستمع إلى همومهم وهواجسهم وتطلعاتهم.. وإنّ معيار نجاحنا وفشلنا هو في مدى إصغائنا واستماعنا لأصواتهم.. لأن الدولة التي لا تصغي لمواطنيها.. هي دولة صماء.. لا تسمع ولا تتفاعل.. وهي دولة فاشلة عمياء.. وإنّ الإصغاء والتبصر والإهتمام بمعرفة تطلعات الأجيال القادمة.. هو المعيار الوحيد للفشل والنجاح... إنّ شابات وشباب لبنان المستقبل كانوا يتحضرون قبل فاجعة ٤ آب 2020  للإحتفال بمئوية لبنان الكبير واطلاق ورشة حوار وطني من الناقورة الى النهر الكبير ومن أقاصي عكار الى أعالي بلدة شبعا تحت شعار (نحو مئوية جديدة).. وإطلاق مبادرة باتجاه منتدى باريس للسلام الذي تأسس بمناسبة مئوية مؤتمر فرساي الذي نتج عنه إعلان دولة لبنان الكبير ودعوتهم الى اعتماد بيروت كمقر اقليمي لبناء السلم الاهلي.. إلا أنّ فاجعة  ٤ آب حولت اهتماماتهم باتجاه لملمة الجراح والعمل على إعادة الحياة الى بيروت عاصمة كل لبنان وأصبحنا نتابع باهتمام المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس ماكرون خلال زيارته بيروت بعد الفاجعة واجتماعه بالقادة اللبنانيين في قصر الصنوبر حيث تم اعلان دولة لبنان الكبير في ١ ايلول ١٩٢٠.   

       دولة الرئيس الزميلات والزملاء..  

       نلتقي اليوم مرةً جديدة في ظروف شديدة الإستثنائية لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة لحكومة لبنان الاولى بعد المئوية الاولى وبعد العام الاول الذي شهد الكثير من الصبر والالم والانتظار والانهيارات والضياع والوباء والمذلّة بكافة الانواع والاشكال.. وخسارة لبنان لثروته البشرية بهجرة شاباته وشبابه وطاقاته العلمية والإبداعية والانتاجية.. بعد أن خسر اللبنانيون مدخراتهم ومداخيلهم وقدرتهم على تأمين أبسط الحاجات  البديهية.. وبعيداً عن أي استخدام سياسي لمعاناة أهلنا في كلّ لبنان وبعيداً عن أي اختصار لما يعانونه من مرارات ببعض الكلمات ..  فإنّ الرقم يبقى أفضل من ألف كلمة وسنعرض كيف تحوّل لبنان بالتقارير الدولية الى أرقام تتجاوز كلّ أنواع البلاغة والفصاحة..    

  -  دراسة الاسكوا "الفقر المتعدد الابعاد في لبنان" الصادرة في سبتمبر 2021 :  

·        تضاعفت نسبة الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان من 42 % في عام 2019 إلى 82 % عام2021   .  

·        بلغت نسبة الفقر المدقع المتعدد الأبعاد 34 % عام 2021، أي ما يعادل 40% من مجموع الفقراء.   

·        ارتفعت نسبة الأسر المحرومة من الرعاية الصحية من 9 % عام 2019 إلى33 % عام 2021.   

·         55%من السكان ليسوا مشمولين بأي شكل من أشكال التأمين الصحي.   

·        ارتفعت نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من 52%   

  - ان تقرير اليونيسف لبنان:      "مستقبل       الاطفال على المحك" الصادر في    حزيران    2021:    

·        80 ٪ من الأطفال في لبنان أسوأ حالاً      مما كانوا عليه في بداية عام 2020 .    

·        أكثر من 30 ٪من العائلات لديها طفل     واحد   على الأقل خسر وجبة طعام يومياً.   

·        60 ٪من الأسر اضطرت إلى شراء الطعام عن طريق الائتمان أو اقتراض المال.    

·        40 ٪ من الأطفال هم من أسر لا يعمل    فيها  أحد.  

·        77 ٪ من المنازل ليس لديها ما يكفي      من الطعام أو المال لشراء الطعام.   

·        فقدت رواتب المعلمين 90 ٪من قيمتها.   

·        15 ٪من الأسر توقفت عن تعليم أبنائها.   

·        أكثر من000. 400 طفل خارج المدرسة.   

·        انفجار بيروت: تضرر أكثر من 55 ألف     طالب بشكل مباشر / ألحق الانفجار الضرر بـ   183 منشأة تعليمية.   

·        يواجه ما لا يقل عن 70٪ من سكان لبنان           نقصا ً حاداً في المياه.   

·        انخفاضاً نسبة الحصول على المياه ب 80%.   

- تقرير مرصد الأزمة في الجامعة الاميركيةفي بيروت الصادر في  2021 :   

·        التكلفة الشهرية للطعام لأسرة مكونة من 5    أفراد    تزيد 3,500,000،(ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ليرة لبنانية ) أي حوالي 5        أضعاف الحد الأدنى للأجور.   

·         ارتفاع أسعار عشر سلع غذائية أساسية بأكثر     من    700 ٪ منذ يوليو 2019.   

-   بحسب تقرير منظمة      الأغذية والزراعة  للأمم المتحدة 2021 :   

·        50 بالمائة من المنشآت السياحية              تغلق أبوابها  أو تعاني بشدة.   

·        إقفال 896 مؤسسة مطعمية خلال      الـ4  أشهرالأولى من العام 2021 . 

- إنّ تقرير الأمم المتحدة الصادر في أيار2021  : 

·        غادر 1000 طبيب و800 ممرض  في العام  (2020) واعتقد ان الرقم هذا العام قد تضاعف كثيراً.   

     أمّا الخسارة المؤسفة فهي ما تعرض له القطاع التربوي في كافة المراحل التعليمية..  حيث لا تزال الأرقام في ازدياد دائم حتى مع بداية العام الدراسي..    

      دولة الرئيس الزميلات والزملاء    

       ربما تكون الظروف الاستثنائية التي تجمعنا اليوم هي الأصعب والأدق.. لأنّنا نعرف جيداً نحن والزملاء في المجلس النيابي ومعنا دولة الرئيس نجيب ميقاتي ومعه الحكومة الأولى بعد المئوية الأولى.. بأننا أمام استحقاقات وطنية مصيرية داخل هذه القاعة وخارجها وعلى امتداد لبنان وبلاد الاغتراب.. وإنّنا أمام خيارات مصيرية وصعبة وعلينا جميعا مسؤولية تحديد الإتجاه.. فإمّا أن نذهب نحو مئوية جديدة من الإستقرار والإزدهار والإنتظام وإعادة بناء مؤسسات دولة الحقوق والواجبات على قواعد صلبة والمضي قدماً في عملية التحديث والإصلاح.. وإما نحن ذاهبون مرة أخرى نحو مئوية جديدة من الظروف الاستثنائية التي قوضت استقرارنا وشتّتت أجيالنا منذ الاستقلال حتى الان..             

     إنّ هذه التجربة الطويلة والمريرة مع الظروف الإستثنائية.. التي تحكمت بأجيالنا ودولتنا .. واستنزفت طاقاتنا البشرية الخلاقة والواعدة.. وقوضت استقرارنا.. وأتت على بيوتنا وأحيائنا ومدننا وقرانا.. وأسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا .. إنّ هذه الظروف الإستثنائية هي العلة الأساس في عدم استقرارنا وانتظامنا.. في دولة القانون والمؤسسات.. إنّ الظروف الإستثنائية هي تلك الغيمة السوداء المانعة للشفافية والوضوح والتبصر والاستشراف في نظامنا الجمهوري البرلماني .. إنّ هذه الظروف الاستثنائية هي التي تسببت بسفك الكثير من الدماء.. وقوّضت كلّ النجاحات والانجازت وضربت كلّ الخصوصيات التي ميزت لبنان وأزهقت أرواح الشباب والشابات والنساء والأطفال والشيوخ.. وعلى مدى ٧٨ عاماً .. فمنذ الاستقلال حتى الآن اغتيل في لبنان رئيسان للجمهورية.. وثلاثة رؤساء حكومة.. وزعماء كبار .. ومرجعيات روحية رفيعة بالإخفاء والاغتيال وعلماء كبار .. ووزراء..  ونواب .. وقادة أحزاب.. وإعلاميون.. ومفكرون وقادة أمنيون ومواطنون  أبرياء..     

       دولة الرئيس .. الزميلات والزملاء..     

     لا نملك ترف الإستمرار بثقافة الإستثناء.. ولا نملك ترف عدم الإصغاء لشابات وشباب لبنان.. ولا نملك الحرية في عدم العمل الجدي والدؤوب.. من أجل تجديد قواعد الحياة التمثيلية العامة.. والقطاعية والمحلية والأهلية .. ولا نملك بعد اليوم حقّ التّوهم والإستغراق في المناكفات.. أو الإتهامات أو المحاسبة على أساس النوايا والتهيئات.. ولا نملك الحقّ بالقياس.. إلاّ على أساس الأرقام والمعايير الإستراتيجية.. التي يحدّدها أهل الإختصاص في كافة القطاعات.. ولا نملك الحقّ  بالتفرد..  والتصرف بخفة واستلشاء بقلق عموم اللبنانيين على عيشهم واستقرارهم ومستقبل أولادهم.. ولا نملك الحقّ بالإعتقاد بأنّ تكتلات سياسية دون سواها قادرة على مواجهة تحديات لبنان..     

       دولة الرئيس.. السادة الزملاء..    

     إنّه زمن إرساء قواعد الإنتظام العام.. بأسباب الدولة ومؤسساتها.. إنّه زمن تجديد الحياة التمثيلية.. على أساس حرية التفكير والاختيار.. ووضع الإستراتيجيات الوطنية بشراكة ومسؤولية مع  مكونات القطاعات المتخصصة والعاملة في كلّ مجال.. وتعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي يتحمّل مع المؤسسات الأمنية مهمات إستثنائية في ظروف شديدة القسوة على المواطنين وأيضاً على المؤسسات العسكرية والأمنية .. ولا بدّ من إعادة دعم وتأهيل كلّ المرافق الصحية الوطنية العامة التي قدمت الأمثولات الكبيرة في مواجهة الوباء بإمكانيات متواضعة.. أطباء وممرضات وممرضين ومع الصليب الأحمر اللبناني والعديد من المستشفيات الخاصة والمؤسسات الصحية.. ولبنان اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى ورشة وطنية تربوية تشارك فيها كل القطاعات والوزرات والادارات والقطاع الخاص والجمعيات لأنّ لبنان من دون تعليم مميز ليس لبنان ..    

       دولة الرئيس .. الزميلات والزملاء..    

     لقد انتهى زمن عدم احترام الاصول وقواعد الإنتظام العام لمصلحة الإستثناءات والخصوصيات .. وجميعنا شركاء في مواجهة التحديات واستعادة كلّ أسباب الشرعية التي بدأت تتلاشى امام هول التداعيات.. وبكل عزم وثبات فإنّنا نمنح ثقتنا لدولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي والسادة الوزراء.. من أجل خلاص لبنان كلّ لبنان..     

                                  وعشتم وعاش لبنان..  


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 989976634
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة