وقفات احتجاجية في الشرحبيل وهلالية والفيلات... "لا مي ولا كهرباء ولا خدمات"
أزمة شح المازوت وانعكاساتها على مختلف مرافق الحياة ومنها المستشفيات والافران وخاصة مولدات الاشتراكات الخاصة تقدّمت الى واجهة اهتمام الازمات المتتالية، الى جانب طوابير الانتظار على محطات الوقود والتي تراجعت بشكل ملحوظ، وفقدان الادوية من الصيدليات والتي تفاقمت من دون افق للحلول، فيما الغلاء وارتفاع الاسعار ثابت على حاله صعوداً بالرغم من انخفاض سعر صرف الدولار الاميركي في السوق السوداء بين الحين والآخر.
وأوضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ"نداء الوطن" ان "أزمة المازوت تتفاقم بشكل لافت امام ازدياد الحاجة الماسة اليها، في ظل الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي من الدولة، والبلدية، بالتوافق مع نائبي المدينة (بهية الحريري واسامة سعد) بادرت الى اعداد كشف مفصّل بأسماء اصحاب المولدات الخاصة في المدينة ومنطقتها، وعددها وقوتها، وقامت باحتساب ساعة الصرف، وعلى اساسه يتمّ صرف كميات المازوت لكل واحد منهم ترسل نسخة للنائبين الحريري وسعد"، مشيراً الى "ان هناك صعوبة بالغة في تأمينها بشكل يومي والعمل يجري على التسليم يومي الاثنين والخميس أسبوعياً من منشآت الزهراني، واستقدام كمية واحدة من بيروت خلال الاسبوع من اجل التخفيف من معاناة الناس وبقائهم في الظلام في ظل الطقس الحار والرطوبة العالية في الصيف، على أمل أن تزيد الكميات تباعاً اذا أمكن وايجاد حلول جذرية لهذه الازمة التي تعتمد عليها الكثير من مرافق الحياة".
ووفق معلومات "نداء الوطن"، فإنه جرى التوافق على تأمين الاحتياجات تراتبياً للمستشفيات والافران ثم اصحاب المولدات الخاصة، وعلى قيام شركتي كيلاني لصاحبها الحاج فادي الكيلاني و"أوج" لصاحبيها خضر ومحمد حبلي، بتوزيع الكميات تسهيلاً لعمليات النقل وعدم التأخير في التسليم، فيما جرى تسليم اصحاب المولدات الخاصة في عين الحلوة وعددهم نحو 19 حوالى 30 الف ليتر للمرة الثانية بعد دفعة سابقة بلغت نحو 17 الف ليتر، قبل عيد الاضحى بيوم واحد فقط، ما اضطرّ غالبيتهم الى اطفائها وتفاقم المعاناة وازدياد شكاوى ابنائه خاصة وان هناك كبار السن واطفالاً ومرضى يحتاجون الى تشغيل آلات اوكسجين.
تحركات احتجاجية
وبالرغم من الجهود التي بذلت على كافة المستويات السياسية والادارية، بقيت كميات المازوت غير كافية امام انقطاع التيار الكهربائي نحو عشرين ساعة يومياً، ما دفع بعض اصحاب المولدات الخاصة الى اطفائها، فيما اعلنت اخرى عن وقفها قريباً ومنها اشتراكات رئيس تجمع اصحاب المولدات في صيدا علي بوجي الذي يغذّي اكثر من حي في المدينة، مبرّراً ذلك بنفاد كامل مخزونه من المازوت وانه سيتوقف بشكل كامل عن العمل فجر الاحد اذا لم يتمكّن من حل المشكلة.
وانقطاع الكهرباء وتقنين المولدات او اطفاؤها وارتباط بعضها بضخ المياه اشعل مجدداً الشارع الاحتجاجي، فتوسع الاحتجاج الى المناطق المجاورة للمدينة، حيث قطع أهالي منطقة الشرحبيل بن حسنة في بقسطا الطريق الرئيسي عند المدخل الغربي الجنوبي، ورفعوا لافتة كتبوا عليها "ارحمونا بالـ2021 بلا مي ولا كهرباء ولا خدمات".
وقال الناشط في الحراك وليد السبع اعين لـ"نداء الوطن": "ان ابناء الشرحبيل باتوا بلا ابسط الخدمات من كهرباء ومياه وخدمات وحتى انترنت وخدمات الهاتف بعد توقف اعمدة التقوية"، داعياً المسؤولين الى القيام بواجباتهم في تخفيف المعاناة عن الناس، معتبراً "ان صندوق الانتخابات سيكون الحساب"، مطالباً "الناس بالنزول الى الشارع والتعبير عن وجعها لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
واضاف: "ليست ثقافتنا قطع طرقات على أهلنا أو على اي مواطن آخر، ولكن الأسلوب بتحويل السير كان للفت الأنظار لمعاناتنا بلا مي وبلا كهرباء، ولإيصال الرسالة لكل من يعنيه الأمر بأن المسّ بمقوّمات بيوتنا وهي المياه والكهرباء غير مقبول ولن نسكت عنه، نعتذر إذا أخّرنا أحداً لدقائق معدودة للوصول الى البيوت او الخروج منها، ولكن بكل الأحوال يبقى التأخير افضل من الوقوف على محطات الوقود لساعات طويلة.. وقفتنا فيها عزّة نفس بالمطالبة بحقوقنا".
وامتدّ الاحتجاج الى منطقة الهلالية، حيث قطع الاهالي الطريق العام بمستوعبات النفايات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء واشتراكات المولدات بسبب نفاد المازوت، وقال علي وهبي: "لقد توقعنا كل شيء الا ان نصل الى العتمة، نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وبلا كهرباء، هل عدنا الى العصر الحجري؟ انها قمة الفساد، والمسؤولون غير مبالين وينامون على الكهرباء ويتنعّمون بالمكيفات ولا يشعرون بعذاباتنا، لقد سئمنا وسنترك البلد لهم كي لا يجدوا احداً لينتخبوهم او يحكموهم".
كما قطع اهالي الفيلات الطريق، مطالبين بتأمين المازوت على اعتباره من ابسط حقوق الناس في حياة كريمة، وقالت فاطمة نجم "ان الفيلات منطقة مكتظة بالسكان ولا يجوز ان ينام اهلها على العتمة او يخرجوا الى الارصفة او الشوارع لقضاء ساعات الليل بسبب الظلام والحرارة، انها مأساة فوق الوصف، ومن المعيب ذلك بكل اللغات".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/54775