مستشفى صيدا الحكومي في دوامة المعاناة: نقص في الاحتياجات التشغيلية... لا مازوت ولا أوكسجين
الازمات الاقتصادية والمعيشية تطبق على خناق اللبنانيين وتشتد وطأتها مع طول أمدها، على وقع انتظارهم تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد كشف تقلّب سعر صرف الدولار الاميركي في السوق السوداء بين ساعة وأخرى الاجواء غير التفاؤلية، في وقت تواجه المستشفيات الخاصة والرسمية تحديات كبيرة في تقديم الاستشفاء للمرضى ومواجهة الموجة الرابعة من تفشي وباء "كورونا" ومتحوره الهندي "دلتا"، مع ارتفاع اعداد المصابين والوفيات وفقدان المستلزمات الطبية والادوية.
ويشكو مستشفى صيدا الحكومي الذي كان اول من واجه "كورونا" منذ بدء انتشاره في لبنان في شباط 2020، من الأزمة الاقتصادية وملحقاتها المالية والحياتية والاجتماعية وانعكاسها على عمله وعلى العاملين في مختلف اقسامه، وسط غياب الدعم الحكومي وعدم توافر الكثير من الأدوية والتجهيزات الطبية، وعدم القدرة على القيام بأعمال الصيانة، لان الشركات تطالب بتسديد فواتيرها بالدولار، بينما لا يسمح للمستشفى على خلاف المستشفيات الخاصة بفتح حساب في مصرف خاص او بالدولار، ما دفع مجلس ادارة المستشفى الى قرار برفع مساهمة المريض الى 30% بعدما كانت تقتصر على 10%. وأوضح مدير المستشفى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للمستشفى الدكتور أحمد الصمدي ان المشكلة الاساس تكمن في عدم القدرة على تأمين الاحتياجات التشغيلية، لا سيما اللوجستية مثل المازوت والأوكسجين، والمستلزمات الطبية الأساسية والتي يعانيها المستشفى كما بقية المستشفيات الحكومية بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها، ما بات يؤثر سلباً على العديد من الخدمات الصحية والاستشفائية التي يقدّمها، فضلاً عن انعكاس الأزمة الاقتصادية والمعيشية على الموظفين والعاملين فيه، ومشكلة التأخير في دفع رواتبهم كما مستحقات المستشفى، والحاجة الملحة لها، خاصة في ظل الضغط المتزايد على المستشفيات الحكومية بسبب تفاقم الأوضاع الاجتماعية والتفشي المستجد لـ"كورونا" بمتحوراته، مؤكداً انه على الرغم من كل ذلك، لا يتأخر المستشفى عن القيام بواجبه تجاه المرضى الذين يقصدونه وضمن الإمكانيات المتوافرة.
في ذروة الازمة الصحية، تكاتفت القوى السياسية والبلدية والتجارية الصيداوية في دعم المستشفى، ودفعت النائبة بهية الحريري باتجاه انشاء صندوق دعم خاص به من خلال اللقاء التشاوري الصحي الذي يعقد دورياً في مجدليون، وتولى متابعته رئيس جمعية التجار علي الشريف في تأمين احتياجاته وفق الامكانيات المتاحة ارتباطاً بتبرّعات الخيرين، فيما بذل رئيس لجنة اللقاح الوطني الدكتور عبد الرحمن البزري مع "تجمع المؤسسات الاهلية" جهوداً في تجهيز الطابق الخاص بالمصابين وافتتاح مختبر الفحوصات، وخلال عملية التلقيح والمساعدة في التنظيم.
اليوم، تفاقم هموم المستشفى ومعاناة موظفيه دفع بالصمدي الى حملها مجدّداً الى نائبي المدينة بهية الحريري واسامة سعد، حيث أثنت الحريري على جهود إدارة المستشفى ومثابرة العاملين فيه وما اثبتوه من شجاعة وتفان وتضحية في المعركة ضدّ "كورونا" وما يواجهونه اليوم من ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، إدارة وأطباء وممرضين وموظفين وعاملين في مختلف اقسام المستشفى او كمواطنين في حياتهم اليومية وتأمين معيشة عائلاتهم، مؤكدة انها لن تألو جهداً في سبيل تأمين استمرار المستشفى بتقديم الخدمات الصحية والاستشفائية للمرضى ومتابعة احتياجاته مع الجهات الرسمية المختصة.
بينما حمّل سعد السلطة مسؤولية التردّي في الأوضاع الصحية وفي القطاع الصحي ولا سيما المستشفيات الحكومية نتيجة غياب السياسة الصحية، مشدّداً على أهمية دعم المستشفيات الحكومية وتطويرها وتوفير كل احتياجاتها وهو ما يقع على مسؤولية الدولة، مبدياً اعتراضه ورفضه لأي رفع لمساهمة المريض، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة، ومؤكداً على واجب الحكومة لا المواطن في تغطية احتياجات المستشفيات، ومشدّداً على أهمية أن تقوم وزارة الصحة بتغطية حاجات المستشفى لا سيما لجهة تأمين مساهمة تشغيلية، ومساهمة بدل غلاء معيشة للموظفين، اضافة الى تسديد كافة المستحقات السابقة والحالية للمستشفى، وفضلاً عن توفير التجهيزات والأدوية الضرورية.
المصدر| محمد دهشة - نداء الوطن| https://www.nidaalwatan.com/article/54570