خليل المتبولي: جُمّدَت بيروت!
بقلم| خليل إبراهيم المتبولي
في الرابع من آب
من عام ألفين وعشرين
الساعة السادسة وسبع دقائق
قبل غروب الشمس
حصل حدث مرعب .
بيروت رجّت رجًّا
صعقها هجوم
وصوت لم يرَ أفضل ،
دخانٌ غطّاها
لبست السواد رداء
صارت شعلة نار حمراء
ركامٌ حطام
دمارٌ لفها
وموتٌ كبير
استوطنها .
الغربان راحت تتجول
مرتدية الكآبة
والحزن قبل الموت وبعده ،
يبس الهواء
تبخر الماء
ناحت السماء
حلّ البلاء والوباء ،
حضر الأحباب والأصدقاء
في تلك الليلة أمواتًا ،
ارتدوا الحقيقة أكفانًا
وصاروا لبيروت قربانًا
وساروا نحو دار البقاء .
هجرها الجمال
وسادها الرعب
وفرّ منها الحب .
كم مُرّة هي الحياة
تهزّ أغصان الوجع
ترجّ حمّى الألم ،
تلقي الرحيل بتهليل لائق
كل ذكرى ،
حتى جاءت بفكرة الموت
فأخذت كل القلوب
والأرواح والعقول
وجمّدت بيروت .