أبو مرعي يروي تفاصيل نجاته وغرق باخرته في انفجار المرفأ
حكايات اللبنانيين مع الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت لم تنته بعد وتتوالى فصولاً، فالانفجار الذي وصف بأنه الثالث الاكبر غير النووي في العالم، دمّر نصف العاصمة وحرق قلوب وادمع عيون مئات العائلات التي قضى أبناؤها شهداء او أصيبوا جرحى، وقضى على جنى عمر آلاف اللبنانيين في بيوتهم ومؤسساتهم وممتلكاتهم وارزاقهم، ونال القطاعان التجاري والسياحي النصيب الأكبر من آثاره من مؤسسات ومصانع ومعامل ومستودعات ووسائل نقل وبضائع.
بحرقة لا تخلو من غضب، يستعيد صاحب الباخرة السياحية "أورينت كوين" مرعي أبو مرعي تفاصيل الانفجار، فالباخرة التي تحوّلت معلماً سياحياً عائماً ورفعت اسم لبنان عالياً على الخريطة السياحية الدولية على مدى عقود، غرقت خلال ساعات قليلة، ولم تفلح كل الجهود في انقاذها وسقط على متنها شهيدان وسبعة جرحى من طاقمها. يقول أبو مرعي لـ"نداء الوطن": "انه يوم أسود من تاريخ لبنان، ما زالت تداعياته السلبية ماثلة الى اليوم جراحاً نازفة وبعد مرور عام الجريمة صارت فضيحة".
في دارته في زيدانية مجدليون، يقلّب ابو مرعي هاتفه الجوال، يشاهد مجدّداً كيف نجا وولداه وقريبه وفريق عمله من الانفجار، بعدما تحطم كل الزجاج وتناثر مع عصفه القوي على مكاتبهم مباشرة، الذين غادروه قبل وقت قصير عائدين الى صيدا، وعند وصولهم الى خلدة سمعوا دوي الانفجار الهائل، بدأت الاتصالات قبل ان يعلم بوقوعه في المرفأ وباصابة الباخرة السياحية بشكل مباشر وبسقوط شهيدين وجرحى على متنها، يؤكد "الخسارة كبيرة جداً وقد لا تعوض، لجهة الارواح والاصابات والماديات، ورغم ذلك لملمنا بإيدينا الدمار وأشلاء الأحبة ودم الكبار والصغار وتحملنا مسؤولياتنا الوطنية والاخلاقية لنعطّل مفاعيل الانفجار، لكن للأسف ما في أحد بالدولة تحمّل مسؤولية. انهزت ضمائر العالم كله، وما انهزت ضمائر الذين عندنا فان المسؤولين بلا ضمائر".
وقال أبو مرعي: "الخسارة الاكبر هي في سقوط الشهداء والجرحى، جراح عائلاتهم ما زالت مفتوحة على أمل كشف الحقيقة، ويطالبون مع كل لبناني شريف برفع الحصانات عن الجميع وكشف الحقيقة واعلان نتائج التحقيقات. من حقنا ان نعرف الحقيقة وتتحقق العدالة، وحقنا على دولتنا الا يضيع حقنا، نحن ما خصنا بالسياسة ولا محسوبين لا على تجار الدم ولا على التلفيقات والفبركات والحمايات والحصانات، دعوا العدالة تأخذ مجراها وارفعوا الغطاء عن اي متهم وفاسد ومرتكب، فالحصانة ليست أهم من اي نقطة دم سالت، نحن اولياء الدم والرزق وجنى العمر… فلا تقتلونا مرتين وأكثر".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/54394
تم النشر بواسطة صيدا سيتي Saida City في الأربعاء، ٤ أغسطس ٢٠٢١