صيدا سيتي

الشهاب الواقف على معنى الحياة ومعنى الموت؟ (فلسفة)!!

صيداويات - الإثنين 19 تموز 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

الإنسان العاقل في كل جولة من جولاته، وفي كل جوبة من جوباته، وفي كل همسة من همساته، أو حركة من حركاته.. في فكره، وفي ضميره، وفي وجدانه، وفي معناه، يحاول أن يستجلي جمال ذاته، ويستكشف محيا سرّه، وكم مرة نسمع من أعماق فؤادنا ما يصيح قائلاً: ماذا أنا؟ ما هذا العالم؟ ما هي هذه المحسومات التي تحف بي من كل جانب؟ ما علاقتي بها؟ أين أنا ذاهب بعد فناء هذا الجسد؟ هل أنا متلاشٍ كما تتلاشى الأشياء؟ أم أدوم في عالم غير هذا العالم؟ وعلى أي شكل يا ترى؟ أعَلَى شكلٍ غير هذا الشكل؟ ما هو هذا العقل؟ وكيف يولد في هذا الجسم الطيني الأصم؟ إنها أسئلة أعجزت العلماء وحيرّت أهل الفكر، والجواب عليها يسير عند رجال الفلسفة الواقفين على معنى الحياة ومعنى الموت.

نعم! لا يعرف حقيقة الموت من لا يعرف حقيقة الحياة، وإن معرفة حقيقة الحياة بمعرفة حقيقة الروح نفسها و إدراك ماهية ذاتها، وهذا لم يؤذن التكلم به لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن سواه (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فليس لأحد من الباحثين أن يكشف عن سرّ الروح، وإنما المأذون فيه لهم ذكر حال الروح بعد (الموت) فالموت ليس انعدام الروح وإنعدام إدراكها، ولا هو تعطيل أعضاء الجسم كما يعرفه الناس، ولكن (الموت) تغير حال فقط.

والأدلة على ذلك من الكتاب العظيم (القرآن الكريم) آيات كثيرة منها قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) والآية نص في بقاء أرواح الشهداء!

ومن أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أنه (نادى صناديد قريش يوم قُتلوا في وقعة بدر فقال: يا فلان، يا فلان، يا فلان، قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً)؟ فقيل الصحابة يا رسول الله أتناديهم وهم أموات؟ فقال والذي نفسي بيده (وهذا قسمٌ عظيم) إنهم لأسمع لهذا الكلام منكم إلا أنهم لا يقدرون على الجواب) وهذا نص صحيح صريح في بقاء الروح وإدراكها ومعرفتها.

وبعد هل هناك أرقى وأسمى وأوسع مقياساً من علم هذا النبي العظيم الذي استمد علمه من عالم السماء! والذي أتى بكتاب لم يزل العلم عاجزاً عن حل رموزه وكشف كنوزه إلى يومنا هذا؟! فهو يثبت أن الإنسان لطيف روحاني له ميزة على سواه من كافة المخلوقات الأرضية (ولقد كرّمنا بني آدم)!

وهناك دلالة صريحة على أن (الموت) تغير حال فقط قول الرسول الأعظم (القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة) ذاك نص صريح على أن الموت معناه تغير حال، لا انعدام الروح، ما يحمل على الإيمان، والاقلاع عن مذهب العدم.. وكل آت قريب (إنه يرونه بعيداً ونراه قريباً)!

وفي الموت أقاويل عدة وتعاريف شتىّ كلها مستندة إلى ظنون ونظريات لقول البعض إن الموت هو العدم فاذا مات الإنسان فقد إنعدم وانحلت أجزاؤه، وأنه لا حشر ولا نشر ولا خلود بعد هذا العالم، ويقولون إن الموت عبارة عن توقف القلب عن الحركة وسكون الدم عن الدوران، وتعطيل الأعضاء، وأن موت الإنسان كموت الحيوان، وجفاف النبات، وإن من مات لا يتألم بعقاب ولا يتنعم بثواب، وأنه لا حياة بعد هذه الحياة، ولا خلود للأرواح.

فلا تصدقوا ذلك يا ناس؟! الموت معناه تغير حال فقط، وانتقال الروح من برزخ إلى برزخ آخر وأنها باقية بعد مفارقة الجسد إما منعمة وإما معذبة وأنه لم يتعطل بالموت إلّا الجسد الترابي؟

فسارعوا يا ناس إلى مغفرة من ربكم! و تسوية الأعمال فيما بينكم بالصالحات!! و خاصة في الأزمات الضاربة في البلد الآن؟؟ تالله قبل فوات الأوان. ذاكراً لكم قوله تعالى (كل نفسٍ ذائقة الموت) و حكمة كذلك بالغة لكل منّا في قول الرسول الأعظم (عش ما شئت فإنّك ميت).

(مهداة إلى جميع الأصدقاء في الأزهر الشريف! و المركز الإسلامي الأعلى في عمان! سائلاً الله أن يحفظهم لنا جميعاً في سبيل تقدم العلم)!!!

المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا 

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Monday, July 19, 2021

دلالات : منح شهاب
 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 989035962
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة