صيدا سيتي

دقة اختبارات الشخصية في اختيار الموظف الأمثل هل ما زال المنهج العلمي حكرًا على المواد الدراسية، أم أصبح جزءًا من حياتنا اليومية؟ الحاجة بهية كرم الغزاوي (أرملة أحمد الحنش) في ذمة الله محمد أحمد الزين في ذمة الله السنة والشيعة.. إدارة الخلاف في أزمنة الاستباحة | يوتيوب الذكاء الاصطناعي وتحسين الصحة النفسية في بيئة العمل: أدوات وتأثيرات الحاجة رلى عفيف الكلش (زوجة معن الصباغ) في ذمة الله اكتشف التمرين الذي يناسب شخصيتك… وابدأ رحلتك دون ملل محمود يوسف المغربي (أبو مصطفى) في ذمة الله الأخطاء المهنية: لماذا العشرينات أفضل مرحلة للفشل | يوتيوب خطط حياتك في ساعتين | يوتيوب التنافس الوظيفي: كيف نحوله من ضغط إلى دافع؟ لماذا تدمن الإباحية وكيف تتعافى؟ | يوتيوب حين يدخل التوتر المنزلي إلى المكتب: كيف تحمي تركيزك وإنتاجيتك؟ المتقاعدون ليسوا خارج الزمن في رحيل الحاجة أديبة البابا: رسالة تقدير وعرفان مفاجأة FADEL TAXI | ضمن صيدا 100 ألف | مطلوب شيف مطبخ (شرقي - غربي) لمطعم في صيدا كيف تتألق مهنيًا دون أن تنهكك الضغوط اليومية؟ القاضي الشيخ عصام العاكوم .. ناصحٌ لا يُفرّق ومصلحٌ يجمع القلوب

الحاج عبد الكريم كزبر بصمات خير بيضاء | بقلم هيثم زعيتر

صيداويات - الجمعة 02 تموز 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

رحل الحاج عبد الكريم كزبر (92 عاماً) تاركاً بصمات خير بيضاء في كل موقع تواجد فيه.

أغمض الصيداوي الطيب عينيه مُطمئناً، راضياً مرضياً، تاركاً مسيرة عطرة، وإنجازات يُشهد له بها في حياته، وستبقى نبراساً مُضيئاً بعد وفاته، وزاد خير له في آخرته، وكفةً راجحة في حسناته.

رحل الرجل، صاحب المحيا الطيب، دمث الأخلاق، واسع العلم والمعرفة، حافظ كتاب الله عز وجل، وتالياً لسوره وآياته، ومُؤدياً لأركان الإسلام، وعاملاً من وحي تعاليم الدين الحنيف، في مجالات الخير، بما يُعنى بالأيتام والأرامل والمعوزين، وعاملاً على بناء المُؤسسات والجمعيات التربوية الإسلامية والإغاثية والتدريبية والتشغيلية.

كان يُبادر إلى القيام بذلك، بكل طيبة، لم يترك لأحد أن يحثه على عمل الخير، بل ينطلق نحو تنفيذ كل ما يُدرك أنه في خدمة صيدا والجوار والدين الإسلامي السمح والأخوة الإنسانية.

يتقدم الساعين لعمل الخير، ولا يترك مُناسبة للحث على ذلك، في الاجتماعات أو بعد أداء الصلوات، فكان كلامه المُستند إلى آيات وأحاديث، يصدر برأي سديد، وخط سير مُستقيم يقود إلى النتيجة المرجوة.

تعرفت إلى الراحل الحاج عبد الكريم كزبر وأنا في سن الطفولة، وكان صديقاً لوالدي المرحوم سليم زعيتر، حيث مكان السكن في صيدا مُتقارب، وسمعت منه الكثير، أذكر بعضاً مما تُسعف الذاكرة على حفظه:

- كان مُنذ طفولته مُحباً للعلم ومُتفوقاً في المدرسة، وحُرم من الدخول إلى دار المُعلمين في العام 1945، لعدم وجود واسطة له.

وكيف عاد ودخل إليها ليبدأ مسيرة التعليم اعتباراً من 20 نيسان/إبريل 1947، والتي امتدت على مدى 46 عاماً، إلى أن أُحيل على التقاعد الرسمي بتاريخ 20 نيسان/إبريل 1993، ليُتابع مُشرفاً في "مدارس الإيمان" على مدى 4 سنوات، ومُتبرعاً في العمل الخيري.

- على الرغم من تفوقه في الدراسة، لكن حُرم من مُتابعة دراسته في المرحلة الثانوية لظروف مالية، ولما أصبح مُدرساً، عاد وتابعها ونال شهادة البكالوريا في العام 1952.

- كان مُتفانياً بعمل الخير، فانتسب إلى "جمعية جامع البحر الخيرية" في صيدا في العام 1966، قبل مُبادرته مع خيرين في العام 1970 إلى تأسيس "المركز الثقافي الإسلامي الخيري" في صيدا، الذي أسس "مدارس الإيمان التربوية"، التي تعاظمت وكبرت، ويتولى نجله كامل كزبر إدارة الثانوية.

- انطلاقاً من الواقع الذي عاشته مدينة صيدا، إثر الاحتلال الإسرائيلي لها في العام 1982، ألمه واقع أسر الشهداء والأسرى والجرحى والمُعوقين والأيتام، فبادر في العام 1985 إلى إطلاق فكرة تأسيس جمعية تُعنى بهؤلاء وأسرهم، وكانت "الهيئة الإسلامية للرعاية" التي تأسست مع صهره الدكتور صلاح الدين أرقدان ونمت مع صهره الدكتور عبد الحليم زيدان ناصر.

- أُوكل إليه الإشراف على تنظيم شؤون مقبرة صيدا القديمة في محلة الشاكرية، وقد نجح بذلك مع خيرين.

- كان يفتدي نفسه من أجل الدفاع عن حقوق المُواطنين، ويحفظ له أبناء صيدا مُخاطرته بنفسه بإقناع عدد من المُسلحين الثائرين، بعد اندلاع شرارة الحرب الأهلية في 13 نيسان/إبريل 1975، والتوجُه إلى سراي صيدا الحكومي، - المُقابلة لمكان سكنه - لإحراق سجلات النفوس والسجلات العقارية، فهبّ مُتوجهاً إلى داخل السراي، مُنبهاً إياهم إلى خطورة ما يقومون به من حرق المُستندات، ما يُؤدي إلى ضياع حقوقهم وحقوق الناس، فاستجابوا لتنبيهه بأن عاد الرشد إلى عقولهم، فأُنقذت تلك السجلات.

- مُنذ طفولته كان يُشارك في التظاهرات في وجه الانتداب الفرنسي نُصرة لقضايا المُواطنين، ومن ثم من أجل المطالب المُحقة ودعماً ودفاعاً عن القضية الفلسطينية، التي يحفظ له أبناؤها ذلك.

- لم يطلب الحاج عبد الكريم كزبر أمراً شخصياً لذاته من أحد، بل كان يتأقلم مع الظروف ومُتطلباتها من دون أن يستحي مما يقوم به، وهذا ما حصل بعد اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، وتعطُل الحياة، فكُنت أشاهده يُحضر بسيارته بعض صناديق الفاكهة والخضار، من حسبة صيدا القديمة، ليضعها أمام محل عمه أحمد كزبر في حي الست نفيسة في المدينة، ليقوم ببعيها، حتى يُؤمن بعض مُتطلبات الحياة، مُنطلقاً من أن العمل الشريف ليس عيباً بل ذل السؤال هو المُعيب.

تزوج في العام 1961 من الحاجة نادية جمعة (كريمة القاضي الشرعي الشيخ إسماعيل جمعة)، وكوّنا أسرة يُشهد لها بالأخلاق والسيرة الحسنة، فأنجبا: محمد، كامل، مها وسحر، وزوجهم جميعاً في حياته، وشاهد أحفاده وأولاد الأحفاد.

يرحل الحاج عبد الكريم كزبر، وقد خرج جيلاً من الطلاب، درسهم الخير مع العلم، وعاد لينال المزيد من المعرفة، وبينها على يدي من كانوا طلابه، وبنى المُؤسسات الشواهد على عمله الخير، وأسرة صالحة.

ليبقى ذلك، صدقة جارية وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له.

رحم الله الحاج عبد الكريم كزبر... بلسم الخير ببصمات بيضاء، وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومُحبيه الصبر والسلوان.

بقلم | هيثم زعيتر

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Friday, July 2, 2021

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1001879386
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة