ارتياح صيداوي لتراجع عدد الإصابات بـ "كورونا" مقابل زيادة في عدد متلقّي اللقاح
ثلاثة مؤشرات ايجابية جعلت ابناء صيدا يتنفّسون الصعداء بعد مرحلة خطيرة من تفشّي فيروس "كورونا"، اولها: التراجع الملحوظ في عدد الاصابات، ثانيها: الزيادة في عدد الذين تلقّوا اللقاح في مركزي مستشفى صيدا الحكومي ومستشفى حمود الجامعي، وثالثها زيادة مراكز التلقيح الى اربعة بعد اعتماد كلية الصحة في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس، وقبلها مركز المستشفى التركي للطوارئ والحروق الذي سيباشر عملية التقليح في وقت قريب جداً.
والمؤشرات الايجابية ترجمها التقرير الاسبوعي لخلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا - الزهراني ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، اذ أوضح أنّ عدد اللقاحات التي وصلت الى صيدا منذ بدء الحملة الوطنية للتلقيح بلغت نحو 18050 جرعة أعطيت لحوالي 11 الف شخص بين جرعتين أولى وثانية من بينها 16374 في مستشفى صيدا الحكومي وحده، علماً أنّ عدد اللقاحات حتى ما قبل اسبوعين ماضيين بلغ 12335 جرعة اعطيت لـ 7392 شخصاً.
وأظهر التقرير ذاته أنّ عدد الإصابات خلال الأسبوع الأخير بلغ 236 حالة مقابل 391 قبل نحو اسبوعين، وسجل 999 حالة نشطة وحالة وفاة واحدة مقابل 9 وفيات قبل أسبوعين، وأنّ نسبة الحالات الايجابية من اجمالي فحوصات الـPCR التي أجريت بلغت 16%.
غير أنّ الارتياح الايجابي لم يلغِ القلق من تطورات مفاجئة، حيث دعا الإجتماع التنسيقي الدوري حول "كورونا" في صيدا ومنطقتها والذي عقد في مجدليون بدعوة من النائبة بهية الحريري ومشاركة رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ابناء المدينة ومنطقتها الى استمرار الالتزام بالاجراءات الوقائية على وقع ما تشهده بعض القطاعات من تفلّت منها، ولا سيما في المدينة القديمة، رغم الاغلاق الجزئي المرافق لفترة الأعياد، مؤكداً اهمية التشدّد في التدابير الوقائية من التزام ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي والحدّ من التجمعات تلافياً لتفشٍّ جديد للفيروس.
وأكدت الحريري أمرين: اهمية تشجيع الناس على التلقيح، فـ"اذا اردنا الوصول الى المناعة المجتمعية ليس لدينا الا اللقاح"، وعلى "ضرورة تفعيل عملية التوعية حول الوقاية لانها طوق النجاة الحالي ريثما يتم الوصول الى المناعة المجتمعية".
في المقابل، أكد رئيس اللجنة الوطنية لادارة لقاح "كورونا" الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"نداء الوطن" أنّه "بالرغم من كلّ التحسّن في الوضع الوبائي في لبنان، إلا أننا ما زلنا في المستوى الرابع وبائياً أي الخطر، ونأمل في أن ننتقل الى المرحلة الثالثة"، مشيراً الى جملة اسباب لهذا التحسّن وابرزها الاجراءات الوقائية وكيفية التعامل مع الجائحة سابقاً، استمرار عملية التلقيح وقد بلغت نحو 10% وهي مؤثرة، اصابة عدد كبير من اللبنانيين بالفيروس، وعلى المواطن أن يقتنع أنه الأساس بمواجهة "كورونا". وقال البزري "إنّ اللقاحات الرسمية تصل بمواعيدها، وهناك اشكال في وصول لقاحات القطاع الخاص"، مشيراً الى الجدل حول لقاح "استرازينيكا"، مؤكداً أنّه "يجب أن يعطى لمن هم فوق الثلاثين وِفق رأي اللجنة الوطنية، وبناء على تقارير ودراسات طبية وعلمية من الدول الاوروبية وخاصة بريطانيا التي استخدمته اكثر عدداً ومدة، ولذلك لا لزوم لاعطائه لمن هم دون الثلاثين ويجب اعطاؤهم لقاح آخر".
وأوضح البزري "أنّ نسبة الصيداويين المسجّلين في المنصة الرسمية ما زال قليلاً جداً، وادعو ابناء المدينة ومنطقتها واخواتنا في المخيمات الى التسجيل لانه الخلاص الوحيد من الجائحة"، وقال "ليس هناك دليل على وجود السلالة الهندية من فيروس "كورونا" المستجدّ في لبنان، والمعلومات تشير إلى أنّ هذه السلالة قادرة على الإنتشار السريع، ولكن حتّى هذه اللحظة ليس هناك ما يؤكّد أنّ عوارضها أكثر شدّة"، معرباً عن إعتقاده بأن اللقاحات ستبقى فعّالة في مواجهة هذه السلالة.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/45251