إرحموا صيدا وأهلها
|
بقلم الشيخ جمال الدين شبيب: كأنه مفروض على هذه المدينة المجاهدة الصابرة صيدا أن تدفع ثمن عنفوانها ووقوفها في وجه المحتل الاسرائيلي . كيف تمكنت مدينة صغيرة بحجمها من إذلاله وطرده خائباً . يجب أن تدفع الثمن ولو بعد سنوات طوال.. كل ذنبها أن جذوة المقاومة انطلقت من شوارعها وعلى يد أبنائها. لذلك يجب أن تُذل وتستدرج إلى الفتنة وتكون عنواناً لمنظر بئيس ومخجل شاهده الصيداويون بالأمس .. مسلحون ينتشرون وقطع للطرقات وأجواء مشحونة بأزيز الرصاص وأصوات القذائف..إنها الفتنة!! هل يمكن لمشكلة أو حادث فردي أن يتطور بهذه السرعة .. يسقط شهيد وجرحى وتخرب ممتلكات .. هو أمر معيب ترفضه صيدا ولا تريده .. ولا يقبل به إنسان فكيف إذا كان صاحب دين أوعقل أو خُلُق.. لغة التحريض والإشكالات الأمنية المتنقلة هي البداية دائماً ، ثم تتراكم الأمور وتكبر وتكبر من أجل لا شيء تُهدر الدماء وتقطع الطرقات وينتشر الرعب المسلّح .. ولولا لطف الله تعالى .. وحكمة ووعي أهل المدينة وقواها الحية .. والتزام كل الغيورين بضبط النفس وحرصهم على أمن المدينة واستقرارها والمبادرة الكريمة المشكورة لسماحة المفتي الشيخ سليم سوسان والعلماء وتدخل الجيش قبل تفاقم الأمور وفلتانها .. لكانت الخسارة أكبر بكثير.. ماذا يعني أن تمتد يدك بالقتل لأخيك..؟ هذا يعني أنك خرجت من إنسانيتك وأصبحت وحشاً ضارياً - أعاذكم الله من ذلك - .. هل يستفيد الجميع مما جرى؟ فيحافظوا على مدينتهم ويجنبوها شرور الفتن. ويأخذوا بقوة على يد كل عابث أو أحمق أو مفسد أو جاهل .. فنصون مدينتنا وجهادنا وتضحياتنا وإنجازاتنا وأهلنا .. هذا ما نريده وتريده صيدا بكل أطيافها.. لأن "معركة" كهذه مخجلة ومقرفة والكل فيها خاسرون. نعم خاسرون.. لأن كل من يحارب أهله وعشيرته خاسر وخائب ولأجل أي شيء كل هذا التحريض والاحتقان والفلتان؟ من الرابح وكيف؟ ومن الخاسر بالله عليكم أخبروني..لا رابح إلا الشيطان ومن سار في طريقه.. ولم يسمع كلام الله ورسوله ويسعى في حقن الدماء وحفظ النفوس. أقول لأهلي وأحبائي إن مدينتكم أمانة بأعناقكم أرجوكم لا تقتلوها حباً .. ولا آثاماً ولا شروراً.. ما حصل بالأمس يجب أن لا يتكرر أبداً. أرجوكم إرحموا صيدا وكل لبنان وجنبوها الفتن وتجنبوا الخوض فيها فإن الفتن منتنة..منتنة .. منتنة.. كونوا فيها كابن اللبون لا ظهر فيركب.. ولا ضرع فيحلب.. وتذكروا أن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه.. وأننا جميعنا سنقف للحساب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى .. والعقل لمن كان له قلب خير رادع وكلام الله خير الكلام..(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) وصدق الله العظيم.
| |
|
صاحب التعليق: صيداوية |
|
التاريخ: 2013-06-21 / التعليق رقم [48216]: مقالة رائعة عسى ان يفهمها الجميع وان يرحموا صيدا واهلها ويبعدوا شر الفتنة عنا |
|