جمعية لنا المستقبل: المزج بين الهم الاختصاصي وبين الهم العام
جمعية لنا المستقبل من الجمعيات التي تهتم بالاطفال ذوي الإعاقة، لكن ذلك لم يمنعها من الاهتمام بقضايا مدينة صيدا العامة من خلال موقعها في امانة سر تجمع المؤسسات الأهلية. واذا كان معظم الوافدين الى المدينة عاد الى أماكن السكن الأساسي او مناطق قريبة منها، فان ذلك لا يعني عدم تسليط الضوء على الجمعيات والمجموعات التي لعبت دوراً مميزاً خلال فترة النزوح.
يقول رئيس الجمعية جان مخول:" قبل عام وأكثر عملنا في تجمع المؤسسات الأهلية على إعداد خطة الطوارىء واعداد اللجان وتوزيع الادوار وتمكين فرق العمل لتنفيذ الخطة التي اعدت بحرفية وتميز بسبب تعاون الجميع واستخلاص الدروس من التجارب والحروب السابقة، وكان قرار التجمع التنسيق والتكامل مع جميع المعنيين، والعمل ضمن غرفة عمليات خلية ادارة مخاطر الكوارث والازمات - بلدية صيدا".
وماذا عند 23 أيلول 2024؟
يجيب مخول:" في ذلك اليوم بدأنا العمل في غرفة العمليات، وقمنا بالمهمة التي تعتبر من الأصعب في هذه المرحلة وهي الإستقبال والتحويل الى مراكز الايواء، حيث كان فريق العمل جاهزاً لمواجهة هذا التحدي الكبير بأفضل الطرق تحت سقف كرامة الانسان واحترام خصائص الأفراد، والتواصل الايجابي، وقد نجح الفريق في هذه المهمة".
ويضيف مخول:"بعد ذلك كلفنا بالعمل ضمن لجنة الدعم النفسي الاجتماعي، لمتابعة العمل الميداني الذي يقوم به عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات الدولية. بدأنا بعقد الاجتماعات المتخصصة، وإعداد الآليات حتى نحقق افضل مستوى ممكن في هذا الملف الهام، الا اننا لم نستكمل هذه المهمة بسبب وقف اطلاق النار وعودة معظم الاخوة النازحين الى قراهم وبلداتهم".
اذا كان هذا الدور لعبته الجمعية على الصعيد العام، فكيف تصرفت على صعيد عملها الاختصاصي؟
يوضح مخول الامر بالقول:" منذ بداية الأحداث تواصلنا مع أهالي الاطفال المنتسبين الى برامج الجمعية والموجودين في مناطق مختلفة من الجنوب، لنكتشف ان عدداً كبيراً منهم قد نزح الى مناطق أخرى من صيدا وصولاً الى عكار، وهم يعانون من أوضاع صعبة. وبعد التواصل مع الاصدقاء في لبنان والخارج استطعنا تأمين بعض المساعدات للأطفال والأهل وخصوصاً الاحتياجات الأساسية من الادوية والمواد الغذائية والحفاضات، الى جانب مبالغ مادية متواضعة جرى ايصالها عبر مراكز التحويل، كما جرى تأمين وبمساعدة من المؤسسات والجمعيات الزميلة، الفرش، الحرامات، الحصص الغذائية وحصص النظافة، وقد استفادت من هذه المبادرة معظم العائلات المنتسبين الى الجمعية.
كما وضعت الجمعية امكاناتها المادية واللوجستية، والامكانات الشخصية للمسؤولين فيها في خدمة العائلات المقيمة في منازل، حيث تم تأمين احتياجات المطبخ، الاسرة وغيرها".
ولم تقتصر تقديمات الجمعية ومساعداتها على ذلك بل تم تأمين الكراسي المتحركة وفرش الماء والهواء وغيرها من الوسائل المساعدة للاشخاص ذوي الاعاقة وذلك بدعم من الجمعيات الزميلة.
هذا وعملت الجمعية أيضا عن بعد ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعي مع الأطفال وعائلاتهم على المستوى النفسي والاجتماعي حيث كانت الجلسات مساحة للتعبير والأمان والفرح والسلام.
كما لا بد من التنويه ان الجمعية لم تتوقف خلال فترة الحرب عن تقديم الجلسات العلاجية لمن استطاع الوصول إلى المركز (العلاج الفيزيائي - العلاج النفسي - علاج النطق والاعلاج الانشغالي).
وعلى صعيد التعاون، قدمت الجمعية احد مراكزها ليستثمر من بعض المؤسسات الدولية في تقديم الخدمات الطبية واللوجستية وغيرها.
ويختم مخول:" في الفترة الأخيرة عمل فريق عملنا في ستة مراكز ايواء لاحصاء الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الاعاقة الشديدة، بهدف إعداد البرامج المناسبة لهم، إلا أن هذا الخطوة لم تستكمل بسبب عودة الاخوة النازحين الى قراهم.
والان بعد وقف إطلاق النار، اعدنا مباشرة فتح مراكز الجمعية حيث استأنفت العمل في جميع البرامج، وعاد الأطفال الى مقاعد الدراسة حيث يجب ان يكونوا وبشكل طبيعي".
وفيق الهواري