ثريا حسن زعيتر: مكب نفايات الصرفند في مواجهة صرحين تربويين يواجه مشكلة مستعصية
|
الجنوب ــ مكتب "اللـواء" - ثريا حسن زعيتر: فتحت مشكلة مكب النفايات في صيدا الباب على مصراعيه أمام واقع الكثير من المكبات التي تعاني منها بعض المدن والبلدات اللبنانية·· وسلطت الأضواء على واقع النفايات الصلبة في لبنان، التي تأخذ منحنى تصعيدياً، وتكاد تكون مشكلة مستعصية الحل على الجميع: ادارة رسمية وبلديات وهيئات بيئية ومحلية· وعلى الرغم من أن مشكلة النفايات تستأثر باهتمام كبير، بعدما باتت الموضوع البيئي الأهم، والذي من شأنه أن يطال الجميع بشراً وأرضاً، إلا انه حتى الآن يُلاحظ غياب الخطة الإستراتيجية الرسمية لمعالجة هذه المشكلة في وقت تتكبد خزينة الدولة ما لا يقل عن 200 مليون دولار سنوياً للتخلص من هذه النفايات· ومن البلدات الجنوبية التي تعيش مشكلة النفايات يومياً بلدات منطقة الصرفند البالغ تعداد سكانها نحو 20 ألفاً، والتي تئن تحت وطأة مشكلة صحية وبيئية مزمنة تتمثل بمكب النفايات الذي تلقى فيه يومياً أكثر من 10 أطنان· "لــواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على هذا المكب وواقعه والخطر البيئي والصحي الذي يسببه· المكب وصرحان تربويان يقع المكب قبالة الطريق العام في ضهور الصرفند، وأنت تعبر هذا الطريق يطالعك المكب كأنه حاجز للوقوف سرعان ما تدرك انه جبل من النفايات يتصاعد منه الدخان، إذ كثيراً ما ضاق هذا المكب باثقاله فقذف غضبه ناراً مشتعلة حيناً، وروائح كريهة حيناً آخر·· وبينهما تتصاعد دوماً غازات تنذر بوضوح بأن صحة المواطن باتت في خطر· واللافت أن هذا المكب لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن صرحين تربويين في البلدة هما: الثانوية الرسمية والتكميلية، اللتان تضمان المئات من الطلاب ليطرح السؤال: ما هو مصير هؤلاء في وجه هذا الدخان المتصاعد؟ مع العلم أن حرق البلاستيك والإطارات المطاطية من شأنه أن يصدر "غاز الديوكسين" القاتل الذي يؤثر على جهاز المناعة، ويؤدي إلى أمراض كثيرة لمن يتنشقونه غصباً أو طوعاً وقد أثبت إحصاء طبي أن الصرفند تضم أعلى نسبة من الأمراض الخبيثة قياساً على الجوار! كارثة بيئية وثلوت ويقول أبناء المنطقة أن المكب بات يشكل كارثة بيئية حقيقية أيضاً مع تمادي الإهمال، وغياب المعالجة وتتمثل بـ: ـ تلوث التربة: إن تحلل هذه النفايات يجعلها تدخل في باطن الأرض، وبالتالي فإن التربة لا تعود تصلح لأي شيء زراعياً· ـ دخول المواد المحللة إلى باطن الأرض: ومن شأنه أن يلوث المياه الجوفية، والجميع يعلم أن الصرفند تعتمد بأغلبيتها على المياه الجوفية للشرب والري وغير ذلك من الإستعمالات· ـ تلوث الهواء: والذي بات أسير الميكروبات التي تدخل صدور الكثير من المواطنين، والتي من شأنها أن تؤدي الى أمراض خطيرة، بل مميتة· سليم خليفة وأوضح رئيس "جمعية شعاع البيئة" المهندس سليم خليفة أن الأمر الخطير في مشكلة المكب، هو عملية حرق النفايات، التي تتم على شكلين مختلفين: - إما نتيجة للغازات التي تنبعث منها مع تفاعلها في الهواء· - وإما بطريقة مفتعلة من قبل البعض، وهذه الحرائق تأخذ ما هو أمامها من تلك النفايات التي تزرع عند حرقها الميكروبات في أجساد المواطنين لتفتك بها ما يؤدي إلى الموت· وقال خليفة: هناك نفايات المستشفيات والتي تؤدي في حال احتراقها إلى تسمم الجهاز العصبي، وضرر بالدماغ والكلى والرئتين، وإلى خلل في الجهاز التنفسي، وخصوصاً أن هذه النفايات تحتوي على "الزئبق" و"الكادميوم" و"الكروم"، وكذلك بقايا اللحوم الناتجة عن المسالخ سواءً الجماعية أو الفردية والكثيرة في الصرفند، وكلها تصب على رأس ذلك الجبل الذي لم تعد تعرف ترابه من نفاياته· وأضاف: نعلم بأن البلدية لا تستطيع بإمكانياتها المتواضعة أن تتخلص نهائياً من هذه المشكلة، إنما عليها ولها دور فعال في هذا المجال من شأنه التخفيف من وطأة المشكلة وحدتها، إذ أنها تستطيع أن تفرز هذه النفايات، وأن تمنع أحتراقها أو حرقها، إضافة الى وجوب وضع مستوعبات للنفايات، إذ أن نفايات المنازل والمحلات تبقى على الطرقات مكشوفة إلى حين إزالتها بواسطة عمال النفايات· وختم خليفة متمنياً على البلدية وقف جمع النفايات من المستشفيات، فسيارة البلدية تدخل الى أي من المستشفيات وتجمع النفايات السامة منها، وترميها في المكب، في الوقت الذي يجب فيه على المستشفيات أن تعالج نفاياتها في أماكن خاصة وأفران معدة لذلك··· وكذلك معالجة نفايات اللحوم (المسالخ)، وذلك عبر تحويلها الى مواد تكون صالحة·
| |
|
|