حلمان جنوبيان لم يتحققا ·· وآخر يُبكي
|
صيدا - اللواء: رحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي قلبه غصة على أحلام لم تتحقق، كان يسعى إليها بقلبه وجهده وماله، ومنها افتتاح مسجد والده المرحوم الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، الذي شارف على الإنتهاء حيث كان من المقرر أن يتم تدشينه، وتأخر لانجاز بعض الأشغال المتعلقة بالتشطيب النهائي· في آخر زيارة له خلال احتفال تأبين رئيس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" - صيدا الراحل سامي البساط 17 كانون الأول 2004، عرَّج الرئيس الحريري على المسجد كعادته كلما زار مسقط رأسه صيدا، قرأ الفاتحة عن روح والده الحاج بهاء الدين الحريري مع شقيقيه النائب بهية وشفيق ونجله بهاء الدين· وقد اطلع من شقيقه شفيق على المراحل الأخيرة للأعمال الجارية· وتساءل عن المدة الزمنية المتبقية للتدشين·· وكان حلمه أن يدشنه شخصياً، ولكن جريمة الإغتيال البشعة خطفت حلمه قبل أن يكتمل· كذلك كان الرئيس الحريري يأمل أن يتحقق مشروعه الإقتصادي الكبير في صيدا، وهو انشاء مرفأ حديث وعصري، يكون الأهم في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط·· وكان يتريث في تنفيذه انطلاقاً من رغبته في عدم ادخاله في "البازار" السياسي، حيث كان يهدف إلى أن يعيد لصيدا حركتها الإقتصادية وانفتاحها على العالم، وتفعيل الدورة الإقتصادية وتشغيل اليد العاملة·· لكنه مضى ولم يرَ الحلم يتحقق·· ·· وحلم آخر بكى عليه الرئيس الحريري·· هو "مشروع منشآت كفرفالوس" التي فتكت بها آلة الاحتلال الإسرائيلي وعملائه اثر اجتياح العام 1982، ولم يدم طويلاً·· ويروي مقربون من الرئيس الحريري، أنه دمعت عيناه ببالغ التأثر حين شاهد الصور التي وصلته عن منشآت كفرفالوس، وكيف تحولت إلى مبانٍ مهدمة ومهجورة، بعدما كان يريد منها أن تكون أهم مشروع صحي وجامعي في لبنان والشرق الأوسط·
| |
|
|