عام مضى على رحيلك المبكر، وقد سحّ الدمع في العينين، حزنا وألما | بقلم الصحافي أحمد الغربي
محمد ضاهر "ابو مصطفى" رجل احببناه وافتقدناه، ثمة صعوبة في الحديث عنه، وكيف نخاطبه بصيغة الفعل الماضي "كان"، وهو الذي لم يبرح الميدان رغم رقاده الأبدي قبل عام.
كنت يا أبا مصطفى، معمدان صارخ في برية "احلامنا" التي اغتالها ويغتالها كل يوم شذاذ الأفاق ولصوص الهيكل والقتلة المجرمون في الوطن المستباح. ورغم الليل اللبناني والعربي الحالك الظلام والنكاسات والانتكاسات أبقيت على أمل، وبقيت مستبشرا بغد لبناني أغر قشيب!!!
انت الفعل المستمر والدائم الحضور رغم الغياب، كما عهدناه دوما طاقة محركة منذ سبعينيات القرن الماضي في العمل الطلابي الى أخر "مواجهاتك"، لم تهن، لم تتردد، ولم تتأخر عن واجب ...والأهم لم تتلون في زمن الانكفاء والردة.
بك حيا، وبك ميتا، عرفنا طهر القضايا التي امنت بها وفي مقدمتها قضية فلسطين والمقاومة والصراع مع العدو، وقضية العروبة، وقضية لبنان وشعبه وحربك على الطائفية والمذهبية، وحمل هموم المعذبين والمغلوبين على امرهم، وأبيت الا ان تكون متقدما الصفوف لا تهاب المخاطر.
يا ابن هذا الجنوب العظيم ، يا ابن صيدا، يا ابن كفرمان ، يا ابن المخيمات الفلسطينية، كنت سيفا مستلا، مناضلا وثائرا وانسانا، ولسانا سليطا لا يخاف في قول الحق لومة لائم.
في ذكراك يا طيب الله ثراك، ورود على رمسك...و أفاء الله عليك برضوانه.
الصحافي أحمد الغربي