الشهاب: دعم نهضتنا الصناعية لحماية الإقتصاد الوطني!

في لبنان - يا حضرات - حيث منابت الخير للحياة اللبنانية.. صناعة من شأنها إحداث تطوَّر كبير في حياة المزارع اللبناني حيث نتائجها مضمونة، وفوائدها جمَّة، هي زراعة الشمندر التي تستخدم في صناعة السكر فاتحة أمام اللبناني! أمام المزارع والتاجر وكل المواطنين مجالاً واسعاً لتأكيد الإستقرار، وبعث نشاطات الإنتاج المؤمن للخير العام، والمضيف إلى دعامات النهضة الإقتصادية الصناعية في لبنان، دعامة جديدة قوية! هذه الزراعة وصناعة السكر التي تعتمد عليها يمكن أن تحملها خطوات.
أولها المصنع مع إستمرار الدرس والتأمل في حقائق الهدف (وليد الحاجة اللبنانية إلى إنتاج للسكر) ليحمل الخير إلى لبنان! حتى إذا إنقطع مورد الخارج من السكر كانت صناعتنا اللبنانية من الأرض اللبنانية الخيَرة ما يؤمن حاجاتنا ويغنينا عن الخارج.
وبهذه الروحية إفسحوا المجال أمام اللبنانيين للمشاركة بالجهد الكبير من شأنه أن يساعد كثيراً على تصنيع البلاد التي (بادت ملحة) بعد أن أكدت الأحداث أن الإعتماد على الحركة التجارية وحدها لا يكفي لدفع العجلة الإقتصادية في طريق النجاح.
من هنا؛ ومن الحيَّز النظري معتمد على التوجيه الرسمي وعلى تشجيع المواطنين بإعداد العدَّة لبعث زراعة الشمندر أكثر في لبنان مع الإرشادات وكل التوجيهات التي تستلزمها هذه الزراعة.
والشمندر يزرع في لبنان على نطاق ضيق جداً لا أثر له في الحياة الزراعية، يمكن أن يصبح من الزراعات الرئيسية وأن شركات مصانع السكر تشتري الإنتاج سلفاً تشجيعاً منها لتحسين هذه الزراعة وتعميمها.
أما المنطقة الصالحة لزراعة الشمندر فهي منطقة البقاع التي يؤكد الخبراء أن محاصيلها من الشمندر ستبلغ في سنوات مقبلة نحو آلاف وآلاف الأطنان ممَّا يخفف وطأة الدين على المزراعين ويساعدهم كثيراً في ضمان الإستقرار الذي يفسح زيادة كميات الإنتاج – وكلنا - يعلم بأن زراعة الشمندر تبدأ في أوائل كانون الأول أما جنى المحاصيل فيبدأ في شهر آب ويستمر حتى نهاية السنة.
هذا؛ وإن مصانع السكر هي أهم صناعة عرفها لبنان خصوصاً وأنها تساعد كثيراً في تقوية ودعم صناعات عديدة أخرى، لذلك يقتضي حماية صحيحة لمصانع السكر كي تتمكن من تأمين مقطوعية لبنان وعلى المضي قدماً من تزويد السوق بكل ما يحتاجه من السكر.
إن القول بتخفيف الحماية عن الصناعات الوطنية ضرب من الإعتباط يبلبل الإتجاه الإقتصادي السليم ويقتل الزحم الذي يرافق حالات الإنتاج الناشيء.
من هنا - يا حضرات - حماية الصناعة، قاعدة أساسية إذا كنَّا فعلاً نريد لنهضتنا الإقتصادية أن تشق طريقها إلى النمو والإزدهار المستمرين وحين نقول بوجوب حماية صناعية فإننا نفهم بذلك أن هذه الحماية هي قبل كل شيء حماية لليد العاملة، للخبير اللبناني، والمهندس اللبناني وحماية المستهلك بصورة عامة وعلى هذا فإن الجهة المسؤولة مدَّعوة (اليوم) لتوجيه هذه الحماية بما يتوافق ومصلحة الإقتصاد اللبناني حيث تبعث الخير والسعادة والإستقرار لمختلف فئات الشعب اللبناني.
والذي يشجعنا كثيراً - يا حضرات - على القول بالمستقبل الأفضل الذي سيجعل مصانع السكر اللبنانية تصب كل جهودها على تنمية زراعة الشمندر.
هذه الزراعة التي ستحدث إنقلاباً في حياة المزارع اللبناني بما ترفع له من مستوى يليق به ويجعله يندفع بقوة إلى تحقيق ما تحتاجه بلاده فيصرف أفكاره عن الهجرة ويجهد إلى جعل أرضه تفيض بالخير والثروة.
إن صناعة السكر لجديرة بإهتمام الحكومة بها وتشجيع المواطنين إليها لحماية الإقتصاد الوطني وهذا ممَّا يقوي في دعائم نهضتنا الصناعية.
@ المصدر/ بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا