الشهاب و(تكوين الأخلاق)!

أهم غايات الحياة تكوين الخلق!
المال يذهب ويجيء، والمنصب يحويني يوماً ويخلو مني يوماً، يزايلني بالسن أو الإقالة أو المرض، التجارة تروج يوماً وتكسد يوماً، الزراعة تقبل عاماً وتدبر عاماً، وكل عزيز في الحياة إلى فراق، صحة البدن تضمحل، ونور العين يقل، وسمع الأذن يثقل، وإنما الذي يلازمني دهري كله، في يقظتي ومنامي، في وحشتي وأنسي، في شدّتي ورضائي، في صحتي ومرضي، في محياي ومماتي.. هو هذه السمة اللطيفة العلوية نسميّها الخلق!
لذا نحن نريد في أيامنا هذه حركة قوية تتجه نحو إصلاح المجتمع ويرى أصحاب هذه الحركة بحق أن ناحيتيَّ الإقتصادية والصحة أجدر النواحي بالعناية!
فالبؤس في أفقر طبقاتنا رهيب مخيف والأمراض وأسبابها في أكثر مدننا وقرانا منتشرة فاشيَّة، وكل جهد يبذل لعلاج هذه الأفات المحزنة جهد مشكور وسعي مبرور!
لكن من وراء هذا كله تجب العناية بتكوين الأخلاق في العواصم والقرى، ولو إستعانت الدولة بعزائم الشباب المثقفين لجعلت من ألوفهم روادها وطلائع إصلاحها في كل مكان.
أيريد الشباب خلاصة كل هذه الكلمات في كلمتين: إذن فهما: أن يكون لكل صبية وشاب من صبايا وشباب لبنان المثقفين رأس يدبَّر، وعزم يصمَّم، ويد تنفذ!
وأن تعلم كل صبية ويعلم كل شاب من صبايا وشباب لبنان أن أغزر الناس حياة، أعمقهم تفكيراً في الأيام الصعبة، وأنبلهم شعوراً في الظروف الراهنة، وأصلحهم عملاً في الكفاية و في الدراية لحفظ السلامة.
@ المصدر/ بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا