عيد البشارة في زمن كورونا: قداديس بغياب كامل للمواطنين
لم يحتفل أهالي اقليم الخروب بعيد سيدة البشارة، وإقتصرت الإحتفالات بالعيد على إقامة القداديس الإحتفالية في الكنائس والأديرة، في حضور كاهن الرعية ورهبان وكهنة الأديرة لم يتجاوزوا الثلاثة اشخاص، وبغياب كامل للمواطنين.
ففي جون، ترأس الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب في كنيسة دير المخلص القداس، والذي لم يشهد أي حركة او حضور للمؤمنين، وألقى عظة قال فيها: "في هذه الأيام المثقلة بالهموم التي يعيشها العالم أجمع ونعيشها نحن أيضا، وكل واحد منا متوجس من المستقبل، ويشعر بالعجز أمام ما يجتاح عالمنا من وباء فتاك. لا بد لنا من العودة إلى الأساس، إلى الجذور، إلى صخرة حياتنا أي إلى يسوع المسيح، الذي حمل ضعفنا وعاهاتنا ليعطينا الشفاء الحقيقي. صحيح أن العالم بأجمعه، أقله في الظاهر، يعمل لمحاربة هذا الوباء والحفاظ على الحياة".
أضاف: "إن هذا الوباء ذكرنا بقيمة الحياة، الحياة ليست سلعة نشتريها ونبيعها، الحياة ليست وقتا للعمل والربح والذهاب والإياب فقط، الحياة هي قيمة أعطانا إياها الله لكي نصل إليه من خلالها. وإذا كنا اليوم نسير في ضباب، لأن هدف الحياة في العالم قد تغير، فلم يعد الله هدف حياتنا. إن هذا الوباء ينبهنا إلى أننا لسنا خالدين، بل زائلين مع زوال حياتنا عن هذه الأرض إن لم نكن متحدين بخالقنا."
وتابع: "في هذه الظروف يكثف المؤمن صلاته، يتحد أكثر فأكثر بربه وبأخيه الإنسان، إن هذا الوباء أعادنا إلى إنسانيتنا وحطم الجدران التي بنيناها بين بعضنا البعض. ويدعونا إلى التضامن الأخوي وتقوية الحس الإنساني تجاه إخوتنا المرضى والمعوزين. بالطبع هناك مأساة تصيب البلدان والشعوب والبشر، هناك ألم ومعاناة، ولكن في الوقت عينه هناك تضامن وتضحيات وعطاء لا مثيل له".
وختم: "مع عيد بشارة العذراء مريم، نتقوى بإيماننا المسيحي ورجائنا المريمي، ونستبشر الخير مع كل إشراقة أمل".
كما أقيمت قداديس العيد في أديرة وكنائس الاقليم، اقتصرت على حضور رهبان وكهنة الأديرة والكنائس بشكل محدود جدا.