الشهاب في الإنتفاضة! والإستقلال في الخطاب!!

يخال لي أيها الشباب و الشابات في ساعات التأملات الفكرية أن إنتفاضتكم الحاليّة ما هي إلاَّ وحي من روح الإستقلال! و أنتم تهتفون (كلنا للوطن)! و الوطن ينصت لكم ليسمع قسمكم الحازم بجدَّ! الرصين بحكمة و ثبات!...
فسيروا أيها الشباب و الشابات في الإنتفاضة كما تسيرون في ذكرى الإستقلال! رافعين علم الوطن بشرفٍ عظيم! ملتفين حوله بشرف عالٍ! و إلى شرف كبير في إنتفاضتكم التي تنطلق بمبدأ الإستقلال! بإعلان، فتأكيد، فتكرار، إلى حد أن نضحي جميعاً في سبيل إنتفاضتكم الحياة كاملة و إلى منتهاها في مواجهة الظلم القاسي من (الحرمان الشرس والحرمان المفترس) الضارب في البلاد؟...
تلك الحالة - قديمة و جديدة - خطيرة و محزنة و هي في الواقع نتيجة الفساد الذي نعيش فيه و متفشياً في الوطن من ركون البعض إليه في اللامسؤولية؟ و قد غلبت عليهم الأنانية و حب الذات في إزدياد الثروات؟.. فصاروا لا يبقون على شيء، و لا يبقى ما هو جدير بالإهتمام إلا نفوسهم الصغيرة؟ يعرضونها في المناسبات؟ و المجتمعات؟ يحاولون أن يهدموا الحقائق؟ دون أن يلجأوا إلى ضمائرهم الالهية الطاهرة؟؟ و هم ينظرون الى الشباب و الشابات في انتفاضتهم الاستقلاية الكبرى!... و يقولون و ما أبسط ما يقولون أن تجمعات الشوارع لا حكم فيها؟ و الشوارع اللبنانية بالأمس هزت العالم في العرض المدني الإستقلالي! حتى قال مسيو دي ليو برالسي و هو منسق إجتماعات باريس 1 و باريس 2 و ... و ترجمة (إن فرنسا تنظر بكثير من الحب و الإعجاب بوحدة العيش المشترك للشعب اللبناني و تزاحمه في الشوارع مطالباً بالإصلاحات... إنه لشعب جريء و شجاع و محب جداً و هذه صورة جديدة لنا) و كذلك الإتحاد الاوروبي الذي يتابع مسيرة الإنتفاضة بدقة بالغة معلقاً و ترجمة (ان التماذج الروحي للشعب اللبناني كما نراه في الشوارع و الساحات حيث لا دافع لهم سوى الضرورة الإنسانية يليها الإهتمام بشؤونهم الداخلية و المحافظة على حقوقهم المقدسة.. و إنه لشعب عظيم كما نلفت أنظار العالم إلى هذا الشعب كم هو رائع)!
نعم! الإنتفاضة اللبنانية هي ثورة بيضاء في أوسع معاني الإنتفاضة! فهي مصدر الوحي للحركات الشعبية! و حركات الاصلاح! وليس أبلغ ما نشاهده في شوارع لبنان! و ليس أوقع ما في نفس اللبناني من أن يرى شعوره في التضامن الشعبي من أنه لبناني يذكر لدى العالم!
فالإنتفاضة و الإستقلال روح واحدة مهما تباينت في صفحات التاريخ، و الإنتفاضة ما هي إلاَّ حركة من حركات هذه الروح تستمر في تطورها لصون الإستقلال!...
و لا يكفي أن يعترف العالم بالإستقلال بل يجب أن نصونه في الداخل ليكون خير الوطن سنداً لنفسه!..
و اذا كان شعارنا في الإستقلال أن الحق قوة! فليكن شعارنا في الإنتفاضة أن القوة حق!! فالحق نور يضيء فيتوهج! و القوة نار تلهب فتتأجج!..
@ المصدر/ بقلم منح شهاب