عبد الحليم عنتر: معروف سعد ... نهجك أبدي
إن يوم السادس والعشرون من شباط 1975 هو ليس يوماً عادياً في تاريخ لبنان والأمة العربية. فقد دوى رصاص الغدر وأصاب كل فردٍ وطنيٍ وعربي شريف. رصاص الغدر الذي أطلقه مرتزق، جبان، قذر، على معروف سعد وهو على رأس مظاهرة شعبية مطلبية دفاعاً عن لقمة عيش الفقراء من عمال وصيادين والكادحين.
لم يكن يوماً عادياً عندما أراد الجبناء المتآمرون على هذا النهج إلغاء صوته وإنهاء تردداته، فاستشهد المناضل معروف سعد وغاب جسداً وبقي نهجه متجذراً ، وبقي روحاً وفكراً ينير درب المسيرة، يتواصل بعزم وتصميم بثوابت وطنية وقومية أرساها الشهيد معروف سعد إيماناً منه بالإنسان وحريته. تابع المسيرة كل الشرفاء الحريصين على النهج، حفظوها برموش العيون ورجاحة العقل رغم الجراح والصعاب، قادوا السفينة إلى بر الأمان.
لقد ناضل الشهيد معروف سعد لتحقيق العدالة الاجتماعية بما يليق بكرامة الإنسان، ويوفر له الطبابة والتعليم والصحة والثقافة والعيش الكريم.
وترك إرثاً عظيماً لا يمحى ولا يزول، وتربت على نهجه الإنساني الأجيال مستمدة من أخلاقه كل معاني الوطنية والتمسك بالمبادئ والقيم الرفيعة والانتماء للوطن، حتى أصبح الشهيد معروف سعد رمزاً ومدرسة في تعلم القيم والأخلاق والخصال الحميدة، كما أصبح نهجاً مجسداً للحلم العربي والقومي والأمل التي تنتظره الأجيال.
لقد كان سداً منيعاً في وجه سياسة الأحلاف والالتحاق والتبعية المطلقة للاستعمار وأذنابه.
إستدرك مبكراً خطر الصهيوني على فلسطين، فتصدى له بكل قوة للحفاظ على فلسطين، فكان على رأس المجاهدين في ميادين وروابي فلسطين.
السادس والعشرون من شباط هو يوم وطني حولته الجماهير المستنيرة بنهج معروف سعد وقالت بملئ الحناجر وبصوت واحد:" نعم لحامل الراية .. نعم لنهج معروف وأبو معروف.. نعم للاستمرار بنهج معروف المقاومة، والتنمية والصمود.. نعم للسياسة الحكيمة والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية التي أرسياها معروف وأبو معروف.. نعم وألف نعم للأمين على النهج والثوابت الدكتور أسامة.."..
في الذكرى 43 لاستشهاد القائد معروف سعد نؤكد على الحفاظ على مبادئه ونهجه أبد الدهر ما حيينا، وأن يكون فكره مشعلاً ينير دربنا ودرب الأجيال الواعدة.
@ المصدر/ بقلم عبد الحليم عنتر