صيدا سيتي

‎عامر نحولي ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط 30 تحت 30 لعام 2025 إدارة السمعة مسؤولية وطنية... من يدير سمعة الدولة؟ علي حسن جبيلي (أبو حسن) في ذمة الله تيسير عثمان البساط في ذمة الله بمناسبة رأس السنة مطعم ريماس عملك مفاجأة الحاجة فاطمة سليمان اليمن (أرملة صالح عنتر) في ذمة الله نعمات فرحات فرحات (أرملة بدوي الطويل) في ذمة الله أحدث العروضات الشهية عند قرمش Broast في صيدا كادو غملوش يكتب التاريخ بموسوعة جينيس: شراكة استثنائية لصناعة الفرح في 12 ساعة! الحاجة حياة عبد الوهاب رمضان (أرملة الحاج حسن شريتح) في ذمة الله الحاج محمد حسن الشيخ حسين في ذمة الله نزار مصطفى محسن في ذمة الله فؤاد سامي القواس في ذمة الله مطلوب Graphic Designer & Social Media Specialist حملة تبرعات لفوج الدفاع المدني في جمعية الكشاف العربي الحاجة كلثوم ديب حجو (أم سامي) في ذمة الله مبادىء التلقين (11) - عندما يُقدم ChatGPT إجابة، كيف يقرر ما سيكتبه في الخطوة التالية؟ زورونا بالـ Kotob Store | شو ما كان اللي ببالك من أحدث التقنيات والإلكترونيات صارت أقرب إلك كيف تآكلت الدولة في لبنان؟ فؤاد السنيورة يروي المسار من الداخل حتى الانكسار توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين وزارة الصحة اللبنانية وشركة أسترازينيكا

العطاء الإلهي: اختبار القلوب وميزان النفوس

إعداد: المحرر - الثلاثاء 11 آذار 2025

إن العطاء من الله بحرٌ متلاطم الأمواج، ترفعه رياح الحكمة، وتُسيّره أقدار الامتحان، فليس كل عطاء تكريمًا، ولا كل حرمان تقصيرًا، بل هو ابتلاء في ثوب المنح، وامتحان يميز بين القلوب، فمنهم من يسمو، ومنهم من يهوى، ومنهم من يتيه بين بريق النعمة وظلمة الغفلة.

1- الشاكرون الواعون: أصحاب البصيرة النافذة

هم من أدركوا أن العطاء أمانةٌ، وأن النعمة ظلٌّ زائل، لا تدوم إلا بالشكر، ولا تزكو إلا بالإحسان. جعلوا أيديهم بواباتٍ للخير، وألسنتهم منابرَ للحمد، وقلوبهم سكنًا للرضا، فكان شكرهم عملاً لا قولاً، وإحسانًا لا ادعاءً. لم يزدد مالهم إلا سخاءً، ولم يزدد جاههم إلا تواضعًا، ولم يزدد علمهم إلا توجيهًا للحق والخير، فبارك الله لهم في العطاء، وأورثهم من النعم ما لا يُعدّ ولا يُحصى.

2- المتكبرون المغرورون: ضحايا الغرور والنسيان

سَكِروا بنعمةٍ زائفةٍ، فظنوا أنهم بها خالدون، وتوهموا أن ما أوتوا هو نتاج عقولهم وسواعدهم، فتعاظمت نفوسهم حتى حجبتهم عن رؤية الحقيقة، فانطلقوا بين الناس استعلاءً، وأعرضوا عن الحكمة استخفافًا. حتى إذا ما دارت عليهم رحى الأيام، واشتدت بهم الخطوب، وجدوا أنفسهم فرادى، لا ناصر لهم ولا معين، فزلزلتهم الأقدار، وبدّدت أحلامهم كأن لم تكن.

3- الجاحدون الناقمون: أصحاب القلوب المعتمة

هؤلاء أُغدق عليهم من النعم، لكنهم لم يُبصروا إلا العوز، ولم ينظروا إلا إلى ما ينقصهم، فأظلمت قلوبهم بالسخط، وانطمست بصائرهم بالجحود. لا يسعدون بما أُعطوا، ولا يشكرون على ما امتُحنوا به، يَرون الخير في أيدي غيرهم، ويرون البلاء في كل ما لديهم، فأصبحوا في عيشٍ ضنك، وإن وسّعت عليهم الأقدار، فحُرموا بركة العطاء، وعاشوا في قلقٍ لا يهدأ، وحسرةٍ لا تنقضي.

4- المسرفون المفسدون: حين تكون النعمة وبالًا

منحهم الله من فضله، فجعلوا عطاياه وقودًا للهوى، وميدانًا للفساد، فأسرفوا بلا وعي، وتباهوا بلا إدراك، حتى أغرقوا أنفسهم في ملذاتٍ زائلة، وأحاطت بهم لعنات الغفلة. لم يدركوا أن النعمة زائلة إن لم تُحفظ، وأنها حين تُستغل في غير موضعها، تتحوّل إلى نقمةٍ تفتك بصاحبها قبل أن يفطن لحقيقتها. فساءت خاتمتهم، وذهب عنهم البريق الذي خدعهم، وما بقي منهم إلا ذكرى تُتلى على أسماع المعتبرين.

5- المتزهدون الغافلون: حين يضيع الخير بسبب سوء الفهم

اعتزلوا النعمة لا زهدًا، بل عجزًا عن فهم مقاصدها، ورأوا في البعد عنها قُربى، مع أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده. فابتعدوا عن العطاء، ولم يسعوا إلى تسخيره في الخير، فتاهوا بين خوفٍ غير مبرر، وقصورٍ في الفهم، فكان زهدهم حرمانًا، لا تقوى، وخسارة، لا ورعًا. ولو أدركوا أن الزهد الحقّ هو استعمال النعمة فيما يرضي الله، لا رفضها، لكانوا من الناجين.

6- المتصدقون المصلحون: الذين جعلوا النعمة طريقًا للبر

أما هؤلاء، فقد جعلوا من العطاء ميدانًا للإصلاح، وحوّلوا النعمة إلى نورٍ يضيء ظلمات البؤس، فكان مالهم للضعفاء سندًا، وعلمهم للأمة مشعلًا، وجاههم للمظلومين درعًا. لم يأسرهم العطاء، بل أسروه في خدمة الحق، فكانوا أعمدةً للبذل، وجسورًا للعطاء، حتى كُتبت أسماؤهم في سجلّ أهل البر والخير، فحُفظ ذكرهم، ودامت بركة أعمالهم، لأنهم أدركوا أن النعمة مسؤولية قبل أن تكون متعة، وأن البذل أعظم لذةٍ من الأخذ.

العطاء بين الامتحان والمصير

ليس كل من أوتي نعمةً قد كُرّم، ولا كل من مُنع قد أُهين، وإنما هي أقدارٌ تمتحن، وحكمٌ تتجلى، فمن شكر فاز، ومن كفر هلك، ومن أسرف ابتُلي، ومن أصلح نال البركة.

"لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" (إبراهيم: 7).

فيا أيها الإنسان، كن من الشاكرين، ولا تكن من الجاحدين، فالعطاء ميزان، والشكر مفتاح، والسعيد من وعى الحكمة قبل فوات الأوان.

إعداد: إبراهيم الخطيب 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1010662271
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة