وفيق الهواري | كيف ترى صيدا عام 2030؟ (5)
نتابع نشر آراء عدد من المواطنين، إذ من المرجح أن تُجرى الانتخابات البلدية هذا العام، بعد تمديد المجالس البلدية لثلاثة أعوام متتالية لأسباب مختلفة. وفي مدينة صيدا، يوجد مجلس بلدي مستمر منذ 15 عامًا، أي على مدى دورتين متتاليتين، حيث جرى في الدورة الثانية تبديل بعض الأعضاء، لكن المجلس البلدي استمر في سياساته العامة و"إنجازاته"، التي عبّر عنها من خلال كتابين أصدرهما عام 2016 وعام 2022.
واليوم، ونحن على مشارف انتخابات جديدة، من الضروري تسليط الضوء على آراء عدد من المواطنين المهتمين بأوضاع المدينة. هذه الآراء متنوعة وتعكس رؤيتهم لصيدا عام 2030، إضافةً إلى الشروط الواجب توفرها لتحقيق هذه الرؤية التنموية.
محمد المجذوب: صيدا المزدهرة سياحيًا وتعليميًا
يقول المواطن محمد المجذوب: "أتمنى أن تشهد المدينة في عام 2030 اقتصادًا نشطًا ومزدهرًا، وأن تكون صيدا مدينة سياحية بامتياز، مع تأمين جميع مستلزمات ذلك، من فنادق ومطاعم وخدمات سياحية. كما أتمنى أن تنعم بمستوى تعليمي أفضل، خصوصًا أن صيدا عُرفت بمستواها التعليمي العالي في سبعينيات القرن الماضي. كذلك، آمل أن يكون الوضع الصحي والنظافة العامة أفضل مما هو عليه الآن، مع تقديم تسهيلات للصناعات الحرفية، وضبط الأمن بشكل أكثر فعالية للحدّ من الفوضى المنتشرة حاليًا".
ويضيف المجذوب: "أوافق على أن يكون هناك مجلس بلدي مؤلف من 21 عضوًا، على أن يكون ثلثهم على الأقل فاعلًا، فهذا سيكون أفضل مما هو قائم حاليًا، ويفتح الباب أمام تشكيل مجلس بلدي متجانس، فاعل وناشط، وليس مجرد وسيلة لتقسيم المصالح بين الأطراف. كما أنني أرى ضرورة وجود لجنة متخصصة للسياحة، إلى جانب حل جذري لمشكلة النفايات".
ومع ذلك، يستدرك المجذوب قائلًا: "لكن ما تسأل عنه واقعيًا مؤلم، فأنا لا أتوقع أي تغيير نحو الأفضل، لأن التجارب التي مررنا بها تؤكد أن عملية التحضير والتحسين صعبة جدًا. وما أتوقعه عمليًا، وهو مختلف عما أتمناه، أن يكون واقع المدينة قريبًا مما هو عليه اليوم، مع ازدحام أكبر وتراجع اقتصادي، إنتاجي، صحي، ثقافي وتعليمي".
أماني أبو زينب: صيدا المستدامة والمتوازنة
تقول المواطنة أماني أبو زينب: "أرى صيدا عام 2030 مدينة تملك خطة واضحة للتنمية المستدامة، تشهد توازنًا بين العمران والمساحات الزراعية، وتعيد الاعتبار للمساحات الخضراء، وذلك ضمن خطة استراتيجية تربط بين مختلف ميادين الاقتصاد والاجتماع. كما أتطلع إلى أن تستعيد المدينة دورها التجاري الذي فقدته خلال الحروب الأهلية".
وتضيف أبو زينب: "أرى أيضًا مدينة تعمل على تأهيل مرفأ الصيادين وفق معايير علمية حديثة، وتكافح التلوث المائي، مع زيادة نسبة الأسماك في المحيط المائي. كذلك، من الضروري تأمين خدمات سياحية متكاملة، تشمل إقامة فنادق ومنتجعات بمواصفات تسمح للزوار من خارج المدينة بالإقامة فيها، مما يعني تحويل صيدا القديمة إلى مدينة سياحية بامتياز، مع تحويل الشوارع المحيطة بها إلى شوارع تراثية. كما أرى صيدا في عام 2030 مدينة تتمتع ببيئة نظيفة، انطلاقًا من معالجة فعلية للنفايات، وأعتقد أن مثل هذه المشاريع ستجذب استثمارات أجنبية".
وتؤكد أبو زينب على ضرورة "إنشاء مكتبة عامة، ومركز بحوث عام، وتأمين وسائل نقل عامة تخدم منطقة صيدا".
وترى أبو زينب أن "الوصول إلى هذه الرؤية يتطلب اعتماد اللامركزية الإدارية، ووضع خطة استراتيجية عامة، وتشكيل مجلس بلدي يضم اختصاصيين مستقلين، مع التأكيد على عدم تدخل الأحزاب السلطوية في عمله".
وفيق الهواري