وفيق الهواري | كيف ترى صيدا عام 2030؟ (2)
من المرجح ان تجري الانتخابات البلدية هذا العام بعد تمديد للمجالس البلدية ثلاثة أعوام متتالية لأسباب مختلفة، وفي مدينة صيدا، يوجد مجلس بلدي مستمر منذ ١٥ عاماً، اي على مدى دورتين متتاليتين، جرى في الدورة الثانية تبديل ببعض الأعضاء لكن المجلس البلدي استمر بسياساته العامة و"انجازاته" التي عبّر عنها من خلال كتابين اصدرهما عام ٢٠١٦ وعام ٢٠٢٢.
واليوم ونحن على مشارف انتخابات جديدة، نتابع تسليط الضوء على آراء عدد من المواطنين المهتمين باوضاع المدينة، وهي آراء متنوعة تعبر عن رؤيتهم للمدينة عام ٢٠٣٠ والشروط الواجب توفرها للوصول إلى هذه الرؤية التنموية.
وتجيب المواطنة كوثر القيسي بالقول:" لتكون لدينا مدينة متطورة ومتقدمة عام ٢٠٣٠، يستوجب ذلك وجود مجلس بلدي يعمل نحو مدينة أفضل ويسعى إلى تحقيق اهدافه، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات عديدة تعيشها المدينة، وعلى رأسها مشكلة جمع النفايات ومعالجتها، وإيجاد مساحة عامة للدراسة والثقافة وتدريب الشباب على الاهتمام بالشأن العام، من خلال ايجاد مركز شبابي ثقافي واجتماعي".
وتضيف القيسي:" الى جانب ذلك النجاح في تنظيم المدينة وإصلاح الطرقات وإيجاد مساحات خضراء آمنة. واي مجلس بلدي يريد أن يلعب دوره بشكل صحيح، عليه وضع خطة عامة للمنطقة وتقديم خدماتها بشكل عادل وتنظيم دفع مستحقات الخدمات، كما على المجلس البلدي المساعدة على بناء لجان أحياء تنسق مع البلدية حول احتياجات أحياء المدينة لتكون مدينة نموذجية وتعتمد على التمويل الذاتي من مقدراتها".
اما المواطن أحمد النعماني، فيصمت لحظات عند سماعه السؤال وينظر الى البحر قليلا ويجيب:" عام ٢٠٣٠ احب ان ارى مدينتي صيدا بصورة حلوة، تنعم بتنمية في مختلف المستويات، ومجلسها البلدي مستقل عن التنظيمات السياسية وأن من يتولى السلطة المحلية فيها يعمل من اجل المدينة وأهلها، لا يعمل من موقع سياسي فئوي، وبغض النظر عن أنتمائه السياسي. واحب ان تبقى صيدا عاصمة الجنوب وأن لا تتغير هذه الصورة وخصوصاً التفاعل الكبير الموجود بينها وبين أهلنا الجنوبيين والذين لديهم حيثية في تنمية المدينة.
انها احلى مدينة تاريخية لأنها تملك التراث المسكون اهلياً، كما أراها مدينة سياحية بعيدة عن التجاذبات السياسية وهذا الامر يحتاج إلى تنمية بشرية، اعرف انها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة وأن نسعى لتغيير الثقافة السائدة. واحب ان أشير هنا الى تجربة خاصة بي في العمل في صيدا القديمة وقد واجهت مشكلات ومتاعب بسبب وجود تغطية سياسية لبعض الاشخاص ما يعيق تحولها الى مدينة سياحية مستقلة".
ويبقى السؤال: كيف نصل الى هذا الوضع؟
يجيب النعماني:" للوصول إلى هذا الوضع علينا تأمين شروط عدة:
- الوصول الى مجلس بلدي يضم اختصاصيين مستقلين.
- خطة عمل متكاملة للمدينة، وتأمين مشاريع متكاملة وهنا تكتسب الواجهة البحرية الجنوبية أولوية مطلقة، ويعني المرفأ والارض المردومة ومعمل معالجة النفايات. واذا تم ذلك فإنه سيسهل المشاريع التنموية واعتقد ان العمل يجب ان يبدأ من الان، وأريد أن أشير الى ان رئيس البلدية يحاول العمل لكنه مكبل لانه لا يريد أن يغضب احداً من الاطراف السياسية".
وفيق الهواري