«لطائف الإشارات» للقشيري في ضوء نظرية السياق القرآني: صور تطبيقية
هذه مقالة علمية محكمة بصيغة pdf
الرجاء النقر هنا للتحميل والقراءة
فكرة البحث تفعيل نظرية السياق في التفسير لترجيح الأقوال المتعارضة أو ردِّ الشاذّ منها؛ وقد اتَّخذ كتاب: «لطائف الإشارات» للقشيري نموذجًا للدراسة، وذلك بالوقوف على بعض الأمثلة السياقية عنده، ومدى موافقتها للسياق بنوعيه المقالي والمقامي، وتكمن أهمية البحث من جهةِ موضوعِه بما تحويه لطائفه من إشارات رائقة، ولفتات نفيسة، فهو دراسة منهجية علمية عملية تكشف عن دور السياق لمعرفة مدى صحة الآراء التفسيرية عند القشيري ذي الميول الصوفية، وتتمثل إشكالية البحث في تطبيق نظرية السياق على «لطائف القشيري» مبيّنًا جوانب الخطأ والصواب فيها، ويهدف البحث إلى إبراز أهمية ضابط السياق في الكشف عن صحة منهج المفسر، وقيمته في تجلية معاني القرآن الكريم، لذا وقَفَ عندَ مفهوم السياق وأهميته وأنواعه، وأبانَ عن مظاهرِ الإجادةِ في اللطائف وتعزيزها، وتقويم ما جانَبَ الصواب منها، وقد اتَّبعتُ فيه المنهج الاستقرائي؛ بتتبع أقوال القشيري في تفسيره، ثم تحليلها بمناقشة هذه الأقوال وشرحها وتفسيرها حسب نظرية السياق، ثم نقدها لتقويم الآراء مع بيان الراجح منها، ومن أبرز النتائج أنّ إشاراته تعدُّ من التفسير الإشاري المقبول المغاير للتفسير الباطني المنحرف مع ما بدا فيها من مخالفات سياقية منهجية، وقد يُعتذر له أنها خوالج نفسية عابرة، فهو إِنْ فعّل السياق وسار على سجيّته العلمية دون عوائق، برزت لديه معالم ثقافته العلمية الرصينة، وإن جنَحَ إلى تغليبِ إملاءاته العقدية وإشاراته الصوفية، فقد يشطّ عن دلالة السياق، ويمكن القول بأنَّ إشاراته -بمنأى من مجموع كتبه- تنحو إلى اعتدال نسبي، يعود لطبيعة النشأة العلمية وأثر البيئة فيها، لذا يوصي الباحث بتكثيف الدراسات التطبيقية لنظرية السياق على ذوي الاتجاهات من أهل الملل والنحل.