0مقابلاتهام

قيادي بالجماعة الإسلامية في لبنان: إن وسع الاحتلال الإسرائيلي الحرب فنحن لها (مقابلة/فيديو)

نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود تحدث في مقابلة خاصة مع "وكالة أنباء تركيا"

أكد نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، أنه “لا استقرار في المنطقة طالما زرع العدو الإسرائيلي في منطقتنا (على الحدود اللبنانية الفلسطينية)، مشددا أنه “طالما نعيش على حدود فلسطين المحتلة ويوجد نظام نازي توسعي إجرامي وكيان مجرم (الاحتلال الإسرائيلي)، فنحن ندرك أنه يجب أن نكون دائما على استعداد لغدر ومكر هذا العدو”.

ولفت إلى أن “الجماعة الإسلامية في لبنان لا تريد للحرب أن تتوسع، ولكن إن توسعت فالجماعة لها وفي الميدان”، مشيرا إلى أن “من كان يظن أن العدو الإسرائيلي سيكتفي بفلسطين فهو واهم”.

وأكد أنه “من المعيب بل من العار أن يجتمع أهل الباطل على باطلهم وأن نترك نحن أهل الحق وأهل غزة لوحدهم، لذا كان لا بد من مساندة أهلنا في غزة وفق إمكانياتنا وقدراتنا، وفي نفس الوقت دفاعا عن لبناننا وجنوبنا وأهلنا وقرانا”.

كلام حمود، جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”، تحدث فيها عن “قوات الفجر” إحدى فصائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعن معركة “طوفان الأقصى”، إضافة إلى ملفات أخرى.

قوات الفجر

واستهل حمود اللقاء بالحديث عن “قوات الفجر”، مشيرا إلى أنها “إحدى أهم الفصائل المقاومة التي انطلقت بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وانطلقت تحديدا من مدينة صيدا (جنوبي لبنان)”.

وأضاف موضحاً أنه “عندما دخل العدو الصهيوني (إلى لبنان) عام 1982 واقترف المجازر والقتل والتدمير ـ كما يحصل الآن في قطاع غزة ـ وصولا إلى العاصمة بيروت، كان هناك ردة فعل طبيعية من أصحاب الأرض الذين يدركون أن هناك واجبا لتحرير الأرض من دنس الاحتلال، فانطلقت من مساجد صيدا دعوة  قادها في تلك الفترة الشيخ محرم العارفي رحمه الله، بوجوب التصدي للعدو الصهيوني، فانبرت مجموعة من الجهاز العسكري للجماعة الإسلامية بقيادة المسؤول العسكري في تلك الفترة وقائد قوات الفجر الشيخ جمال الحبال، وأطلقوا العمل المقاوم بوجه العدو الصهيوني”.

وتابع “في فترة وجود الاحتلال قامت قوات الفجر بعمليات تعتبر قياساً مع تلك الفترة الزمنية عمليات نوعية ضد المحتل، واستطاعت أن توقع به خسائر كبيرة، وفي نفس الوقت استشهد لقوات الفجر وللجماعة الإسلامية عدد كبير من الإخوة القادة وعلى رأسهم قائد قوات الفجر الشيخ جمال الحبال في معركة شهيرة حصلت في صيدا مع لواء غولاني (الإسرائيلي).. وكُنا للمرة الأولى نسمع بلواء غولاني، حيث كانت الماكينة الإعلامية النفسية الإسرائيلية تجعل من هذا اللواء وكأنه لواء فوق البشر”.

وزاد حمود قائلا “استطاع الشيخ جمال حبال وإخوانه محمود زهرة ومحمد علي الشريف، أن يخوضوا معركة استمرت لست أو سبع ساعات، قتل فيها العديد من جنود العدو، واستشهد الأخ جمال وإخوانه”.

وأضاف أنه “بعد هذه العملية بالتحديد، عُرف في صيدا أن هذا الجهاز المقاوم أو هذه المقاومة التي أذاقت اليهود في شوارع المدينة السم الزؤام، عُرف أن هذا الفصيل يتبع للجماعة الإسلامية.. حينها قام العدو الصهيوني بعملية اعتقال واسعة لكل من يمت للجماعة الإسلامية بصلة، فاعتقل الشيخ محرم العارفي ومعه الكثير من قيادات وعناصر الجماعة الإسلامية”.

ولفت إلى أن “الجناح المقاوم كان يأخذ طابع السرية، فلذلك بقي الكثير من الإخوة المقاومين الذين استطاعوا أن يبتعدوا عن أعين المحتل وعملائه، واستطاعوا البقاء وممارسة عملهم المقاوم إلى حين انسحاب العدو الصهيوني من مدينة صيدا.. وبعد الانسحاب لم تقف الجماعة الإسلامية مكتوفة الأيدي، لأننا نعتبر أن كل لبنان هو وطننا وليس صيدا فقط، وأصلاً كانت الجماعة الإسلامية منتشرة في كل المناطق اللبنانية ومن ضمنها القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة،  لذلك استمرينا بعملنا المقاوم حتى بعد انسحاب العدو الصهيوني إلى ما يسمى بالحزام الأمني، ثم إلى حين تحرير عام 2000 وانسحاب العدو الصهيوني (من جنوبي لبنان) إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وتابع “حاليا بقي هناك مزارع شبعا وتلال كفر شوبا التي نعتبرها نحن اللبنانيون أنها أراضي لبنانية، ولكن الصهاينة بمكرهم مع المجتمع الدولي يدّعون أنها أراضي مُختلف عليها في القانون الدولي إن هي لبنانية أو سورية أو ما شابه ذلك، ولكن نحن نعتبرها لبنانية وإن لم تكن لبنانية فهي سورية، ولذك فنحن معنيون بتحريرها، وإن لم تكن سورية فهي فلسطينية ونحن معنيون أيضا بتحريرها”.

لا استقرار طالما أن العدو الإسرائيلي موجود

وشدد حمود في اللقاء إنه “بما أننا نعيش على حدود فلسطين المحتلة وبوجد نظام نازي نظام توسع نظام إجرامي وكيان مجرم، فنحن ندرك أنه بالبعد الجيوسياسي لا استقرار في المنطقة طالما زرع هذا العدو في منطقتنا، فلذلك نحن أدركنا باكرا أنه يجب أن نكون دائما على استعداد لغدر ومكر هذا العدو الذي من أساس نشأته هو كيان توسعي على حساب أهل المنطقة فضلاً عن احتلاله أصلاً لأرض فلسطين”.

من كان يظن أن هذا العدو سيكتفي بفلسطين فهو واهم

وأضاف حمود قائلا “من كان يظن أن هذا العدو سيكتفي بفلسطين فهو واهم، إذ إن هذا العدو احتل فلسطين من أجل سرقة خيرات المنطقة والتوسع فيها، لأن عقيدته عقيدة توراتية تنادي بأرض إسرائيل من النيل إلى الفرات، وقد كُنا سابقاً نظن أنها مجرد شعارات ولكن الآن في حرب غزة تأكد للقاصي والداني أن هذا الكيان بالمتدينين فيه والعلمانيين فيه يستند إلى خلفية عقائدية توراتية مُحرفة بقتله لأبناء المسلمين والعرب ولسكان المنطقة، وقد أدركنا هذا الأمر، ولذلك حافظنا على جهازنا المقاوم قوات الفجر وعملنا على تطويره كمًا ونوعًا وفقًا للتطورات المتسارعة والتي نشاهدها في حربنا في هذه الأيام، حيث أن للتكنولوجيا دور كبير في هذه الحرب، ومن أجل ذلك حافظنا على هذا الجهاز، ولكن نظراً للظروف والوقائع الموجودة كان العمل على تنميته وتنمية قدراته ورفده بالخبرات والقدرات يأخذ الطابع السري غير المعلن”.

وذكر أنه “كان للجماعة الإسلامية مشاركة كبيرة خلال التصدي للعدوان الإسرائيلي عام 2006 على المناطق الحدودية اللبنانية مع فلسطين، مضيفا أنه “منذ تلك الفترة من 2006 حتى الآن، هناك نوع من حالة الهدوء على الحدود ما بين لبنان وفلسطين، ولكننا نحن حريصون دائماً على أن نكون على أهبة الاستعداد”.

مؤازرة أهل غزة واجب إنساني وشرعي

وقال حمود في سياق اللقاء “نحن لا نتمنى الحرب، وانطلاقا من هذه القناعة حافظنا على جهازنا المقاوم (قوات الفجر) وطورناه كماً ونوعاً وعددا وإمكانيات، استعدادا ليوم المواجهة التي نعتبرها حتمية مع مثل هذا الكيان، خاصة أننا نرى كيف أنه يحاول أن يستفيد من كل الوقائع الموجودة في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق مكتسبات سياسية ابتداءً من تفجير مرفأ بيروت والذي يوضع عليه مئة علامة استفهام عن دور الكيان الصهيوني في تفجير مرفأ بيروت، وصولاً إلى التمهيد لجعل مرفأ حيفا هو المركز الرئيسي للاتصال ما بين الشرق وأوروبا، وهذه كلها تؤكد أن هذا الكيان الصهيوني لا ينتظر أي مبرر للعدوان عليك وسرقة خيراتك”.

وأكد أنه “بعد العدوان على غزة والمجازر التي فاقت كل التصورات وحرب الإبادة الجماعية والمجازر ضد الإنسانية والدمار والقتل والعدوان الذي وصل إلى حد القتل بالتجويع، إضافة إلى أن هذه الجرائم لم تشهدها البشرية حتى في الحرب العالمية الأولى والثانية، ومن هنا كان لا بد ومن الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي والوطني أن نقف مع أهل فلسطين ونؤازرهم بما نستطيع من إمكانيات”.

العدو الإسرائيلي فقد هيبته ويعيش الأزمات

وشدد حمود أن “العدو الإسرائيلي يعيش أزمة ليست فقط عسكرية.. وما حصل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعملية طوفان الأقصى دمر ما يسمى بهيبة ومكانة هذا الكيان، فلذلك هذا الكيان الآن لا يستطيع أن يعيش بلا حرب ليحاول أن يُعيد شيئا من هيبته التي دُمرت، ومن مصلحته بعدما فشل في تحقيق أي من الشعارات التي رفعها في غزة: القضاء على (حماس)، القضاء على الأنفاق، تحرير الأسرى الصهاينة مع المقاومة، تهجير أهل غزة”.

وأضاف أن “كل هذه الشعارات التي رفعها لم يحقق أي منها سوى المجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء وتدمير غزة، فعندما لم يستطيع تحقيق أي شيء من هذه الإنجازات كان  مضطراً لاستكمال أو توسيع عدوانه لكي يحقق انجازا أمام شعبه، لأنه إذا ما توقفت الحرب الآن فهناك 3 قضايا تلازم هذا الكيان الصهيوني: أولها اعترافه بالهزيمة، الأمر الثاني أن الخلافات السياسية ستشتعل في الداخل الصهيوني ما بين الأحزاب التي ستلقي تبعات الهزيمة على بعضها البعض، وثالثها أن نتنياهو والمجلس العسكري لديه سيكونون في اليوم الثاني لتوقف الحرب في السجن، لذلك ليس من مصلحة الكيان الصهيوني أن تتوقف الحرب، فضلا عن أنه لا يحتاج إلى أي مبرر ليعتدي على لبنان كما فعل أعوام  78 و82 و93 و96 و2006، فهو عدو همجي توسعي مجرم، فكان لابد أن نتصدى لهذا العدوان على أرضنا، بعد أن سقط أو ارتقى نتيجة هذا العدوان المئات من الشهداء من المقاومين والعسكريين في الجيش اللبناني والصحافيين والإعلاميين والنساء والأطفال، فضلا عن تدمير البنى التحتية والمنازل كما يحصل في غزة، وبنفس الوقت كان لابد أن نساند أهلنا في غزة أمام هذا الإجرام”.

من العار أن يجتمع أهل الباطل على باطلهم وأن نترك أهل غزة لوحدهم

وتابع حمود قائلا إنه “عندما نرى أن العالم بأسره: الإدارة الأمريكية بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ومعظم الدول الأوروبية حشدت أساطيلها وطائراتها والدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي للكيان الصهيوني في وجه أهل غزة ومقاومة غزة التي تطالب بحقها في التحرر، فمن المعيب لا بل من العار أن يجتمع أهل الباطل على باطلهم وأن نترك نحن أهل الحق وأهل غزة لوحدهم، لذا كان لا بد من مساندة أهلنا في غزة وفق إمكانياتنا وقدراتنا، وفي نفس الوقت دفاعا عن لبناننا وجنوبنا وأهلنا وقرانا، فلذلك تصدت المقاومة الإسلامية (الجماعة الإسلامية) بجناحها المقاوم قوات الفجر للعربدة الصهيونية والعدوان الصهيوني، وقامت بالعديد من العمليات العسكرية على طول الجبهة اللبنانية، صدًا للعدوان ومساندة ودعمًا لأهلنا في غزة”.

وشدد أن “العمل العسكري والعمل الجهادي ومسيرة التحرير لها أثمان، وهذه الأثمان نحن نحسبها قرباناً إلى الله سبحانه وتعالى (يتخذ منكم شهداء)، فالشهادة بمفهومنا وعقيدتنا هي مرتبة عالية لا يصل لها أي إنسان، وهذه الأثمان ندفعها ونحن مدركون أننا ماضون في هذه الطريق، هذه الطريق هي عقيدة وليست مجرد موقف سياسي، هي عقيدة، هي رؤية سياسية للواقع اللبناني والعربي، أي  طالما أن هذا الكيان الصهيوني موجود ومزروع في هذه المنطقة لا أمن، لا استقرار، لا ازدهار، لا تطور، لا تنمية”.

مسرحية أمريكية إسرائيلية لسرقة نفط غزة

وتحدث نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عن مساعي أمريكا ومن خلفها الاحتلال الإسرائيلي لسرقة نفط غزة قائلا “حتى البترول أو آبار النفط التي اكتشفت في البحر سرقوه منها، وما هو محسوب علينا ممنوع استخراجه”.

وتابع “الآن هناك مسرحية ومهزلة الميناء التي تقوم الإدارة الأمريكية في بنائه على شواطئ غزة”، موضحا أن “هذه المسرحية يراد منها سرقة البترول والثروة البترولية الموجودة في بحر غزة، فضلا عن محاولات تحسين صورة بايدن السيئة والتي سيدفع نتيجتها سقوطاً في الانتخابات القادمة”.

ورأى أنه “كان الأولى من هذه المسرحية أن تُفتح الحدود، إذ  يوجد على الحدود آلاف الأطنان من المساعدات لأهل غزة”.

وزاد قائلا إن “وجود هذا الكيان وزرعه في هذه المنطقة لم يكن لكي تستقر المنطقة وتعيش بأمن وسلام وازدهار.. وطالما هذا الكيان موجود فنحنمعرضون في كل لحظة لاعتداء من قبله، وطالما هذا الكيان موجود نحن سنبقى على أهبة الاستعداد وسنبقى نعمل على تطوير أنفسنا وسنبقى نعمل علىتربية شبابنا على أن هذا العدو عدو مجرم مُعتدي مًحتل لأرضنا ولأرض فلسطين ويجب مقاتلته حتى تحرير لبنان وتحرير فلسطين من هذا العدو المجرم”.

أهل صيدا والجنوب اللبناني شاركوا باكرا في معارك فلسطين

وفي سياق حديثه، ذكر حمود أن “أهل لبنان بشكل عام كانت علاقتهم مع القضية الفلسطينية منذ عام 48 عام النكبة علاقة وطيدة، فلذلك أهل لبنان وتحديدا أهل صيدا والجنوب شاركوا في معارك فلسطين باكرا، فلذلك البيئة الموجودة هي بيئة الجماعة الإسلامية وبيئة الحاضنة، بيئة متعاطفة مع القضية الفلسطينية، وبيئة تؤمن أن هذا العدو الكيان الصهيوني عدو مجرم يجب مواجهته، لذلك هذه الخلفية موجودة عند الجميع وخاصة في البيئة التي نعيش فيها”.

وتابع “عام 82 وتقريبا في أواخر عام 83 عندما استشهد الشهيد جمال الحبال وإخوانه، في تلك الفترة حاول العدو الصهيوني أن يمنع تشييع الإخوة الشهداء، وكما يفعل الآن بحجزه للجثامين الطاهرة، فبادرت مدينة صيدا حينها بوجود المفتي الراحل محمد سليم جلال الدين ووجهاء المدينة وعلماء المدينة، إلى تبني شهداء الجماعة الإسلامية وشهداء قوات الفجر، واعتبروهم شهداء المدينة وشهداء لبنان، وأقاموا لقاءً تضامنياً كبيراً في مسجد الزعتري في مدينة صيدا وأعلنوا فيه تبنيهم للشهداء”.

ولفت إلى أن “هذه الحاضنة نحن نلمسها اليوم أضعافا مضاعفة عن تلك الفترة، فهناك إقبال شعبي وتضامن أهلي مع عمل قوات الفجر وضرورة أن يكون هناك مقاومة قوية تفرض على العدو الصهيوني معادلة القصف بالقصف والدم بالدم والنار بالنار، ففكرة قوة لبنان بضعفه هذه لم يعد لها وجود، فقوة لبنان بمقاومته  وبتوازن الرعب وتوازن القوة مع العدو الصهيوني، وهذا بتنا نشاهده ونلمسه ثقافة وفكراً موجوداً عند شريحة كبيرة من الشعب اللبناني وخاصة الذين يعيشون على الحدود مع الكيان الصهيوني مع فلسطين المحتلة، والأخص مع شريحة الشباب، وهذا طبعا يبنى عليه لما فيه مصلحة لبنان وأمنه وتصديه للعدوان الصهيوني”.

ندافع عن لبنان وسيادته.. ولسنا هواة حرب

وتطرق حمود إلى موقف بعض الأحزاب اللبنانية من الجماعة الإسلامية ومقاومتها للاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من الأراضي اللبنانية.

وقال موضحا إنه “من الطبيعي و خاصة في بلد مثل لبنان مُركب من طوائف ومذاهب وأحزاب وخلفيات وللأسف أن معظم الأحزاب لها ارتباطات خارجية مع دول، فمن الطبيعي يكون هناك آراء متعددة”.

وتابع “نحن أصلا لا نريد الحرب ونحن لا نتمنى الحرب ولا يوجد عاقل يتمنى الحرب، ولكن هناك فرق بين أن أكون سبباً في الحرب وبين أن أقوم بواجبي الذي يُحتمه علّي حقيقة انتمائي وصدق انتمائي لوطني بأن أرفض المحتل والاحتلال والعدوان”.

وزاد قائلا “لعل أولئك الأشخاص حتى الآن لا يريدون أن يشاهدوا أن هناك مئات الشهداء الذين ارتقوا جنوب لبنان نتيجة العدوان الصهيوني، هؤلاء لايريدون أن يشاهدوا أو يعلموا أن هناك آلاف الوحدات السكنية والبنى التحتية قد دُمرت بفعل العدو الصهيوني”.

وقال حمود “نحن نقوم بواجب الدفاع عن سيادة لبنان وعن وطننا وناسنا وقرانا وأهلنا، ونحن نقول لكل اللبنانيين هذا ليس واجبنا لوحدنا بل هذا واجب كل الشعب اللبناني بمسلميه ومسيحييه، وهذا واجب كل من كان ينادي بالسيادة اللبنانية”.

وأضاف “كنا نسمع دائما  بخطاب السيادة، ولذا أنا أوجه كلامي إلى أولئك الذين كانوا يرفعون لواء السيادة وشعار السيادة: أين أنتم من هذا الخرق والاعتداء والتدنيس للسيادة اللبنانية؟ نحن نقوم بواجبنا في الدفاع اللبناني ولسنا هواة حرب ولكننا في نفس الوقت لا نقبل أن نرى العدوان الصهيوني ونقفمكتوفي الأيدي”.

مستعدون للحوار مع كافة الأطراف في لبنان

وقال حمود في السياق ذاته “للعلم نحن وفي الشق السياسي كنا على تواصل مع معظم القوى والأحزاب اللبنانية على كافة مساحة الوطن بمختلف انتماءاتها الطائفية والمذهبية، وشرحنا وجهة نظرنا بما يحصل جنوب لبنان وما تقوم به الجماعة من عملية التحشيد للتصدي للعدو الصهيوني، وتمت مناقشة كل هذه القضايا مع كل الأطراف السياسية، ولم نجد أن هناك حالة اعتراض نافرة لأن من يتحدث بوجوب عدم التصدي للعدوان الاسرائيلي يضع نفسه في موضع الشك، ولكن كان هناك وجهات نظر متباينة بعض الأحيان في بعض القضايا، وكما قلت نحن لسنا هواة حرب ونحن حريصون وندرك الواقع اللبناني الاقتصادي والسياسي، ولكن لا يمكن أن نقف متفرجين أمام العدوان الصهيوني أبداً”.

وتابع “أما بعض النواب الذين كان الأولى أن يعترضوا ويرفضوا انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا من قبل عدو الصهيوني، وانتهاك السيادة اللبنانية بالوفود الأمريكية والفرنسية وغيرها التي تأتي لتهدد لبنان من داخل لبنان وهي في نفس الوقت شريكة للعدو الصهيوني في عدوانه على غزة وعلى لبنان من خلال دعمها لهذا الكيان بالسلاح والمال والإعلام، هذه الوفود الأمريكية والفرنسية وغيرها ليست حيادية، وهؤلاء النواب الذين يثيرون هذه الزوبعة تربوا في غرف بعض السفارات، فالأولى أن يكون هناك شيء من الخجل الوطني”.

وأكد “نحن علنا أننا على استعداد لطرح رؤيتنا ونظرتنا للواقع اللبناني، وعلى استعداد للحوار مع كل الأطراف السياسية وتوضيح موقفنا، وهذا ما حصل، وكان هناك تقبل كبير وتفهم كبير من كبرى الأحزاب اللبنانية. أما أن يكون هناك بعض الأصوات النشاذ فهذا موجود في كل مجتمع”.

لن نقف متفرجين على العدوان.. ونحن له في الميدان

وختم حمود حديثه قائلا “نؤكد أننا لا نتمنى الحرب ولكننا في نفس الوقت لن نقف متفرجين على العدوان الصهيوني، ونحن كجماعة إسلامية مع بناء هذه الدولة وفق مبدأ المواطنة، نحن مع وجود دولة قوية دولة مؤسسات دولة عدالة اجتماعية دولة قانون لا محاصصة، نحن مع التنمية نحن مع التطور، نحن مع مبدأ الشراكة مع كل شركائنا في الوطن وهذا حريصون عليه ونعمل له وهذه هي رؤيتنا السياسية في لبنان، ولكننا في نفس الوقت سنكون المدافعين عن لبنان إلى جانب كل الشعب اللبناني وإلى جانب كل المقاومين الشرفاء الذين يدافعون عن هذا الوطن عن سيادته وكرامته وعن ابنائه إن شاءالله.. نحن لدينا المئات من الشباب الذين يتوقون بالمشاركة في التصدي للعدوان، ونظرا لطبيعة المعارك الآن فإمكانية الاستفادة من كل الطاقات محدودة.. أعود وأكرر نحن لا نتمنى توسع الحرب ولكن إذا ما توسعت فنحن إن شاء الله لها وفي الميدان”.

زر الذهاب إلى الأعلى