الجوع يحاصر غزة.. أبو جبريل ذبح حصانين لإطعام الأطفال والجيران

الجوع يحاصر غزة.. أبو جبريل ذبح حصانين لإطعام الأطفال والجيران

24 فبراير 2024
+ الخط -

مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023 نزح أبو جبريل (60 عاماً) وعائلته من بيت حانون نحو مخيم جباليا شمال القطاع، حيث تقع خيمتهم بالقرب من مدرسة الفالوجا التابعة لـ"أونروا".

ويعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين أوضاعاً كارثية صعبة، ويتفشى الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه الاثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.

الصورة
مخيم جباليا في غزة (الأناضول)
مخيم جباليا في غزة (الأناضول)

يقول أبو جبريل: "لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضراوات، ولا طحين ولا مياه شرب"، مضيفاً لـ"فرانس برس": "لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّر الاحتلال بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام".

لم يخبر جبريل أحداً بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه، ورغم حاجته لإطعام عائلته غير أنه لا يزال قلقاً بشأن ردّات فعلهم قائلاً "لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان".

 غزة تعاني من القصف والجوع والعطش

قبل الحرب كان مخيم جباليا يعاني من الاكتظاظ السكاني، حيث يزيد سكانه عن 100 ألف نسمة، وترتفع معدلات البطالة والفقر، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياه.

الآن، بدأ الطعام ينفد في ظلّ عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف المتواصل للقطاع، والذي أوقع حتى السبت أكثر من 29 ألف شهيد.

وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن "مستويات غير مسبوقة من اليأس"، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

في المخيّم، ينتظر أطفال بترقّب بينما يحملون علَباً بلاستيكية وأواني طهي مكسّرة للحصول على الطعام القليل المتاح.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في وقت سابق، من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في وفيات الأطفال في غزة.

ويجري التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لطفل يقدّم على أنه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. 

الصورة
مخيم جباليا في غزة (الأناضول)
مخيم جباليا في غزة (الأناضول)

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير/شباط.

وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة موجودة في المخيم "لا أكل ولا شرب... ولا طحين"، مضيفة "بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالاً".

 وتتصاعد حدّة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت، الجمعة، وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.

وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها "لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع".

ورفع آخر عالياً لافتة كُتب عليها "المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا"، بينما هتف المتظاهرون "لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار".

يذكر أن مخيّم جباليا أُنشئ في عام 1948، ويغطّي مساحة 1.4 كيلومتر فقط، ويعد المخيم الأكبر في قطاع غزة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
طلاب مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

مجتمع

تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء..
الصورة
هدم منازل في النقب (إكس)

سياسة

شرعت آليات الاحتلال الإسرائيلي وجرافاته، صباح أمس الأربعاء، بتنفيذ أكبر عملية هدم في منطقة النقب في وادي الخليل قرب قرية أم بطين.
الصورة
تظاهرة أمام محكمة حيفا للمطالبة بالإفراج عن جبارين وخليفة (العربي الجديد)

سياسة

شارك حشد من فلسطينيي الداخل في تظاهرة أمام محكمة حيفا للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين اثنين سجنتهما السلطات الإسرائيلية لمشاركتهما في وقفة منددة بحرب غزة.

المساهمون