المرأة القاضية – قصة أول تحكيم نقديّ في الأدب العربيّ (عرض ــ تحليل ــ نقد)

ناصر دخيل الله السعيدي1
1 جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية / ايميل / ndsaedi@uqu.edu.sa
HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/17
تنزيل الملفتاريخ النشر: 01/01/2024م تاريخ القبول: 14/12/2023م

المستخلص

انطلق البحث للتأكّد من مصداقيّة أقدم قصّة نقديّة في تاريخ الأدب العربيّ ، والتي حكمت فيها الناقدة ( أم جُندب الطائية )، لصالح الشاعر علقمة الفحل ، وقَضتْ له بالتفوّق الشعري على زوجها امرئ القيس ، بناءً على تصوّرها للشعر بوصفه خيالاً مجنّحاً ،لا واقعاً مشاهداً. وهو حكمٌ يتطابق مع فلسفة أرسطو، فالشاعر ليس من يصوّر ماهو كائن ، بل ماينبغي أن يكون.

الأمر الذي دفع كثيراً من النقّاد للتشكيك في صحّة القصّة ، مستندين على قرائن ، وشواهد ظنيّة، واعتبروا المحاكمة ضرباً من الخيال القصصي ، فرضته ظروفٌ ثقافيّة واجتماعية في فترة تسجيل الأدب العربيّ ، ونقله من المشافهة إلى التدوين الكتابي، وبعد مناقشة كل العلل والأسباب ، وشواهد النقاد ، وجد البحث أن هذه الاعتقادات ، انطلقتْ من نظرية الشك .

وانتهى البحث إلى صحّة هذه المحاكمة النقديّة ، لتواردها في كتب اللغة والأدب والبلاغة والنقد في فترة بداية التدوين في القرنين الثاني والثالث مع عدم التشكيك في صحتها من قبل العلماء القدماء ، ولتوافقها مع ثقافة العصر الجاهلي القائمة على المباراة والتحدّي ، والتي أفرزت حرب داحس والغبراء ، كما أفرزت المنافسات الشعرية ومحكمة النابغة الذبياني القائمة على تعليل الأحكام النقديّة ، ممّا لا يُستبعد معه حدوث هذه القصة التي يقبلها العقل، ويؤيدها النقل ، وتدعمها الشواهد ، وتشير لها الوقائع .

الكلمات المفتاحية: نقد شعري، نقد جاهلي، نقد نسائي، أمّ جندب الطائيّة، امرؤ القيس، علقمة الفحل

مقدّمة:

1ــ التعريف بموضوع الدراسة:

يُقصَد بالمرأة القاضية (أمّ جندب الطائية) التي تولّت القضاء النقدي بين امرئ القيس وعلقمة الفحل، في القصة المشهورة في تاريخ النقد الأدبي عند العرب.

2 ــ إشكال الدراسة:

كبار النقاّد في العصر الحديث شكّكوا في صحّة قصة المناظرة الشعريّة بين امرئ القيس وعلقمة الفحل ، ونفوا قصّة المحاكمة النقديّة التي درات حولها ، ومن هنا انطلق البحث ،للتحقّق من صحّة النقد الموجّه للقصّة .

3 ــ منهج الدراسة:

تحاول هذه الدراسة استجلاء صحّة هذه القصّة من عدمها ، وفق منهج تحليلي ، يحاول إخضاع الشكوك النقدية، للتحليل النقلي( نقد الرواية ) ، والتحليل العقلي (نقد الدراية ) .

4 ــ إجراءات الدراسة:

حاولت الدراسة جمع أشهر حُجَج النقاد المنكرين للقصّة ، والمؤكدين لها ،والمشكّكين فيها ، ونقلها نصّاً موجزاً ، من غير تأويل لها ، أوتدخّل في سياقها ، وعرضها على الدليل النقلي والعقلي.

5ــ أهميّة الدراسة:

من أسباب بحث هذه القصة أهميّتها الكبيرة التي لا تتصل بالساحة النقدية الجاهلية فحسب ، بل بالرُّقيّ الذهنى للعقليّة العربية في تلك الفترة ،ويكفي أن نستعرض ماقيل عن أهميّتها من كتابات النقّاد ، إذ « يُعدُّ النقد الأدبي من أهم مستلزمات ومقتضيات التطور الفكري»([1]) ،و«هذه الصورة النقدية من أوائل ما روي عنه ، ولا يمكن أن تدل على النشأة الأولى للنقد ؛ فهذا الحكم الذي أصدرته أم جندب قد تجاوز مرحلة الطفولة ؛ لأن أم جندب علّلت لحكمها »([2])، فهي ترى غرض الأدب – كما يراه أرسطو – : « أن يصوّر ما يمكن أن يكون ، وليس هدفه تصویر ما هو كائن فقط »([3])

هي في الحقيقة لا تعرف أرسطو ، ولكنها تعرف بفطرتها أسرار الجمال ، يقول عنها الناقد عبدالملك مرتاض: « إنّ أمّ جندب ليست أمّ الناقدات العربيّات على وجه الإطلاق فحسب، ولكنّها أمّ النّقّاد العرب أيضاً » ([4])، ويرى الكاتب أحمد البكر أنها« أول لجنة نقدية لمسابقة شعرية في تاريخ الأدب العربي» ([5]) ، ولا نغالي إذا ملنا إلى قول الدكتور العباسي بأنها «تكاد تكون أول امرأة ناقدة في العالم »([6])، لأن الملحوظات النقدية التي وقعت في الأدب اليوناني قبل هذه القصة كان أبطالها رجالا ؛ ولذا دارت حول هذه القصة الكثير من الشكوك ، والذين يحاولون التشكيك في هذه القصة وغيرها من قصص النقد الجاهلي ، إنما هم يشككّون ــ ربما من غير قصد ــ في الإعجاز القرآني ، وما ذاك – في نظرهم – إلا لأن العرب هم من البدائية والسذاجة ما يستبعد أو يستحيل معه إدراك مثل هذه الملحوظات الدقيقة المبنيّة عن حسٍّ جمالي بإدراك الواقع والمتخيّل، و« التي لا تتم لأمة (ما)، بغیر تعلیمِ وتثقيف »([7])، فكيف – والحال مع أمّةٍ كهذه – يكون القرآن معجزةً لهم ؟ّ!! ([8]) ، وهذا وحده يكفي لنعرف أهميّة هذه القصة في الفكر ، والدين ، والأدب ، والنقد.

4 ــ هدف الدراسة : التحقّق من مصداقيّة النقد الموجّه لهذه المحاكمة النقديّة .

5ــ الدراسات السابقة :

لابُدَّ من الإشارة قبل الخوض في تفاصيل قصة التحكيم إلى بعض الدراسات التي حاولت التحقُّق من صحّة القصة والقصيدتين ، كدراسة الدكتور محمد الهدلق ([9]) ،ودراسة الدكتور عبد الرزاق حسين([10]) ، أما الدراسة الأولى ، فجاءت للمقارنة بين أبيات قصيدتي التحدّي الشعري ، و التأكد من صحتهما ، ومانسج حولهما من مبررات نقديّة ، وأما الدراسة الثانية، فجاءت موجزة ، واقتصرت على عرض بعض أقوال النقّاد ، وكل هذه الدراسات – على جديّتها ، في اعتقادنا – افتقرت إلى شيئين هما :

1 – العرض الشامل ، لأدلّة النقاد .

2 – تركيزهاعلى الحدث الشعري، والحكم النقدّي ، أكثر من الحدث القصصي.

ومن هنا جاءت هذه الدراسة، لتمحيص القصة بالعرض ، والتحليل ، والنقد، وشملت مبحثين :

المبحث الأول : عرض آراء النقاد، وفحصها :

أــ قصة التحكيم.

ب ــ البائيتان ، وقصة التحكيم في النقد القديم.

ج ــ البائيتان،وقصة التحكيم في النقد الحديث.

المبحث الثاني: تحليل آراء النقاد، ونقدها:

أ ــ مناقشة أقوال النقاد المنكرين لنسبة القصيدتين إلى الشاعرين.

ب ــ مناقشة أقوال النقّاد المشككين في وقوع قصة التحكيم.

المبحث الأول : عرض آراء النقاد :

قبل عرض آراء النّقاد القدماء والمعاصرين ، حول صحة نسبة البائيتين إلى الشاعرين، أو حول صحّة المناظرة النقدية ، أو حول مصداقيّة أم جندب في حكمها النقديّ ؛ يستحسن – قبل هذا وذاك – أن نعرض القصة بروايات أخرى ، ثم نشير للقصيدتين في أوثق مصادرهما في ديواني الشاعرين ، حتى نُدرَك أبعاد وجهة نظر النُّقاد إليها .

أ- قصة التحكيم:

جاء في بعض روایات الأغاني أن امرأ القيس « تزوج أم جندب حين هرب من المنذر بن ماء السماء، فأتى جبلي طيء ، وكان مفرّكاً ، فبينا هو معها ذات ليلة إذ قالت له : قم يا خير الفتيان ، فقد أصبحت ، فلم يقم ، فكرّرت عليه ، فقام ، فوجد الفجر لم يطلع ، فرجع فقال لها : ما حملك على ما صنعت ؟ فأمسكتْ. وألحّ عليها ، فقالت : حملني أنك ثقیل الصدر ، خفيف العجيزة ، سريع الإراقة ، بطيء الإفاقة. فعرف تصدیق قولها ، وسكت ، فلما أصبح أتی علقمة وهو في خيمته وخلْفه أم جندب ، فتذاكروا الشعر ، فقال امرؤ القيس : أنا أشعر منك ، وقال علقمة مثل ذلك ، فتحاكما إلى أمّ جندب ، ففضّلتْ أمُّ جندب علقمةَ على امرئ القيس .. » ([11]).

وفي رواية مفصّلة : «نازع امرؤالقيس علقمة بن عَبَدة الفحل الشعرَ ، فقال له : قد حكّمتُ بيني وبينك امرأتك أمَّ جُندب ؛ قال : قد رضيت . فقالت لهما : قولا شعراً على روي واحد وقافية واحدة، صفا فيه الخيل … وأنشداها ، فغلبت علقمة ، فقال لها زوجها : بأي شيء غلبته ؟ قالت : لأنك قلت :

فَلِلسّوطِ ألْهُوبٌ وَلِلسَاقِ دِرّةٌ …ولِلزّجْرِ مِنْهُ وقْعَ أهْوَجَ مِنْعَبِ

فجهدتَ فرسك بسوطك ، ومريتَه بساقك وزجرك ، وأتعبته بجهدك ، وقال علقمة :

فَولّى عَلى آثارِهِنّ بِحاصِبٍ … وغبْيةِ شُؤبُوبٍ من الشّدِّ مُلْهبِ

فأدْرَكَهٌـــنَ ثانياً مِن عِنانهِ … يَمُـرُّ كـمَـرِّ الرائِـــحِ المُـــــتحلّبِ

فلم يضرب فرسه بسوط ، ولم يُمِره بساق ، ولم يتعبه بزجر»([12]) .

وفي بعض روایات القصة زيادات منها «أن أمَّ جندب امرأة من طي .. وأن علقمة كان صديقاً لزوجها امرئ القيس ، وكانا من فحول شعراء الجاهلية ، فتلاحيا الشعر ، « حتی قال امرؤ القيس : انعت ناقتك وفرسك ، وأنعت ناقتي وفرسي ، قال : فافعل ، والحكم بيني وبينك هذه المرأة من ورائك .. فلمّا فرغا من قصيدتيهما عرضاهما على الطائية .. ففضّلت علقمة ببيته الذي جاهر فيه الصيد :

إذَا مَا اقْتَنَصْنا لَم نَقُدْهُ بِجُنّةٍ … ولكن نُنادي مِن بَعيدٍ ألا ارْكبِ » ([13])

وفي الرواية الثالثة في الموشّح : أن أمّ جندب بعد مصارحتها زوجها بما تكره منه ، بقيت عنده حقبةً ؛ حتى أتاه علقمة ، فتذاكرا الشعر عندها .. وتلاحيا زعامته ، حتى اقترح علقمة وسيلة المناظرة والتحكيم بقوله : « قل شعراً وانعت الصيد ، وهذه الحكم بيني وبينك ، يعني : أم جندب .. فنعت فيها فرسه والصيد حتى فرغ منها ، وقال علقمة في مثل ذلك … »([14]) .

ويرى ابن قتيبة : أنهما حين تنازعا الشعر قالت لهما : قولا شعراً في صفة الخيل على روي واحد … القصة ، فقال امرؤ القيس : « ما هو بأشعر مني ، ولكنكِ له عاشق ، فخلف عليها علقمة »([15]) ، « فسُمّي بذلك الفحل» ([16]) ، وقيل إنه لمّا رأى تحيُّزها لعلقمة غضب عليها ، وقال : إنك لتبغضينني ، ففيمَ أبغضتني ؟!

قالت : إنك ثقيل الصدر … (إلخ)،فلما سمع ذلك طلقها »([17]) .

هذه أشهر المصادر القديمة التي روت قصّة التحكيم ،ولعل أصدقها ،وأقدمها ،وأقربها لزمن الشاعرين هي كُتُب ابن قتيبة ،وقد كان الهدف من عرض هذه الروايات هو محاولة استقصاء أبعاد القصّة ،وملابساتها التاريخيّة ،حتى يكون القارئ على بيّنة ممّا قد يضيفه بعض النُّقاد المعاصرين فيها ،بلا دليل ،ولا اعتماد على مرجعيّة تاريخيّة ،سواءً كان هؤلاء النقّاد من المتعصبيّن لإنكار القصّة ،أو المتعصبيّن لإثباتها ، وإذا كُنا نزعم أننا بين الفريقين ،فمن الواجب أن نُحدّد كل أبعاد المناظرة النقديّة التاريخيّة ، من خلال روايات القصّة المتعددة ،وأن نذكر القصيدتين البائيتن من أوثق مصادرهما في ديواني الشاعرين المحققّيَن ، فقد قيل إن امرأ القيس كان أول من أنشأ يقول :

خَليلَيَّ مُرّا بِي على أُمِّ جُنْدُبِ … نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ

ثمّ أعقبه علقمة الفحل ،بقوله :

ذَهَبتَ مِنَ الهِجرانِ في غَيرِ مَذَهبِ… وَلَم يَكُ حَقّاً كُلُّ هَذَا التَجَنُّبُ

ولطول القصيدتين ، وعدم تعلُّق التحليل النقديّ بهما هنا ،نُحيل لهما في ديواني الشاعرين ([18])

ونلحظ من العرض السابق للقصة ، وطريقة إجراءالمناظرة:

ـاتفاق القصيدتين البائيتين في أشياء كثيرة منها :

1 ـــ وحدة الوزن : فكلاهما من البحر الطويل.

2ــــ وحدة القافية : فحرف الروي فيهما : الباء المكسورة .

3ــــ وحدة الأغراض : فوصف المرأة ، والناقة ، والفرس ، ورحلة الصيد ، والعودة منها عناصر مشتركة بينهما .

4ــــ وحدة الزمان والمكان : في صباح أحد الأيام ، في خيمة أم جندب ، من بلاد طي.

5 ــــ وحدة المناسبة : فالغاية :التفوق الشعري على الخصم ، والوسيلة :التحدي والمناظرة.

6 ــــ وحدة الشاعرية : فالمتناظران فحلان من عمالقة الشعر الجاهلي وروّاده .

7 ــــ وحدة القضاء : فأمّ جندب هي صاحبة القرار ، وهي الفيصل في الحكم بالتفوّق .

8 ــــ وحدة الموقف : فإن كان الأول مُنشداً على البديهة أوعلى التراخي، كان الثاني مثله .

فـاتّحاد القصيدتين في العناصر السّابقة ، وتعلُّقهما بشاعرين كبيرين ، وارتباطهما بمناظرة نقديّة قد يكون فيها شيءٌ من المنهجية والموضوعية ، كل ذلك دفع الأدباء والنّقاد والبلاغيين – القدماء منهم والمعاصرين – إلى تسجيل مقاطع من أخبار هذه المناظرة في كتبهم ، وإبداء آرائهم حولها ، وذلك على النحو التالي :

ب ـ البائيتان وقصة التحكيم في النقد القديم:

تناقلت كتبُ اللًغة القديمة أبياتَ البائيتين، ونقلتْ بعضُها القصيدتين في ديواني الشاعرين، وبعضها الآخر نقل قصة التحكيم معها، دون أن يكون هناك تشكيكٌ فيها. وإنما هي روایاتٌ توثقت رجالها، واتصلت أسانيدُها، وإن اختلفت رواتُها، أو تغيرتْ أبياتُها، فهذا دليل يؤكد صحّتها.

فبعضُ هذه المصادر تنقل القصة بروایات متعددة([19]) ، وبعضها تنقل القصة برواية واحدة([20])،

وبعضها تشير إلى القصة دون أن تذکرها([21])، وبعضها الآخر تثبت البائية المعارضة دون أن تذكر قصتها([22]) ، وبعضها الآخر تنقد أبياتا منها، أو من بائية امرئ القيس([23])، وإثباتهم هذه الأبيات لأصحابها دليل على قبولهم بصحة نسبتها إليهم.

ولا نجد في مصادر الأدب القديمة نصٌ صريحٌ يُشكّك في نحل القصة أو البائيتين إلى الشاعرين، والدليل أن ابن سلّام الجمحي – وهو أول من أثار قضية الانتحال في الأدب العربي – يثبت بائية علقمة له، كما يثبت بائية امرئ القيس، دون أن يشير إلى أنهما محمولتان عليهما. ([24])

وكذلك عبد القاهر الجرجاني ـ وهو من عُرِف بالتحقيق والتدقيق ـ يذكر قصة التحكيم دون أن يشكك فيها ([25])، وهشام ابن الكلبي – وهو عالم وأبيه بأنساب العرب وأخبارها وأيامها – يروي القصة أيضا، وكذلك أبو عمرو بن العلاء، والأصمعي، وأبو عبيدة، ويثبت ذلك الأعلم الشنتمري، وتجد أبيات البائتين مبثوثة في شواهد علماء اللغة في النحو والصرف والعروض والقوافي والأدب والبلاغة والنقد دون أن يثيروا حولها الشكوك، ولا نجد من علماء العربية القدماء – فيمن قرأنا له – من يشكّك في نسبة البائيتين أو صحة قصة التحكيم، بيد أن المرزباني أشار في إحدى الروايات إلى رواية ابن المعتز لبائية امرئ القيس، والتي ذكرها « فيما أنكر من شعر امرئ القيس » ([26])

ولم أعثر على ذلك فيما وقع تحت يدي من كتب ابن المعتز المنشورة، إلا أنني عثرت على خلاف ذلك في كتابه (الآداب)، إذ يقول: «وهل يتناشد الناس أشعار امرئ القيس… إلا العلماء الموثوق بصدقهم » ([27]) ، فهو ينفي عن رواة شعره نحلهم إياه .

فالقدماء أدركوا بحاستهم الذوقية الحادة ،وبحكم قربهم الزماني والمكاني من الحدث النقدي ،أن يكون في البائيتين نحلٌ أو انتحال؛ «لأنهم فرسان الكلام وجهابذته والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصّحه» ([28]) ، لخبرتهم بأساليب الشعراء، وتصرفهم في فنون القول، وهذا ما أكده الباقلانيّ بقوله: «قد علمت أن شعر امرئ القيس وغيره: لو زيد فيه بيت أو نقص منه بیت، لا بل أو غير فيه لفظ؛ لتبرأ منه أصحابه، وأنكره أربابه » ([29]) ، ولذا أكد الفرزدق من قبله أن «الفحل علقمة … كلامه لا ينحل» أيضاَ، كصاحبه امرئ القيس. فمن يتجرأ إذن، ويضع على لسانيهما قصيدتين بأكملهما، ويحوك حولهما هذه القصة، ثم تقبلها الناس؟!.

صحيح أن القصة قد يقبلها السذج والسوقة ممن تغريهم الأساطير، وتفتنهم الأحاجي، ولكن هل يمرُّ ذلك على علماء اللغة وأدبائها، ويدوّنون ذلك في كتبهم دون الإشارة إلى الأسطورة الموضوعة ؟!.. هذا ما لا نعتقده!.

ج ـ البائيتان وقصة التحكيم في النقد الحديث:

دارت قصة التحكيم المشهورة في نقد أم جندب لبائيتي علقمة وامرئ القيس، في أكثر من أربعين كتاباً من كتب الأدب والنقد الحديث ممن قرأتُ لمؤلفيها .

وأكثر هؤلاء الأدباء يؤيدون صحّة نسبة القصيدتين إلى الشاعرين، وصحّة المناظرة، وقد انقسموا إلى فريقين: فريق: ينتصر لامرئ القيس، والآخر: ينتصر لعلقمة الفحل، على نحو ما سيتضح ــ ـبمشيئة الله ــ في ثنايا البحث.

أما القِلّة من الأدباء – وهم كبار أساتذة النقد الحديث – فقد أثاروا الشكوك حولها، وأنكروها أو حاولوا إنكارها، وقد تفّرقوا إلى فرقِ ثلاثة:

1 – فريق: يُنكر القصيدتين المنسوبتين إلى الشاعرين، مستنداً إلى بعض الأدلة .

2- وفريق: ينكر قصة تحكيم أم جندب بين الشاعرين، مستنداً إلى أدلة كثيرة.

3 -وفريق يساوره الشك ويتردّد بين الإثبات والنفي، بلا استناد إلى دليل.

وبدهي أن الفريق الذي ينكر القصيدتين – هو بالتالي – ينكر قصة التحكيم أيضا.

وللإيجاز حاولنا إجمال الأدلّة التي يستند إليها كل فريق ممّن سبق:

– فالذين ينكرون القصيدتين أو يشكّكون في صحّة نسبتهما للشاعرين، يستندون على الآتي:

1 – إن فيهما رقّة إسلاميّة، تظهر في مطلع القصيدتين، فهما من وضع عالم من علماء الشِّعر في العصر الإسلامي ([30])، والتهلهل واضح في مطلع بائية امرئ القيس([31]).

2- لا يوجد فيهما فرق بين شخصية الشاعرين، بل لا يوجد فيهما شخصية (ما) ([32])..

3- فيهما توارد على معان وألفاظ وأبيات كثيرة موجودة بنصهما في القصيدتين معاً ([33]) .

4 – إن ما في بائیة امرئ القيس من المعاني، بل من الألفاظ أيضا، تجده مفرّقا في بقية شعره.([34])

5- إن بائية امرئ القيس خالية من طابعه الذي نحسّه في بقية شعره الصحيح ([35]).

6 – إن بائیة علقمة المعارضة مثبتة في ديوانه، وفي كتاب الاختيارين للأخفش الأصغر، لكن من الغريب ألا ترد هذه البائية في الأصمعيات والمفضليات مع قصيدته المشهورتين له. ([36])

7 – تردُّد نسبة البيت الذي به ربح التحكيم بين الشاعرين. ([37])

ومعظم هذه الحجج هي أدلة الدكتور طه حسين، لإنكار قصة التحكيم من أساسها.

أما زعماء الفريق الثاني الذين أنكروا قصة التحكيم ،أو أثاروا الشكوك حولها، فهم زعماء الفريق الأول الذين أنكروا نسبة القصيدتين إلى الشاعرين، بالإضافة إلى بعض النقاد الذين لم ينكروا صحة نسبة القصيدتين، لكنهم أنكروا، أو قُلْ: شكّكوا في قصة التحكيم مستندين على الأدلة الآتية:

1- إن الرواة لاحظوا تشابه القصيدتين في أغلب العناصر، فنسجوا حولهما أسطورة التحكيم ([38]) :

– التي هي من صنع العصبية القبليّة بين اليمنية والمُضَرية ([39]) .

– فهي محاولة ظالمة لتغليب شاعر مضري خامل،على شاعر يمني مشهور؛ ليصبح من المغلبين([40])

– فامرؤ القيس اشتهر بوصف الخيل، ولا يُعقل أن يتفوّق عليه، علقمة([41]) !!.

– وهذا ما حمل ابن المعتز على أن يُنكر هذه القصيدة فيما أنكر من شعر امری القيس. ([42])

2 – إن هؤلاء الرواة الذين رووا القصة وهم أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة والأصمعي لم يُعلّقوا عليها، وعدم التعليق يُثير الشكوك ([43]). !!!

3 – إن علقمة ليس من معاصري امرئ القيس؛ لأنه كان يعيش في أوائل القرن السابع الميلادي([44])، ومات بعد ظهور الإسلام أي: في عصر متأخر جدا بالقياس إلى امرئ القيس. ([45])

4 – إن قصة زواج امرئ القيس بأمّ جندب الطائية كانت أثناء مطالبته بثأر أبيه، فحياته كانت قلقة وغير مستقرة، فمن المستبعد أن يفكّر في الزواج في الوقت الذي يبحث فيه عن ثأر والده([46]).!!

ومن المستبعد أن يرضى امرؤ القيس بتحكيم أمّ جندب بعدما حصل بينهما من نفور في الليلة السابقة على مجيء علقمة ([47]).

5- من المستبعد أن يتغزّل امرؤ القيس بزوجته أم جندب أمام رجل آخر، ومن المستبعد أن يطلب من خليليه أن يمرا به على زوجته وهي واقفة بين يديه ([48])، ومن المستبعد أن يتيه عشقا بامرأة قيل: إنها كانت تكرهه ([49])

6 – من العجيب أن يغضب امرؤ القيس من الحكم، وهو مبني على سبب فني سليم !!. ([50])

7 – إن هذه القصة وضعت؛ لترد على ما قيل من هيام النساء بامرئ القيس وشغفهن به كما يدعي ([51]).

8- لا يعقل أن تجرؤ امرأة عربية على أن تؤثر رجلاً على زوجها، وهي لا تدري ماذا يجرُّه حكمها؟! فقد يجرُّ الطلاق، وقد يجرُّ عضلا وتعليقا وقتلا، ثم إن القصيدتين طويلتان وبارعتان، ومن المستبعد أن يقولهما الشاعران على البديهة، ثم إن كثيرا ممن خلفوا على نساء غيرهم لم يلقّبوا بالفحول، فلماذا خص علقمة بهذا اللقب؟! ([52]) .

9- إن الروي والقافية من المصطلحات المتأخرة، فكيف كانت تستعمل بمعناها الاصطلاحي عند الجاهليين؟!.

10- إن الروح العلمية في العصر الجاهلي لم تصل إلى هذا الحد في إدراك الفرق بين الرويّ والقافية، ووحدة الغرض، فكيف تشترطها عليهما ([53])؟!، وهل كان بإمكان بدوية جاهلة أن تصل إلى هذا المستوى من دقة الفكر، وبعد النظر، وصحة التحليل والموازنة ؟!.

أما الفريق الثالث الذي يساوره الشك، ويجذبه اليقين، ويعاوده الحنين إلى الشك مرة أخرى، بلا استناد إلى دليل، فهم قلة من النقاد، على رأسهم: الدكتور أحمد الشايب ([54]) ،والدكتور يوسف البيومي ([55]) ، والدكتور إبراهيم عوضين ([56]) ،فإذا عرضوا لقصة أم جندب، أردفوها بعبارة: – إن صحت – بين شرطتين، وكأنها غير صحيحة في نظرهم.

أما الكثرة من النقاد المحدثين، فهم لا ينكرون قصة التحكيم، بل يؤكدون ثبوت المناظرة بين الشاعرين، ولكنهم تفرّقوا إلى فرق ثلاثة أيضاً:

  1. فريق لا ينتصر لأحد الشاعرين.
  2. فريق ينتصر لامرئ القيس، وينتقد حكم أم جندب، معلّلا ذلك.
  3. فريق ينتصر لعلقمة الفحل، ويدافع عن حكم أم جندب، معلّلا ذلك أيضا.

ويُلحظ دخول ثمانية نقاد من المشكّكين في قصة التحكيم، في الفريق الثاني الذي ينتصر لامرئ القيس على علقمة، وكانت انتقاداتهم لمصداقية حكم أم جندب النقدي، سبيلا إلى الطعن في مصداقية وقوع قصة التحكيم، وهؤلاء النقاد هم: الرافعي، وطه إبراهيم، وأحمد الحوفي، وحفني شرف، والسباعي بيومي، وشوقي ضيف، ونجيب البهبيتي، ومحمد سمك، كما نلحظ دخول ناقدين آخرين في الفريق الثالث، على نحو ما سيتضح من عرض أدلتهم بمشيئة الله.

أما الفريق الأول الذي يثبت قصة التحكيم، ولا يتعرض لنقد النقد فيها، فكان على رأسه: محمد عبد المنعم خفاجي ([57]) ،ومعه : محمد قاسم نوفل ([58])، ومحمد فوزي عبد الرحمن ([59])، ومحمد بن سعد بن حسين ([60])، ومحمد الصادق عفيفي ([61])، وعبدالله الباجوري ([62])، وسعد شلبي ([63])، ومحمود ذهني ([64])، وعثمان موافى ([65])، وعمر الملاحویش ([66]) ، وأحمد عبد المطلوب ([67]).

أما الفريق الثاني المتعصّب لامرئ القيس، فيقول بعضهم بإيجاز :

إن من الإجحاف بالأدب قبل الإجحاف بامرئ القيس أن يؤخذ بقول أم جندب ([68])؛ للأسباب الآتية:

1 – إنها لم تراعِ فضل الإمام على المؤتم، فكل ما في قصيدة علقمة من الألفاظ والمعاني مأخوذ من قصيدة امرئ القيس؛ حتى ليأخذ البيت برمته، فكأن علقمة رد إليه بضاعته([69]).

2 – إن الموازنة كانت في بيت واحد من كل قصيدة، ولم تكن في القصيدة كلها، ولو ووُزن بين الشاعرين في جميع أبيات القصيدتين، لأمكن تغيير الحكم ([70])، وكذلك لو ووٌزِن بينهما في بقية

قصائدهما في الصيد والطرديات ([71]).

3 – إن البيت الذي توافيا على معناه ليس بموضع تفضيل؛ لأن في قصيدة امرئ القيس ماهو أبلغ في هذه الصنعة من بيت علقمة، وهو قوله:

إذا ماجَرى شأويْن ،وابتلَّ عِطْفُهُ … تقولُ : هَزيزُ الّريحِ مَرّتْ بأثْأبِ

فــأدركَ لَم يَجْهدْ ،ولم يثْنِ شأوَهُ … يَمُـرُّ كـخُذْروفِ الولـيدِ المُثقّـبِ

أي: أنه أدرك طريدته دون حاجة إلى طلق آخر، وإنه ليعدو عدْواَ يكاد يخفي تفاصيل أجزائه، مثل الدوّارة التي يرميها الصبي على الأرض فتدور مسرعة، حتى لا ترى أجزاؤها ([72]) .

ثم إن من تدبّر صنعة امرئ القيس للخيل في شعره وجد السوط لا يفارقه، فلعلها كانت عادته ([73])،

وتحريك الساقين والزجر والضرب لازم لكل فرس؛ فليس في بيته ما يدل على بلادة جواده ([74])؛ لأنه ذكر هذه الأشياء، ليدل على مبلغ عنايته برياضة فرسه وتأديبه، وأن عنده أفانين من الجري، فيعطي راكبه مايشاء منها، فإذا لمسه بالساق اشتد في جريه كألهوب النار، وإذا مسّه بالسوط كان سيره، كدُّرة المطر أو الحلب، وإذا زجره بالقول مدّ عنقه للإسراع، كما يفعل الأهوج الذي لاعقل له ([75])

5 – إن أم جندب نقدت الفرس، ولم تنقد الشعر، فلم تنظر إلى صدق التجربة الداخلية عند امرئ القيس التي هي أبدع من التجربة الداخلية عند علقمة، وتصوير مشاعره ولهفته؛ ليدرك هذا الصيد، هو تصوير لما يجري في الصيد والسباق، فامرؤ القيس« وبعبارة أقصر: لم يكذب»([76]).

6 – إن البيتين لا يتعارضان، فبيت امرئ القيس يصدق على فرس علقمة، وبيت علقمة يصدق على فرس امرئ القيس، لأن أحدهما: يصف الفرس في أول انطلاقه، والآخر: يصفه في آخر شوطه([77]) .

7- إن امرأ القيس يصف الاثنين: الفرس ولهفة الفارس، بينما لم يصف علقمة إلا الفرس فقط ([78]).

8- علو نفْس امرئ القيس؛ حيث جعل الراكب خادماً، وجعله علقمة نظيراً، ثم ترفّعه من حيث لم يلتفت إلى القنص، وعده علقمة خير مکسب([79]).

ويقول بعضهم بناء على ما سبق يتضح:

– إنّ علقمة غلب امرأ القيس بكلمة امرأته وهواها، لا بقصيدته([80])، فالدافع في الحكم كان شهوانياً؛ لأن علقمة أختارها لتحكم، ثم إنه تزوجها بعده دون غيره، ثم إنها فرحت بطلاقها من امرئ القيس، مما يؤكد أن الحكم كان مبيّتاً من ذي قبل ([81]).

– أما الفريق الثالث، فهم مجموعة من النّقاد الذين يميلون إلى رأي أم جندب، فيفضّلون علقمة على امرئ القيس، ويقول بعضهم: لقد ظل الملك الظليل في وصف فرسه([82])،« فلا شك أن صورة علقمة أوضح وأكمل وأجمل» ([83])، لأنه «صوّر ما يجب أن يكون»([84])، «فجعل فرسه كبساط الريح بمجرد أن يجذب عنانه »([85])، « ففرسه إذن أسرع وأنجب»([86]).و«تعليل أم جندب للجودة إنما يعتمد على سليقتها العربية الحساسة»([87])، و «قد تجاوزت حد النظرة السريعة إلى شيء من التأمل والروية»([88])، وفي حكمها «نلمس تلك التجربة الذاتية التي تنبع من واقع حياة الإنسان البدوي»([89])، «فقضت لعلقمة على زوجها، معللّة هذا الحكم تعليلا رائعا، وإن كان جزئياً»([90]) ، فـ «هو مبني على سبب فني سليم»([91])، و« موازنة دقيقة تتصل بمعنی کل من البيتين»([92])، «والمتمعّن في نقدها يراه نقدا يطلب المقاييس الفنية»([93])، فقد «كانت في غاية الموضوعية والصدق »([94]).

حتى وإن «أخذت بمفهوم أكذب الشعر أعذبه» ([95])، فإنها مع ذلك كشفت عن شاعرية علقمة الخاصة([96]).

هذا، وبعض النقاد لا يذكر قصة التحكيم، لكنه يميل إلى قصيدة امرئ القيس ویشید بها([97])، والبعض الآخر يؤكد اختلاط أبيات القصيدتين([98]).

ولم يكن جمع و عرض آراء النقاد السابقة؛ إلا لبيان أهمية القصيدتين، وقصة التحكيم، في التاريخ الحقيقي للنقد العربي الموضوعي القائم على الموازنة العادلة بين العناصر الأدبية المتكاملة في النصين([99])، وتفضيل الوصف الخيالي على الوصف الواقعي، أو العكس.

و«من هنا ظهرت الاختلافات الواضحة بين الأحكام النقدية … بحسب فهم الناقد لمهمة الأدب واختلافها لا يبغضها إلينا؛ لأننا نستطيع أن ننظر إلى العمل الواحد على أسس كثيرة من الفهم، وهذا وحده لا ضرر منه، وليس غريبا أن يختلف الناس، بل الغريب ألا يختلفوا»([100]) ، لأن «النقد عند كثير من النقاد فن وليس بعلم، فليس له عندهم قاعدة ثابتة» ([101]).

وليس من هدفنا هنا تفضيل شاعر علی شاعر، ولكن الهدف هو: محاولة فحص أدلة النقاد المعاصرين المنکرین نسبة القصيدتين للشاعرين، أوالمشكّكين في قصة التحكيم، ومناقشة أدلتهم، والتأكد من قطعيّتها في مسألتي النفي أو الإثبات ،و هذا ماسيناقشه المبحث القادم .

المبحث الثاني: تحليل آراء النقاد، ونقدها:

أولا: مناقشة أقوال النقاد المنكرين لنسبة القصيدتين إلى الشاعرين:

قبل أن نقف مع عميد هذا الفريق، ونناقش أدلته واحداً تلو الأخر، نود أن نشير إلى أن الدكتور طه حسين انطلق من منهج الشك، الذي سار عليه، حتى يصل – في اعتقاده – إلى اليقين؛ ولذا فهو قد فرض رفض الشعر الجاهلي برمّته مسبقا في كتابه (في الشعر الجاهلي)، ولما فوجئ بالحملة الشرسة ضده، وعدّل بعض آرائه في كتابه المسمى (في الأدب الجاهلي)، كان يسعد بالتقاط مثل هذه القصص والأشعار، ليدعم بها رأيه في الطعن في هذا الشعر، وهو منهج فاسد، كما يرى الغمراوي ؛ لأن «الحقائق لا تكون تحت رحمة الشكوك»([102]).

ومن هنا كان منهج دراستنا نقيض منهج الدكتور طه حسين، فمحاكمة النصوص يجب أن تكون مثل محاكمة المتهمين ، فكل متهم برئ حتى تثبت إدانته، لذا فكل ما تناقلته الرواة من قصص وأشعار منسوبة لأصحابها بالتوارد والتواتر ، والشهرة والتكاثر هي صحيحة ، مالم يطرأ أويرد من أدلّة نقلية أو عقلية ما يُبرّر الطعن في صحتها ، والشك في نسبتها .

ثم إن نظرية الشك التي أسّسها ديكارت، وأثارها مرجليوت حول الأدب العربي، وأيّدها الدكتور طه، لاقت سدا منيعاً من اليقين، وليس من همّي أن أناقش هنا الدكتور طه حسين، فطوفان الكتب والمحاضرات والمقالات والمناقشات – كما يقول الدكتور منير سلطان:« كفاني تبعة النقاش، هذا بالإضافة إلى أنني أبحث عن شيء داخل المعركة، لا عن المعركة نفسها»([103]).

أما هذا الشيء فهو: قول الدكتور طه حسين عن بائیة امرئ القيس: «نجزم بأنها منحولة نحلاَ» ([104]) فهذا قول فيه من الجرأة على الحقيقة ما يردّه على صاحبه، لأن الجزم لا ينقاد إلا في العلوم التجريبية، أما روايات التاريخ والأدب، فلا يمكن إخضاعها للجزم، وإذا كان لابد من الجزم، فيجب إخضاعها لعملية الفحص والتحليل، حتى يتبين موضع النحل فيها.

أما انتقاده لمطلع البائيتين، بقوله: «يكفي أن تقرأ هذين البيتين، لتحس فيهما رقة إسلامية ظاهرة»([105])، وكذلك انتقاد الدكتور مصطفى عبد الواحد لمطلع بائية امرئ القيس بقوله: «التهلهل واضحٌ فيها»([106])، فهو انتقاد يحمل راية الشك على صحة نسبتها إلى شاعرین جاهليين. «وسوف لن اعتمد على الذوق وحده في نقدي لهذه القصة، فأنكر صلة هذين البيتين بالشاعرين؛ لوجود رقّة إسلامية فيهما، وذلك أن الذوق يصيب حينا، ويخطئ أحيانا كثيرة »([107])

ولا شك أن مصطلح الرقة أو السهولة أو العذوبة، أو حتى التهلهل، هي من المصطلحات المجازية النقدية القديمة، والتي لا يمكن ضبطها أو تحديدها، إلا وفقا للانطباعات الشخصية، فإن ما يبدو رقيقاً أو مهلّهلاً للدكتورين الكبيرين، قد تبدو خشونته أو تلألؤه لنا،أو كما قال النويهي: «إن ما نراه رشيقا قد يراه آخرون سمجاً»([108])، لكن بالمقارنة بما ورد في بعض الأحكام النقدية القديمة، نجد الآمدي يقول في أبيات علقمة عن النساء:

فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّــني …بَصيرٌ بِأَدواءِ النِســاءِ طَبـيبُ

إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ أَو قَلَّ مالُهُ…فَلَيسَ لَهُ مِن وُدِّهِنَّ نَصيبُ

إنها: « تشبه في السهولة والعذوبة شعر المحدثين»([109]).

فهذا ناقد قديم لحظ السهولة والعذوبة، في شعر علقمة، ومع ذلك لم ينفِ نسبة الأبيات عنه بالرغم من رقتها المجازية التي انطبعت في نفسه عنها، وكأنه يعلم أن الحكم بموجب الانطباعات الشخصية لا يعطي ځكما صائباً، في إثبات نسبة النصوص إلى أصحابها أو نفيها عنهم.

وإذا كنا نسلّم برأي الدكتور طه حسين فيما ذهب إليه، فـلِمَ قبِل بائية علقمة الشهيرة؟!

التي تكاد تلمس رقّتها من مطلعها الذي يقول:

طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ… بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ

والتي أشار الآمدي إلى رقة بعض أبياتها؟! ولمَ استثناها من جملة ما قبله من شعر الجاهليين([110]) ؟! ولِمَ قبل معلقة امرئ القيس التي مطلعها: قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ ([111]) ،وماذا يمكن أن يقول طه حسين عن قصائد ذي الرُّمة التي مُلئت بالغريب من اللُّغة، أو عن قصائد الفرزدق الذي ينحت من صخر؟! وهما شاعران إسلامیان([112])!!.. أتراه سيخرجهما من ذلك العصر؛ ليدخلهما في عصور الجاهلية؟. لا، بل ما قبل الجاهلية؟!.

أما قوله: «إن هذين الشاعرين [يقصد: امرأ القيس وعلقمة] قد تواردا على معان كثيرة، بل على ألفاظ كثيرة، بل على أبيات كثيرة، تجدها بنصها في القصيدتين معاً »([113]) ؛ مما يثير الشك فيهما، فهو قول صائب، ولكن التعليل – في نظرنا – غير صائب، لأننا يجب أن نُخضِع القصيدتين للفحص والتحليل، ونغربلهما بغربال البحث الأسلوبي؛ لا بغربال الانطباعات الشخصية ؛ حتى يتضح ما تواردا عليه من معانٍ، أو ألفاظ، أو أبيات، وهذا ما قامت به دراسة سابقة أكدت أنه« قد يتناول المعنى أكثر من شاعر، فيبدو التفاوت بين الشعراء واضحاً في التعبير أو في التخييل أو في التصوير»([114]). يقول الدكتور لطفي منصور: «بالرغم ممّا بين القصيدتين من التشابه إلا أننا نستطيع من خلال بعض الأبيات أن نلمس ما يميّز كل شاعر عن الآخر، مما يزيد في اقتناعنا أنهما في الأصل قصيدتان مستقلتان..» ([115]).

أمّا «التشابه الكبير بين شعر الاثنين .. يوحي إليّ بأن المؤثرات التي تعرضا لهما في المجال الثقافي كانت واحدة»([116]) ، فامرؤ القيس كان معارضاً لأبي داود الإيادي في وصف الفرس([117])، وعلقمة الفحل كان متأثراَ بمنهج أبي داود في ذلك الوصف([118]).

وقد علمنا من شان الجاهليين مثل هذا التوارد، ولا يُعدّ – في نظرهم – عيباَ من عيوب الشعر، ولا يعد دليلاَ قاطعاَ على وجود النحل، فـ « شعراء الجاهلية طبقة واحدة، وشعرهم قريب من بعضه»([119])، و«هذا القدر من التوارد لا يعد سرقة»([120]) ،لا بل، إن هذا التكرار، وهذا الخلط لأبيات القصيدتين، قد يُتخذ دليلاً لاثباتها؛ لأن تواتر الروايات، واختلاف الأبيات من رواية إلى رواية، يؤيد وجود هاتين البائيتين، وإلا ما سرُّ اشتراك بعض الأبيات في البائيتين في الألفاظ؟!.

لا بل: إنه لو لم يكن هناك خلط وتداخل بين أبياتهما؛ لكان ذلك دليلاً على نحل القصيدتين في عصور متأخرة ؛ لأنه يستحيل أن يكون الشاعران قد قالا هاتين القصيدتين، وتناقلتهما الرواة دون أن يحصل خلط وغلط، وتقدیم وتأخير في أبيات القصيدتين، خاصةً إذا علمنا تأخر التدوين عن زمن الرواية.

وأما قول طه حسين: «إن البيت الذي يُضاف إلى علقمة وبه ربح القضية، يُروى لامرئ القيس، وهو:

فأدْرَكَهٌنَ ثانياً مِن عِنانهِ … يَمُـرُّ كـمَـرِّ الرائِحِ المُتحلّبِ

والبيت الذي خسر به امرؤ القيس القضية، يروي لعلقمة، وهو:

فَلِلسّوطِ ألْهُوبٌ وَلِلسَاقِ دِرّةٌ …ولِلزّجْرِ مِنْهُ وقْعَ أهْوَجَ مِنْعَبِ »([121]) .

فإنه لا ينهض دليلا على التشكيك؛ لأن أغلب المصادر الموثوق بها، والتي نقلت القصة والقصيدتين، كانت تجعل البيت الأول منهما لعلقمة، والثاني لامرئ القيس، وهذا الذي عليه الرواية المشهورة، والتي نقلها الأعلم الشنتمري عن الأصمعي، كما في ديواني الشاعرين، أما الرواية التي ذكرها طه حسين، فهي ضعيفة جدا؛ لأن «من تدبّر صنعة امرئ القيس للخيل في شعره وجد السوط لا يفارقه، فلعلها كانت عادته»([122]) ، وإذا قبلنا هذه الرواية فهي دليل مادي آخر على صحة البائيتين؛ لأن ثبوتها يؤكد ثبوت وجود معارضة وقعت بين الشاعرين، ولكن الاختلاف وقع في نسبة البيتين السابقين.

وأما قول الدكتور طه مخاطباَ قارئه: «أنت تستطيع أن تقرأ القصيدتين دون أن تجد فيهما فرقا بين شخصية الشاعرين، بل أنت لا تجد فيهما شخصية ما »([123]).

فأحسب أنّ بحثاً علميّاً وجد خلاف ما يعتقده الدكتور طه، فقد أظهر التركيب اللغوي في شعر علقمة الفحل أسلوباً خاصّا به، ووقف على شخصية شعرية متميزة؛ لها طريقتها الخاصة في أسلوب النظم ، ووجد الأسلوب نفسه في بائيته المعارضة لبائية امرئ القيس ،ووقف على أنماط بنائية متحدة النسق مع ما لهما من شعر في ديوانيهما، الأمر الذي أظهر لنا شخصيتين متغايرتين وجدنا أثر كل شخصية في أكثر ما نسب إليها من شعر؛ «ولو نظر إلى الغزل في هاتين القصيدتين؛ لوجد وضوح شخصية كل واحد منهما»([124])، فامرؤ القيس متهالك وعلقمة متماسك ([125]).

وإذا كان طه حسين قد جزم في أول المقولة بنحل البائية المنسوبة إلى امرى القيس؛ فإننا نراه يتراجع عن ذلك في آخر المطاف، ويحيل الجزم إلى الظن، بقوله: « أكبر الظن أن علقمة لم يفاخر امرأ القيس، وأن أم جندب لم تحكم بينهما، [ولماذا؟ لـ: .. ].. أن القصيدتين ليستا من الجاهلية في شيء، وإنما هما صنع عالم من علماء اللغة؛ لسبب من تلك الأسباب التي أشرنا في الكتاب الماضي [أي كتاب: في الشعر الجاهلي] إلى أنها كانت تحمل علماء اللغة على النحل»([126]).

وهذا التناقض في أقوال طه حسين مرةَ بالجزم ، ومرة بالظن، يوحي بعدم اقتناعه بما يطرحه من آراء؛ لأنه حاول إخضاع النصوص لما في نظريته، ولم يحاول إخضاع النظرية لما في النصوص، ومن هنا جاء تعليله المتوقّع بأن عالماً من علماء اللغة قد وضع القصيدة ؛ لينتصر لمذهبه النحوي أو الصرفي…، وليته ألصق التهمة بعالم ليس من علماء اللغة؛ لأنهم أشد العلماء تثبّتاً، بتردّدهم في قبول النصوص الأدبية، هذا إذا كان أحد علماء المدرسة البصرية، أما إذا كان من علماء المدرسة الكوفية – والتي عُرفت بالتساهل في قبول النصوص، أو نحل بعض رجالاتها لبعض القصائد أو الأبيات التي توافق مذهبهم النحوي أو الصرفي، ممن قد يتسامح طه حسين في إلصاق التهمة به، فأين هم علماء البصرة المتشددون؟! ولماذا يقبلون بهاتين القصيدتين المنحولتين ويسكتون عنهما؟! فلا تعليق ، ولا إشارة!!. ألا يمكن أن يظهر في كتبهم ما يشير إلى وضع ونحل القصيدتين؟!!.ثم يحاول طه حسين أن يلصق التهمة بأبرز علمين من أعلام الرواية، والفقه بأيام العرب وأنسابها وأشعارها، بقوله: «وكان أبو عبيدة والأصمعي يتنافسان في العلم بالخيل، ووصف العرب إياها: أيهما أقدر عليه، وأحذق به، وما نظن إلا أن هاتين القصيدتين، وأمثالهما أثر من آثار هذا النحو من التنافس بين العلماء من أهل الأمصار الإسلامية المختلفة»([127]) .

وهذا اتهام جري بلا دلیل مقنع، لـ: «أن أمانة الرواة المتعددّین تختلف نسبياً، وإن الأكثرية منهم كانت دون ریب موثوقة»([128]) ، «ويكفي لبيان ما كان لرواية الشعر من حرمة أن نقرأ أن أبا عمرو بن العلاء، حرق مرويّاته جميعا، حين اكتشف فيها بيتاً واحداً مزوراً »([129]) ، والدكتور طه نفسه كان يشهد للأصمعي وأبي عمرو بن العلاء بأنهما لم يُعرَفا بفسق ولا مجون ولا شعوبية، ولكنه زعم بعد ذلك أنهما كذبا وانتحلا، غير محتجّ إلا بقصة بيت واحد، وضعه الأصمعي في شعر الأعشی ([130]).

وإذا كنا نسلّم بما يعتقده طه حسين من وجود تنافس بين أبي عبيدة والأصمعي؛ فإن هذا التسليم يدعم القول بعدم نحل القصة أو القصيدتين؛ لأنهما قد رويتا في مصادر كثيرة عنهما، وكل له رواية مقاربة جداً من رواية الآخر، ولو أن القصة أو القصيدتين قد اختلقها أحدهما، لما قبلها الآخر، ولكانت مغمزاً في صاحبه، ينتصر بها عليه؛ فهذا أبو عبيدة لا ينكر القصيدتين اللتين رواهما الأصمعي في ديواني الشاعرين، بل يرى أن الناس تخلط شعرهما، ولذلك حاول أفراد شعر امرئ القيس عن شعر علقمة الفحل ([131]) ، في حين كان بصيراً بما ينحله بعض الرواة إياه من شعر، من ذلك مقولته في شعر ينسب إلى امرئ القيس: «لم يقله امرؤ القيس، ولكنه لرجل من الأنصار»([132]).

إذن: لم يكن أمر الوضع والنحل في الشعر الجاهلي، ليخفى على الرواة العلماء، فقد تنبّه له كثير منهم، بل قلما نجد راوية عالم من القرن الثاني والقرن الثالث « لا تذكر لنا الأخبار المرويّة عنه أنه نصّاً صريحاً على أن بيتا أو أبياتا بعينها موضوعة منحولة» ([133]) .

ثم هناك سؤال آخر نطرحه على الدكتور طه حسين، وهو: إذا كانت هاتان القصيدتان من وضع عالم من علماء اللغة، فمن هو ذلك العالم الذي يستطيع أن يقف على شعر امرئ القيس، ويتفحّصه كلمةً كلمة، وصورةً صورة، ثم يعرف أنه يلجأ في التخلّص من وصف الناقة إلى وصف الفرس بوصف حمار الوحش، أو أنه لا يكترث بوصف ناقته، أو أنه يكثر من أدوات تشبيه معينة أو من استعارات معينة، أو أن مؤكدات الخبر عنده هي: كيت وكيت …، أو أن الحروف الزائدة تكثر في مواضع كذا وكذا … ،أو أن الإيغال في القافية يكون بالنفي، أو أنه يبني قصائده على أدوات استفهام معيّنة، أو على النداء… إلخ

وعلى النحو نفسه، قُلْ ذلك في شعر علقمة الفحل، ثم يراعي كل ذلك في طريقة البناء، بحيث يتناسق كل بناء وأسلوب بانيه، أو قل: يتقارب إلى حد التناسق، ثم يستطيع عن طريق معجم الشاعرين اللغوي أن يبدع هاتين القصيدتين على النحو نفسه، وينسبهما إلى الشاعرين المذكورين؟!!.

وهذا الأمر قد يقبله العقل، ولكن الواقع لا يقبله؛ لأن هذا الباحث الذي استجلی شعر امرئ القيس أو علقمة الفحل، لا يستطيع أن يضع قصيدة – ولو كان شاعراَ– ثم يُراعي كل ذلك، أو قل: معظم ذلك، هذه نقطة. أما النقطة الثانية فهي تعجُّب من شاعر يقول في هذه البائية:

أَلَم تَرَياني كُلَّ ما جِئتُ طارِقاً… وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تُطَيَّبِ

وهو البيت الذي فتن كبار النقاد، ثم ينسبه إلى غيره..!!.

وبعد، فإنّ طه حسين كان مغالياً في شکّه: «فأينما وجهت، فلن تجد إلا شکّا: شكّا في القصة، شكّا في اللغة، شكّاً في النسب، شكّاً في الرحلة، شكاً في الشعر» ([134]) ، مقيماً على نفسه الحُجّة بقوله: الرواة «يريدون بعد هذا أن نؤمن ونطمئن إلى كل ما يُحدّث به القدماء عن امرئ القيس !..

نعم، نستطيع أن نؤمن، وأن نطمئن؛ لو أن الله رزقنا هذا الكسل العقلي الذي يُحبّب إلى الناس أن يأخذوا بالقديم، تجنّباً للبحث عن الجديد، ولكن الله لم يرزقنا هذا النوع من الكسل، فنحن نؤثر عليه تعب الشك ومشقة البحث»([135])

والسؤال هنا أين هو البحث الشاق الجاد الذي استطاع من خلاله طه حسين أن يثبت، أو ينفي، أو يتردّد بالشك؟ أهو في الرقة التي لمسها؟! أم في التوارد الذي ذكره؟! أم في التنافس بين العلماء؟! هي استنتاجات غريبة كما يبدو، لأنها كما يقول الدكتور بدوي طبانة: « تخرج عن طبيعة الاستنتاج الذي ينبغي أن يُبني على مقومات صحيحة موثوق بها، لتكون أدلة منطقية في بحث علمي؛ لا أدلةّ خطابية في مجال التأثير والتلاعب بالعواطف، وأين الأدلة الفنيّة في إثبات انتحال هذا الشعر، أو انتحال هذه القصص؟ »([136]) .

وإذا كان الدكتور طه حسين قد بالغ في الشك وجزم بالإنكار، فإن الدكتور الضحيّان قد بالغ في الاطمئنان، وجزم باليقين؛ بلا أدلّة كافية أو مقنعة، حين أكد قائلا: « لقد أخطأ الدكتور طه حسين، حين لم يفرق بين شخصية الشاعرين، وأخطأ حين ألغاهما، وأخطأ لمّا لم يفرق بين وصفهما للخيل في القصيدتين… وأخطأ حين أنكر أمّ جندب »([137]).

وهكذا نجد الدكتورين الفاضلين قد أمعن أحدهما في الإنكار، والآخر في الإثبات؛ معتمدين على العاطفة المتعصّبة تجاه منهجيهما وبحثيهما.

و«على كُلٍّ، فإن ما ينبغي أن نُصرّ عليه في تقويمنا الأدبي هو ألا نفرض أي قانون أو حكم على العمل الفني من خارجه، إذ أن كل عمل فني له قوانينه الخاصة به، يتعيّن على الناقد، أن يستنتجها من داخل العمل نفسه، كما يجب ألا نقترب من العمل الفني بأية أفكار مسبقة عنه، أو عن أسلوبه، ذلك أن مهمتنا كدارسي أساليب أو نقاد هي: أن نستقصي، ونصف الحقائق الملحوظة في العمل الذي نقوّمه، وأن نبرّهن على استنتاجاتنا بإبراز شواهد من العمل ذاته ؛ بذلك نكون قد أفلحنا في الوصول إلى نقد علمي موضوعي »([138]).

وإذا كان الدكتور طه حسين قد أطمأنّ إلى الشك في القصيدتين، فإننا نواجه بناقدين آخرين، يظهر الشك – على استحياء – في نقدهما للقصيدتين . : أما الأول منهما، فهو الرافعي، وترى الشك عنده يدور حول بائية امرئ القيس بقوله: «إن أكثر ما في قصيدة امرئ القيس، مفرّق بألفاظه ومعانيه في قصائد أخرى له، ومنها أبيات لم يغيّر منها إلا القافية، وذلك بعض ما أخذناه على شعره؟»([139]).

وهذا الشك تجده عند الدكتور طه وادي أيضاً، حين يتساءل عن سرِّ هذا التشابه: أسببه أن امرأ القيس كان يكّرر نفسه في بعض قصائده؟ أم أن هذه القصيدة نحلها الرواة على منوال المعلقة؟»([140])

وأعتقد أن امرأ القيس لم يكن ليكرّر نفسه، فـ «ربما كانت أكثر من صورة تشترك في المادة التعبيرية، ولكن بما خلعه على كل منها من لون خاص أو ملامح معينة، جعلها تبدو فيما بينهما متغايرة » ([141]) ،وإن كانت في اللفظ متقاربة. وهذا يفسّر لنا ظاهرة المصاحبات اللغوية ،فالمصاحبة هي ميل بعض الألفاظ إلى اصطحاب بعض الألفاظ الأخرى»([142]) ، كما أن الشاعر لا يبدأ من فراغ حين ينشئ قصيدته، بل هناك معان ولطائف تختزنها ذاكرته، وهناك صور وأخيلة يدركها ذهنه… في البناء الشعري »([143])، وهذه السمات اللغوية حين تحظى بنسبة عالية من التكرار، وحين ترتبط بسياقات معينة على نحو له دلالته، تصبح خواصّ أسلوبية» ([144]) ، يقول الدّقس:«هذا ما اتضحّ لي جلياً بعد مقارنة هذه القصيدة بالمعلقّة وتاليتها، فهي روح المعلقة، ومن روح شعر امرئ القيس وأفكاره واختراعاته… وقد لاحظنا التزام امرئ القيس باللفظ والمعنى في خروجه للصيد… وهذا يؤيد ماذهبنا إليه في توثيق هذه القصيدة ونسبتها لقائلها… وتبقى اللغة أو القوالب التي صب فيها هذه الصورة وهي أيضاً، تشهد أنها من روح امرئ القيس»([145])، فإن هذا التكرار وتلك المشابهة أصل في أسلوبه، وطبعي بالنسبة لشاعر كامرئ القيس، ينشد بالفطرة أن لا يجد حرجا في أن يعيد ما نظم في قصيدة سابقة له في قصيدة أخرى. ولا غرابة في أن يتم الشاعر أسلوبه إذا كان ناضجا، ولا غرابة أن يقلّده الشعراء في ذلك، والرافعي نفسه يدرك هذا، ويقول على سبيل الفكاهة: «فكان شعره أشبه بكتب البلاغة للمتأخرين »([146]).

وإذا كان الرافعي يساوره الشك في بائية امرئ القيس، فإن الدكتور لطفي منصور يساوره الشك في بائية علقمة ولكن من وجه آخر، فيقول ملمحاً: «من الغريب أن البائية المكسورة، وهي القصيدة التي عارض فيها امرأ القيس، لم ترد في مجموعتي: الأصمعيات، والمفضّليات اللتين في أيدينا، إلا أنها مثبتة في ديوان علقمة ، وفي الاختيارين»([147])

وهذا القول قد يبدو غريباً من لطفي منصور لو أنه صرّح بالشك؛ لأن مثله يعلم أن الأصمعيات، والمفضليات ما هي إلا اختیارات من عيون الشعر العربي القديم، فما يروق للمفضّل الظّبيّ ويختاره، قد لا يروق للأصمعيّ، وما يروق لهما أو لتلاميذهما، قد لا يروق لغيرهما، أو العكس هو الصحيح، فلا نجد المفضّل يختار شيئا من قصائد امری القيس، كما لا نجد أبا زيد القرشي يختار شيئا من قصائد علقمة في جمهرة أشعار العرب؛ ولو كان عدم وجود شعر الشاعر كله أو بعضه في بعض كتب الاختيارات مدعاةً للغرابة، ومقياسا لإثارة الشك؛ لصار أغلب الشعر مشكوكاً فيه.

هذه ځجج المنكرين للقصيدتين، والمشكّكين في صحّة نسبتهما للشاعرين، وهذه الردود عليها.

ثانيا: مناقشة أقوال النقّاد المشكّكين في وقوع قصة التحكيم:

أما حُجَج الفريق الثاني: الذي لا يُنكر نسبة القصيدتين للشاعرین، بل ينكر خبر المناظرة أو يشكك في قصة التحكيم، فقد تزعمه نقادٌ ثلاثة هم: الدكتور علي الجندي، والأستاذ طه إبراهيم، والدكتور أحمد الحوفي.

يقول الدكتور الجندي عن امرئ القيس، بعد أن ذكر قصته مع أم جندب وعلقمة: «يبدو أن في هذا الخبر ماهو مختلَق، فالذي يغلب على الظن أن حياته كانت قلقة وغير مستقرة، ويستبعد أن يفكر في الزواج، على أن سلوكه السابق على ذلك الوقت لم يكن سلوك شخص يبحث عن الاستقرار …. »([148]) ، وهذا التعليل الذي ذكره الدكتور الجندي يبدو مقبولا وتطمئن النفس إليه إذا قيس بمقياس الزمن الحاضر، والبيئة المعاصرة؛ أما في ذلك الزمن الغابر، وفي تلك البيئة القاسية، فلا غرابة في أن يحدث هذا الزواج، الذي لا يعني لهم – بأي حال من الأحوال – السكن والهدوء والاستقرار كما يعني لنا اليوم، والأمثلة في باديتنا المعاصرة شاهد على ذلك.

غير أن الدكتور العباسي يرى عكس ما يراه الدكتور الجندي، فامرؤ القيس «في حاجة إلى أنيس؛ يخفّف عنه ماهو فيه من التنقّل بين القبائل، طلباً للعون؛ لاسترداد ملك أبيه.. وفتاة كهذه يركن إليها، تسلّيه وتمنّيه وتحمل عنه بعضاً من الهموم.. »([149])

ولذا، فالدكتور الجندي لا يستبعد ذلك بقوله: «.. ثم إذا كان قد تزوجها، وحدث بينه وبينها نفور في الليلة السابقة على مجيء علقمة إليه، كما تقول الروايات، فمن المستبعد أن يرضى امرؤ القيس بتحكيمها بينهما…»([150])

وهذا السبب واهٍ؛ لما تقدم من أن الروايات التي عرضت القصة لم تتفق على حصول منافرة بينهما، قبل مجيء علقمة الفحل، ولم ترد إلا برواية واحدة في كتابين هما: الأغاني والموشّح، مع تعدّد الروايات الأخرى، والتي وجدنا أولها في كتب ابن قتيبة، التي تذكر القصة بروایات متعددة، مجرّدة من ذکر منافرة الزوجين لبعضهما. ولعل خبر قِلی أم جندب لزوجها، محمول على القصة؛ لإثبات جورها في الحكم.

وإذا كان هذا الخبر صحيحاً ، وهو أن زوجته كانت تفركه، فما المانع في قبوله بتحكيمها بينه وبين علقمة؟! خاصةً إذا عرفنا اعتزاز امرئ القيس بشعره وثقته في شاعريته،« فقد كان شديد الظّنة في شعره، كثير المنازعة لأهله، مُدلّاً فيه بنفسه، واثقاً بقدرته »([151]) .

ومن الأسباب التي دعت الدكتور الجندي إلى التشكيك أيضاً «أن افتتاحية قصيدته التي قالها بهذه المناسبة، كلها حديث هوىً وعشق لأم جندب، ومن المستبعد – كذلك – أن يقول ذلك إذا كانت زوجته، وإذا كانت قد صرّحت له بكراهيتها له في الليلة السابقة مباشرة..»([152]) .

وهذا التشكيك قائم أيضا على اعتماد صحة خبر المنافرة بين الزوجين، الذي أضافته بعض الروايات إلى القصة، فإن كانت إضافة هذا الخبر محمولة على القصة، فلا وجه للشك فيها إذن، وإذا كان الخبر من صميم القصة، فإن الشك يتلاشى أمام معرفة النظام الجاهلي في عمود القصيدة، وافتتاحها بالنسيب، إذ يستبعد أن يكسر هذا العمود، أو أن يتشبّب بامرأة أخرى غير أم جندب، من أجل أن يغضبها، بل العكس هو الصحيح ، فإن قبوله بتحكيمها، يتطلب منه في مفتتح القصيدة إزالة تلك الشوائب المكدّرة لصفو العلاقة بينهما، أو قُلْ: حتى يستميل هواها إلى جانبه، فتحكم له..

أمّا إذا كان الدكتور علي الجندي يستبعد أن يتغزّل امرؤ القيس بامرأته أمام رجل آخر، فهو استبعاد لا وجه له ؛ لأدلة كثيرة منها:

– إن المجتمع الجاهلي، وحتى الإسلامي، لم يكن ينكر على الزوج أن يتغزل بزوجته، أو يعيبه بذلك، بل هو شائع مألوف.

ــ إن امرأ القيس لم يذكر في قصيدته هذه ما يعيب، فلم يكشف عورة المرأة، ولم يصور مفاتنها، أو يصف فحش اللقاء، كعادته في معظم قصائده، وقد يتخذ هذا دليلاَ على إنكار نسبة البائية إليه، وليس الأمر كذلك، لأنه في بقية قصائده يصف عشيقاته، أما هنا فيصف امرأته.

وإذا كان الدكتور الجندي يستبعد القصة، لأن امرأ القيس طلب من خليليه أن يمَرا على زوجته، وهي واقفة بين يديه، فإن هذا الاستبعاد يتلاشي، للسبب الذي ذُكر من بناء القصيدة الجاهلية على هذا الأسلوب، من مخاطبة الطلَل، ونداء الصاحب، وإن لم يمرّ بالطلل، أو لم يكن معه صاحب، وإنما هو عُرْفٌ وتقليدٌ سائر .

هذه الأسباب التي أثارت الشكوك عند الدكتور الجندي، هي باعتماده صحة خبر المنافرة بين الزوجين والتي – في اعتقادنا – أضافتها بعض الروايات لقصة التحكيم، والتي يرى الدكتور الجندي «أنها مختلَقة للرد على ادعاءات امرئ القيس في مغامراته، وهيام النساء به»([153]) ، ونحن نرى رأيه في اختلاق خبر المنافرة بين الزوجين، ولكننا قد نختلف معه في تعليل اختلاق الخبر، لأن الأقرب إلى ذلك هو وضعه من قبل النقاد المتعصبين لامرئ القيس أو عليه.

فالمتعصّبون له یرون في هذه الإضافة، مخرجاً للطعن في حكم أم جندب، والمتعصّبون ضده يرون في هذه الإضافة؛ تحطيماً لمكانة امرئ القيس في المجتمع الجاهلي.

هذا، والدكتور علي الجندي يساوره الشك في القصة كلها، لأنه لم يعتمد في كل شکوکه على الخبر المضاف للقصة فحسب، بل يرى « أنه من العجيب أن يغضب امرؤ القيس من الحكم، وهو مبني على سبب فني سليم»([154]) .

وهذا الشك لا مبرر له، لأن غضب امرئ القيس من الحكم، لا غرابة فيه، ولكن الغرابة في أن لا يغضب رجل شك في ميل زوجته إلى الطرف الآخر!!. فقد « كان يدري من قيمة شعره مالا يدريه المُعترَض عليه في تلك المحاجّة »([155]) ، فهو ناقد أيضا رأى من تفوّق قصيدته، وبلاغة قوله، ما يجزم بتحكيم الميل والهوى، فكيف – والأمر كذلك – لا يغضب؟! حتى وإن كان الحكم – في نظر الدكتور الجندي – مبنياً على سبب فنيّ سليم ؟! إضافة إلى أنه «لو لم تقم حياة امرئ القيس على ضيق مَنْ رأى زوجاتُه فيه رجلا ، لتقبّل نقدها راضياً، أو لتعزّى عنه متسلّیاً »([156]) .

هذا، وبعض الروايات تردُّ سببَ طلاقه لها، إلى تعييرها له بضعف قدراته الجنسية، لا إلى مقولتها النقدية . ([157])

أما الأستاذ طه إبراهيم، فيقول: «لابد أن نقف وقفة ارتياب وحذر عند قصة.. أم جندب… فإنّ امرأ القيس عُرف بوصف الخيل والصيد، وشهر بذلك دون الجاهليين، وهو في المعلقة، وفي قصيدته اللامية الأخرى لا يُجارى في هذا الصدد؛ ولعل ذلك ما حمل عبد الله بن المعتز على أن ينكر هذه القصيدة فيما أنكره من شعر امرئ القيس، وذلك محتملٌ جدا، فهي، وإن جرتْ على مذهبه الشعري، خاليةً من طابعه الذي نحسّه في شعره الصحيح ». ([158]) فالأستاذ طه إبراهيم يشير بذلك إلى عبارة المرزباني في الموشّح، والتي لم نعثر على مصدرها في كتب ابن المعتز، أو في غيرها من الكتب. والتي حاول أن يؤولها الدكتور کامل الدقس بقوله: « كلمة أنكر هنا، بمعنى: نقدَه وعابه، لا بمعنى إنكار، ودعوى أنها منتَحَلَّة، وذلك اصطلاح عند صاحب الموشّح يُفهم من قراءة الكتاب »([159]).

أمّا القول بشهرة امرئ القيس في وصف الفرس، فهو قولٌ صحيح، وأما القول بأنه لا يُجارى في ذلك، فمبالغٌ فيه، لأن الشهرة عنده شهرة كثرة، لا شهرة نبوغ. فقد يكون أبو داود الإيادي أشهر منه، وقد يكون عنترة العبسي أبدع منه في هذا المجال، لأنهما يصفان نفسية الفرس، أما علقمة فلم يشتهر بوصف الفرس، ولم يُعرف عنه ذلك، و شعره في وصف الفرس – من غير شعر البائية – قليل جداً، ولكننا – مع ذلك – نجد شخصية كل منهما في وصف فرسه، فعلقمة فارس، وامرؤ القيس قانص، وهذان الحصانان نجدهما في بقية أشعارهما، وقد انتهى الدكتور الضحيّان إلى القول بأن علقمة كان « متأثراً بأبي داؤد الإيادي…يقلّده، ويتكئ عليه في صورته الشعرية تلك »([160]).

وإمّا قول طه إبراهيم بأن « الموازنة على شريطة الجمع بين ثلاثة أشياء[ وحدة: الغرض، والوزن، والقافية] فكرة على شيء من الدّقة لا تتلاءم مع الروح الجاهلي في النقد الأدبي..»([161]) .

ولعل في هذه المقولة تقليلاً من قدرة العرب على التفكير المنظّم، وإدراك علاقات الأشياء، وكأنه نسي أن المعجزة الآلهية كانت من جنس ما برعوا فيه من البلاغة والفصاحة والمعارضة، حتى غدا منظوم الكلام هو العلم الذي « لم يكن لهم علم غيره»([162]) ،و« شغل حياتهم إلى درجة كبيرة» ([163])، إضافة إلى أن« الشعراء في الجاهلية هم من أهل المعرفة، ومن أعلم أهل زمانهم… ومن أرقى الطبقات عقلاً، بدليل ما صدر عنهم من شعر» ([164]) ،أو نقد.

فهذه «الحادثة بشعر شاعریها تفيدنا أن المعارضات الشعرية كانت بعيدة الجذور ومسايرة للشعر، منذ أيامه الأولى، ونلمس كذلك جيدا المقومات الأساسية في شعر المعارضات، وذلك من خلال ما قالته أم جندب لزوجها ولعلقمة.. فهذا يعني وجوب وحدة الموضوع والوزن والقافية وحركة حرف الروي، وبذلك تكون المعارضات صحيحة تامة» ([165])

إن المنافرات أو المناظرات أو المعارضات لا يمكن أن ننكر وجودها في العصر الجاهلي «تحت ضغط شبهات الوضع والانتحال»، فالمنافرات، وما تشتمل عليه من مناظرة: «كأنها صورة مبكّرة لما نراه الآن من مناظرات بين المتنافسين »([166]) ، وهذا يدل على عقليّة متفتّحة، ومجتمع قبليّ منظّم.

أما المعارضات في الشعر« فلم تكن العرب توازن بين قصيدة في الرثاء أو أخرى في الفخر، ولا يوازنون بين بيت في المديح وآخر في الهجاء، ولكنهم كانوا يشترطون اتّحاد البيت أو القصيدة في الغرض الشعري، ويلحق بذلك أن يكون الشاعران ممن عُرف عنهما الإجادة في هذا الفن الشعري بالذات » ([167]) ، ولو كانت الموازنة بين قصيدتين مختلفتين وزناً وقافية وموضوعاً، أو مختلفتين في واحدة منها؛ لدعانا ذلك إلى التشكيك في صحتها، أو في قبول الطرفين بها.

ثم يفصح طه إبراهيم عن ارتيابه « في أنّ جاهلياً يُدرك الفرقَ بين الرّويّ والقافية [ كما يرتاب] … في أن هذه الألفاظ تستعمل في العصر الجاهلي بمعناها الاصطلاحي»([168])

وهذا الارتياب ليس له ما يبرّره، لسببين:

الأول: إن ذكر الرّويّ والقافية، لم يرد في معظم الروايات المتواترة ([169])، ولعل ذكرهما في بعض الروايات، هو من عمل الرواة؛ لـ « أن النصوص التي بين أيدينا عن النقد، إنما هي نصوص، رویت في الإسلام، ورويت بعقليّة الزمن الذي عاش فيه الراوية، وربما بلغنا مضمون النقاش، أو النقد الذي نُسب إلى الشاعر»، ([170]) و« لم تصلنا منه إلا أثارات يسيرة، شوّهها الرواة، وخلعوا عليها لباساً غير لبوسها » ([171]).

أما السبب الثاني: فقد ذكره الدكتور عبد الرزاق حسين، وأثبتّ بالدليل الماديّ معرفة العرب لهذه المصطلحات ([172]) ، بل معرفتهم بما هو أعمق من هذه المصطلحات، فقد « ذكرت في أشعارها السّناد والإقواء والإكفاء.. وذكروا حروف الرّويّ والقوافي، وقالوا: هذا بيتٌ، وهذا مصراع…. » ([173])

إذن: لا يوجد مبرّر منطقي يدعو طه إبراهيم، للارتياب في خبر هذه المناظرة.

ومن المشكّكين في قصة التحكيم أيضا: الدكتور أحمد الحوفي الذي يرى أنها «في حاجة إلى تمحيص»، يقول: «إني أشك في هذا التحكيم؛ لأني لا أعقل أن تجرؤ امرأة ٌعربية على أن تؤثر رجلاَ على زوجها، وهي واثقةٌ بأن الرّجال غُيّر، وهي أيضاً ذات حياءٍ وحصافة.. » ([174]) ، وهذا الاعتقاد مستبعدٌ أيضا؛ لأن مراجعة مصادر التاريخ والأدب القديمة تثبت وقوع مثل هذه المنافرات والخلافات بين الزوجين.

فإن قيل: هي زوج سیّد، وزوجات السادة لا يتمرّدن على أزواجهن، فنقول: هذا حاتم الطائي سيّد قومه، ومع هذا فقد طلّقته زوجته ماويّة بنت غفزر، وتزوجّت ابن عمه، الذي أغراها بقوله: «طلّقي حاتماً وأنا أتزوجك وأنا خيرٌ لكِ منه، وأكثر مالاً، وأنا أمسك عليك وعلى ولدك » ([175]).

وإن قيل: هي زوج شاعر، وزوجات الشعراء لا يتجرأنّ على أزواجهن، خشية الهجاء، فنقول: هذه زوج عُبيد بن الأبرص الشاعر الجاهلي المعروف، تكرهه لكبر سنه، وتريد فراقه، ولم تبالِ بما قاله فيها في لاميته الشهيرة ([176]). وهذه النّوار زوج الفرزدق كانت کارهةً له، فلما رأى ابن الزبير ذلك قال له: ماحاجتك بها، قد كرهتك، فكن لها أكره، وخلِّ سبيلها» ([177]).

وإن قيل: ليس المقصود التمرّد، وإنما المقصود ترك الزوج إلى رجل آخر وإيثارها له، فنقول: إن أم جندب لم تؤثر علقمة؛ لأنها تحبّه فهذا أبعد مايكون عن الحقيقة» ([178]) ،وإنما هي كانت تنظر وتنقد، وهي في ذلك لم تقم إلا بوظيفة الناقد.

ولو افترضنا أنها كانت تُحبُّه، وتكّره زوجها، أيكون ذلك غريباَ في العصر الجاهلي؟! وقد توالت فيه قصص كثيرة عن نساء أبغضن أزواجهن، وطلبن الطلاق، وتزوّجن بغيرهم، كقصة (دختنوس ) بنت لقيط التي كانت «عند عمرو بن عدْس، وهو شيخ كبير، فوضع رأسه في حجرها، فنفخ كما ينفخ النائم، فقال: أخٍّ ! فقالت: أخٍّ والله منك، وذلك بسمعِه، ففتح عينيه وطلّقها، فتزوجها عمروبن معبد بن زرارة.. » ([179])،وما قصة صاحب المثل الشهير : «الصيف ضيعت اللبن» ([180]) ، منها ببعيد.

فإنْ كانت ماويّة أو النّوار أو دختنوس أو غيرهنّ يصرّحن بكراهة أزواجهن، فإن شعور المرأة وعاطفتها القويّة ـ حُبّاً وبُغضاً ـ قد تغلبتْ على حيائهنّ أو خوفهن من أزواجهن، وقد تكون أمّ جندب مثلهنّ «عبرت – ربما من حيث لا تدري – على نفورٍ داخليّ تجده في أعماقها نحو زوجها» ([181]) ، الذي عُرف من تاريخه أنه غير موفّق في حياته العاطفية، كثير الزواج، كثير الطلاق ، مئناثاً مفرّكاً، يفتقد أهم ما يُطلَب في الزوج، وما من أجله تتزوّج المرأة» ([182]).

يقول الرافعي: «وما أرى أم جندب إلا أرادت ما تريد الفارك من بعلها، فقرعت أنفه على حميّة ونخوة، وهي تعلم أنها – لابدّ – مسرّحة في زمام هذه الكلمة » ([183]) ، فهي « تريد إغضابه ؛ ليطلقها، فتحظى بعلقمة، وقد ظفرت »([184])، ولكن الدكتور الحوفي يستبعد هذا بقوله: «لا يشفع في هذا أنها فارك تهتاجُ زوجَها؛ ليطلقها؛ لأنها لم تكن تدري ماذا يجرّه حكمها، فقد يجرّ الطلاق الذي تريده ، لكنه مخالط بسوء ظن ومذمّة، فقد يجرّ عضلاً وتعليقا، وربما نجم عنه أن يُزهِق روحَها زوجُها الهائج الغضبان» ([185]) ، وهذا تعليلٌ مقبول، لكن ما الذي فعلته لكي يزهق روحها؟ ألم يرتضيها حَكماً؟ ألم تُعلِّل لحكمها؟ ألم تكن موفّقة في نقدها؟. ألم تكن صادقة في قولها؟!،وهل من عادة الأشراف والسادة أن يقتلوا النساء؟!.

إن امرأ القيس لو أقدم على قتلها؛ لتلطّخ بعارٍلا يغسله أبد الدهر، ولكن أعظم ما يفعله في هذا الموقف هو الطلاق؛ لحفظ ماء الوجه من جهة، ولاعتراضه على حكمها من جهة أخرى. ويظهر هذا الاعتراض في قوله لها: «ليس الأمر كما ذكرتِ، ولكنكِ له عاشق »، ولعل علاقاته غير الشرعية مع عشيقاته، تركتْ هذا الأثر السلبي على علاقاته الشرعيّة مع زوجاته ، فكان سيء الظّن بهن، سریعاً إلى التخلّص منهن» ([186]).

ويثير الدكتور الحوفي نقطة أخرى تدعوه للشك، بقوله: «إنّي أستبعد أن يقول الشاعران على البديهة هاتين القصيدتين الطويلتين البارعتين » ([187])

أمّا طول القصيدتين وبراعتهما على نحو ما يعتقده الدكتور الحوفي فلا غرابة فيه ؛ لأن الأولى لأمير الشعر في العصر الجاهلي، والثانية لفحل شعراء الجاهلية، ولو كانت هاتان القصيدتان غير بليغتين أو غير بارعتين كما يرى الحوفيّ، لكان ذلك مدعاة ً للشك بأنها من صنع شاعر متأخر قد لا يحسن فن القول.

أماّ قولهما على البديهة، فشيءٌ لا يرفضه العقل ولا الواقع؛ لأن في عصرنا الحاضر شعراء يستطيعون بملكتهم الشعريّة، أن ينظموا القصيدة على البديهة، والتاريخ القديم والحديث، يشهد بمثل هذه الوقائع، فالشعراء« منهم من يُعرَف بالتنقيح.. ومنهم من يُعرف بالبديهة، ووحدة الخاطر، ونفاذ الطبع، وسرعة النظم، يرتجل القول ارتجالا، ويطبعه عفوا صفواً… » ([188]).

ثم إنّ القصة في كلّ مصادرها، لم تذكر أنهما قالا القصيدتين على البديهة، بل إنّ بعض روایات دیوان المفضّليات والموشّح تنصّ صراحة على احتمال قول القصيدتين على التراخي، وإلى هذا ذهب الدكتور عبد الرزاق حسين، وانتهى إلى القول بموضوعية «ليس لنا أن نبدي الرأي في ذلك ما دمنا لم نجد نصّاً واضحاً يحدّد لنا الأمر» ([189]).

ومما يثير الشك عند الدكتور الحوفي« أنّ مئات من الشعراء وغيرهم من مشهوري الجاهلية قد خلفوا غيرهم على نسائهم، ولم يُسَمّ أحدهم فحلاً، فلماذا خُصّ علقمة بهذا اللقب» ([190])،وهذا القول لا ينهض دليلاً على الشك أيضا، لأن لقب الفحولة، يتجاذبه سببان، مال الدكتور الجندي إلى الثاني منهما بقوله: «إن سبب تسمية علقمة بالفحل، لا يرجع إلى أنه خلف امرأ القيس على أم جندب، ولكن يبدو أن ذلك كان للتفريق بينه وبين شخص آخر يسمى علقمة الخِصّي» ([191]).

وإذا كان الأمر كما قال الدكتور الجندي، فلا حُجّة للدكتور الحوفي، أما إذا لم يكن كذلك؛ فإن لقب الفحولة يتجاذبه معنيان حقيقة، ومجاز، وقد يكون لكلا المعنين وجه مقبول، فإن كانت على المعنى المجازي، أي: أنه غلب امرأ القيس في صياغة المعاني الشعرية، فلا ځجّة قائمة للشك، وإن كانت على المعنى الحقيقي، أي: أنه خلف امرأ القيس على طليقته، فالحجة قائمة؛ لأن كثيراً ممن خلفوا على نسائهم لم يُلقّبوا بالفحول، ولكن هذا الشك يتلاشى مع مقولتها في تعيير زوجها، ومع معرفة تاريخ امرئ القيس وضعفه الجنسي» ([192]) ، وكأنَّ الناس لاحظوا أنها هجرتْ الشّيب، واستقبلت الشباب، لعلها تجد عند علقمة ما أفتقدته عند امرئ القيس، فلقبّوه لذلك بالفحل.

هذا ، وهناك حُجَجٌ أخرى لبعض تلامذة الدكتور طه حسين، وهما الدكتور شوقي ضيف، والدكتور نجيب البهبيتي، ولكنهما اختلفا مع أستاذهما في عدم التشكيك في نسبة القصيدتين إلى الشاعرين، واتفقا معه في إنكار قصة التحكيم:

ــ إذ يرى الدكتور شوقي ضيف: «أن الرواة لاحظوا تشابه القصيدتين في أغلب العناصر، فنسجوا حولها أسطورة التحكيم…» ([193])، «فهي قصص شعبي يكشف عن الإحساس بتقارب هذين الشاعرين في مذهبهما الشعري، واتجاههما الفني»([194]) .

وهذا في – اعتقادنا – سببٌ وجيه يدعو إلى التشكيك في صحّة القصة، ولكنه لا يدعو إلى إنكارها جملةً وتفصيلا، إذ لو كان تقارب كل شاعرين في مذهبهما الشعريّ، أو تشابه كل قصيدتين، مدعاةً للوضع؛ لوجدنا أمّهات جنادب کثیرات، وهذا مخالف لما قرّره المتخصصون في النقد، بأن ما ضاع من قصص النقد الجاهلي أكثر مما هو موجود الآن ([195]) ، الأمر الذي دفعهم إلى القول بأنه لولا ارتباط هذه المناظرة بشاعرين كبيرين، وبقصة ظريفة، لمحتها ذاكرة النسيان، وضاعت من جملة النقد الضائع ([196]).

ولكن الدكتور شوقي ضيف يضيف سببا آخر وهو أن الشاعرين لم يلتقيا، ولم يكن لهما أن يلتقيا، مؤيداً بذلك رأي أستاذه، وكان الدكتور طه حسين يرى أن علقمة « مات بعد ظهور الإسلام، أي: في عصر متأخر جدّاً بالقياس إلى امرئ القيس» ([197])، واستغل هذه النقطة الدكتور شوقي، لينكر قصة التحكيم، والتي اختلقها الرواة – حسب اعتقاده – «غير ملاحظين أن علقمة ليس من معاصري امرئ القيس؛ لأنه كان يعيش في أوائل القرن السابع الميلادي» ([198]) ،وهذه النقطة قد رد عليها الدكتورعبد الرزاق حسين ، وأغلق باب الشك فيها، بتحقيقه لتاريخ وفاة علقمة على وجه التقريب في سنة 603 م ، أي أنه مات قبل أن يدرك الإسلام ([199]).

وإذا كان علقمة قد أدرك الإسلام، فما الذي يمنع لقاءه مع امرئ القيس إنْ عُدّ من المعمّرين ؟! فهذا حسّان بن ثابت أدرك الحارث بن أبي شِمرملك الغساسنة في الجاهلية، والنابغة الذبياني، وعلقمة الفحل في مجلسه ([200])، وعُمّر حتى أدرك خلافة الأمويين ، ومن المعمّرين من أدرك امرأ القيس وأدرك الإسلام أيضاً ([201]).

ولكن قد يُقال: إذا لم يكن علقمة من المعمّرين، أي: أنه عاش في الجاهلية ومات في الجاهلية – وهو الراجح – فهذا لا يعني أيضا معاصرته لامرئ القيس، لأنه يجوز أن يكون قد ولد بعد وفاة امرئ القيس أو قبلها بقليل، وعاش فترة قصيرة، ثم مات شاباً، کميتة طرفة بن العبد. خاصة إذا علمنا البون الشاسع بين وفاة امرئ القيس وظهور الإسلام.

وهذا القول مردود أيضأ بروايات الأدب والتاريخ، فقد روی رؤبةُ عن أبيه عن جدّه عن عمّة جده وكانت في بني دارم – قالت: « سألت امرأ القيس، وهو يشرب طلاءً له مع علقمة بن عبَدة – : ما معنى قولك: كرّك لأمين على نابلِ ؟ فقال: مررتُ بنابلٍ وصاحبه يناوله الريش لؤاماً وظهاراً، فما رأيت أسرع منه ولا أحسن، فشبّهت به ! » ([202]) ، وهذه الرواية تؤكد أنه كان صديقاً لامرئ القيس ، ويذهب الدكتور عبد الله الطيب إلى أن علقمة وامرأ القيس كانوا من رجالات العرب في النصف الأول من القرن السادس الميلادي ، أو حوالى ذلك ([203])، وقد ذهب الدكتور طه مكيّ إلى أبعد من ذلك حين حدّد زمن لقائه بامرئ القيس وأمِّ جندب في قصة التحكيم على وجه التقريب وهو عام 544 م ، « ولم يكن علقمة يومها شاعراً شيخاً ،وإنما شابّا فتيّاً » ([204]).وبهذا يتضح أن« معظم القرائن تؤكد معاصرة علقمة لامرئ القيس ، وأن التشكيك في معاصرتهما ليس له سندٌ قويٌ يؤيده »([205]) .

ويرى الدكتور لطفي منصور أن قصة التحكيم هي « من صنع العصبية القبلية بين اليمنية والمُضَرية» ([206])، وُضِعتْ؛« لتُغلّب علقمة على امرئ القيس، ولتقدّمه في الشعر عليه، ليصبح َ الأخير من الشعراء المغلّبين، واتخذ الفرزدق ذلك ذريعة للافتخار، فقال:

والفَــحـلُ عَلـقَمَةُ الَّذي كانَتْ لَهُ… حُلــَلُ المُلوكِ كـــلامُــهُ لا يــُنحَـلُ » ([207]).

وهي حجة قد يكون لها نصيبٌ من الصحة، فمن المعروف أن امرأ القيس کِنْديّ، وكِندة من اليمن، وأنّ علقمة تميميّ وتميمٌ من مُضَر، والتنافس بينهما معروف، فيجوز أن تكون من صنع العصبية القبلية، لكن هناك معارضة أخرى نقلتها كتب الأدب، وهي مثبتة في القسم الصحيح من دیوانه، بينه وبين التوأم اليشكري، وهو من قبيلةٍ يمنية» ([208])، وقد انتصر فيها على امرئ القيس، حتى « آلى ألا ينازعّ الشعر أحداً بعده» ([209]).

فهل يعني هذا أنها من صنع العصبية القبلية أيضاً؟ وكيف تكون كذلك، والشاعران يمنيان؟!.

أمّا قوله بوضع القصة؛ للتقليل من شأن امرئ القيس في صنعة الشعر، وأنه من المغلوبين في المنازعة، فهذا مالا تقبله عدالة النقد القديم، لأن كتب النقد القديمة، والتي روت هذه القصة وغيرها من قصص النقد لم تترصّد لامرئ القيس بالنقد وحده، بل تعرّضت لنقد شعراء كثيرين، ومن ضمنهم علقمة هذا الذي فضّلته على امرئ القيس، ومن ضمنهم عبيد بن الأبرص الذي انتصر عليه امرؤ القيس في مناظرة شعرية، مثبتة في دیوانه ([210]).

وبعد هذا العرض يمكن القول: إن المصادر الأدبية والنقدية القديمة قد أعطت أمرأ القيس ما يستحق، أو أكثر ممّا يستحق، فلو تواترت على الوضع والدّس، لتصغير شأنه في مجال المعارضة، فلِم قارنَ الباقلاني بين كلام الله عز وجل وبين أبلغ كلام العرب المتمثّل في شعر امرئ القيس ([211])؟!. ولِمَ عدّه النقاد أمير الشعر الذي فجّر ينابيعه؟! .

ويبدو أن الدكتور لطفي منصور قد نسي أو تناسى أنّ الفرزدق ـــ وهو من بني تميم ـــ قبْلَ أن يفتخر بعلقمة الفحل التميمي المضري، افتخر بأستاذه امرئ القيس الكندي اليمني، فقال:

وهَبَ الْقَصَائِدَ لِي النَّوابِغُ إِذَ مَضَوا… وَأَبو يَزيدَ وَذو القروحِ وَجَروَلُ

والفَــحـلُ عَلـقَمَةُ الَّذي كانَتْ لَهُ… حُلــَلُ المُلوكِ كـــلامُــهُ لا يــُنحَـلُ

إذن: بعض أقوال النقاد السابقين قد يكون لها نصيبٌ من الصحة، وقد لا يكون .

وإذا كان الأمران يجوزان، فلا دليلٌ ماديٌّ قاطع يدعو إلى التشكيك في خبرٍ تواترتْ به الروايات، وتناقلتُه كتب الأعلام المحققّين .

الخاتمة

انطلق البحث من فرضية حدوث أقدم قصّة نقديّة في تاريخ الأدب العربيّ ، والتي ألصق بها العديد من الدراسين والباحثين المحدثين ،والمعاصرين التّهم ، مستندين على قرائن ،وشواهد ،وأدلة ظنيّة تُرجّح ــ عندهم ــ عدم وقوع هذه المحاكمة النقدية، وعدّوها ضرباً من الخيال القصصي ، فرضته ظروف ثقافيّة واجتماعية في فترة تسجيل الأدب العربيّ ، ونقله من المشافهة إلى التدوين الكتابي، وبعد مناقشة كل العلل والأسباب ، والشواهد والدلائل ، وجد البحث أنّها ظنيّة ، تنطلق من نظرية الشك الديكارتية، وتتجه نحو فرضية أنها أكذوبة قصصية ، من أجل الدعاية والإثارة .

وبما أنّ الحقائق العلمية لا تتكئ على الاعتقادات الظنية ، ولا تعتمد على القرائن المصاحبة ، فإنّ هذا البحث انتهى إلى قبول أصل القصة في المناظرة الشعرية ، والمحاكمة النقديّة ، لتواردها في كتب اللغة والأدب والبلاغة والنقد في فترة بداية التدوين في القرنين الثاني والثالث الهجري، ولعدم التشكيك في صحتها من قبل العلماء القدماء ، ولتوافقها مع ثقافة العصر الجاهلي القائمة على المنازعة والمعارضة والمجاراة ،والمباراة والتحدّي ، والتي أفرزت حرب داحس والغبراء ،وأفرزت خيمة النابغة الحمراء التي كان يتنافس تحت قبتها الشعراء ،و كان النقد فيها قد وصل مرحلة من النضج الفني القائم على تحليل الأبيات ،وتعليل الأحكام النقديّة ، ممّا لا يستبعد معه حدوث هذه القصة التي يقبلها العقل ويؤيدها النقل ، وتدعمها الشواهد ، وتشير لها الوقائع .

ويوصي البحث بقيام دراسة أسلوبيّة تفحص البائيتن المعارضتين لغويأ ، وتقارنهما ببقيّة شعر الشاعرين، وتفحص القصة ، بناء على المناهج الحديثة في نقد الروايات والقصص الإخبارية.

المصادر والمراجع :

ـ الآداب ، عبد الله بن المعتز ، ت : صبيح رديف ، المكتبة الوطنية ، بغداد ، ط1 ،1972.

ـ الإبانة عن سرقات المتنبئ ، أبو سعد محمد بن أحمد العميدي ، ت : إبراهيم الدسوقي البساطي ، دار المعارف ، مصر ،1961.

ـ ابن المعتز وتراثه في الأدب والنقد والبيان ، د. محمد عبد المنعم خفاجي ، دار العهد الجديدة ، القاهرة ، ط2، 1958.

ـ أدب العرب في عصر الجاهلية ، د. حسين الحاج حسن ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1 ،1984.

ـ الأدب العربي في الجاهلية والإسلام ، عمر رضا كحالة ، المكتبة العربية ، دمشق، 1972.

ـ الأدب وفنونه (دراسة ونقد) ،د . عز الدين إسماعيل ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، ط5 ، 1973.

ـ الأسلوب: دراسة لغوية إحصائية ، د. سعد مصلوح ، دار البحوث العلمية ، الكويت ، ط1، 1980.

ـ أصول النقد ،د . محمد عبد المنعم خفاجي ، مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة ، 1975.

ـ الأصول الفنية للشعر الجاهلي ، د. سعد شلبي ، مكتبة غريب ، القاهرة ، 1977.

ـ أضواء النقد ، مصطفى عوض الله بشارة ، الدار السودانية ، ط 1 ، 1977 .

ـ إعجاز القرآن ، أبو بكر محمد الباقلاني ، تقديم : محمد شريف سُكّر ، دار إحياء العلوم ، بيروت ،ط2 ،1990.

ـ الأغاني ، أبو فرج الأصفهاني ، ت: عبدا . علي مهنّا ، دار الكتب العلميّة ، بيروت ، ط1، 1992.

ـ الأمالي ، أبو علي القالي ، دار الجيل، بيروت ،ط2 ،1987.

ـ امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية، د. طاهر أحمد مكي ، دار المعارف ، مصر ، ط1، 1968.

ـ أمير الشعر في العصر القديم ، محمد صالح سمك ، دار نهضة مصر، القاهرة ، 1974.

ـ أوهام شعراء العرب في المعاني ، أحمد تيمور باشا ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، ط1 ، 1950.

ـ البديع في نقد الشعر ، أسامة بن منقذ ، ت : د . أحمد بدوي ، د. حامد عبد المجيد ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، لا: ط ، لا : ت .

ـ البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية ، د. فضل عبّاس ، دار النور ، بيروت ، ط1، 1989.

ـ بيئات نقد الشعر عند العرب من الجاهلية إلى العصر الحديث، د. إسماعيل الصيفي ، دار المعرفة الجامعية ،الإسكندرية ، ط2 ، 1990.

ـ تاریخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي ، دار الكتاب العربي ، بيروت، ط2، 1974.

ـ تاريخ الأدب العربي، كارل برو كلمان ، ترجمة : عبد الحليم النجار ، دار المعارف ، مصر ،1959.

ـ تاريخ الأدب العربي، د.علي الجندي ، مكتبة الجامعة العربية ، القاهرة ،لا :ط ، لا : ت.

ـ تاريخ الأدب العربي ” في العصر الجاهلي ” ، د.سباعي بيومي. مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1948.

ـ تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث الهجري ، د. نجيب البهبيتي ، مكتبة الخانجي ، القاهرة، ط3، 1967.

ـ تاريخ المعارضات في الشعر العربی، د. محمد نوفل ، مؤسسة الرسالة ، بيروت، ط1، 1983.

ـ تاريخ النقائض في الشعر العربي ، أحمد الشايب ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، ط3 ، 1966.

ـ تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، طه إبراهيم، دار القلم ، بيروت ، ط1، 1988.

ـ تاريخ النقد العربي من الجاهلية حتى نهاية القرن الثالث ، د. داؤد سلوم ، مطبعة الإيمان ، بغداد، 1969.

ـ تذوق الأدب (طرقه ووسائله )، د. محمود ذهني ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، لا : ط ، لا : ت .

ـ التفكير البلاغي عند العرب ، حمادي صمّود، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة التونسية ، 1981.

ـ ثلاث رسائل في إعجاز القرآن الكريم ، الخطّابي والرُّماني والجرجاني ، ت: محمد خلف الله ومحد زغلول سلام ، دار المعارف ، ط 4 ،لا : ت.

ـ جمهرة أنساب العرب، أبو محمد علي بن أحمد بن حزم ، ضبط : لجنة من العلماء ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،1998.

ـ جوهر الكنز ، نجم الدين بن الأثير الحلبي ، د. محمد زغلول سلاّم ، منشأة المعارف ، الإسكندرية ، لا : ط ، لا: ت.

ـ الحماسة البصرية، صدر الدين بن أبي الفرج البصري ،تعليق :مختار أحمد ، دائرة المعارف العثمانية ،حيدر آباد ، ط1، 1964.

ـ خاص الخاص، أبو منصور الثعالبي ، تقديم : حسن الأمين ، مكتبة الحياة ، بيروت ، لا: ط ، لا: ت.

ـ خزانة الأدب، عبد القادر بن عمر البغدادي ، إشراف : د. اميل بديع يعقوب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ،1998.

ـ الخيل، أبو عبيدة مُعمَّر بن المثنّى ، دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، ط2 ، 1981.

ـ دیوان امرئ القيس، بن حجر الكندي ، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، مصر، ط5 ، لا:ت.

ـ دیوان حاتم، الطائي ، دار صادر ، بيروت ، 1981.

ـ ديوان عبيد بن الأبرص ، دار صادر ، بيروت ، 1995.

ـ دیوان علقمة ، ت : لطفي الصقال ودُريَّة الخطيب ، دار الكتاب العربي ، حلب ،ط1 ، 1969.

ـ ديوان المفضّليات،المفضّل الضّبي ،شرح : أبو محمد ابن الأنباري ، ت: كارلوس لايل ، مطبعة الآباء اليسوعيين ،بيروت ،1920.

– دراسات في النقد الأدبي والبلاغة ، د. أحمد كمال زكي ، دار الأندلس ، ط2 ، 1980.

ـ دراسات في النقد العربي، د. عثمان موافى ، دار المعارف الجامعية ، الإسكندرية ، 1999.

ـ دراسات في نقد الأدب العربي ، د. بدوي طبانة ، دار الثقافة ، بيروت ، لا: ط ، لا : ت.

ـ رفع الحُجَب المستورة عن محاسن المقصورة ، أبو القاسم محمدالسبتي ، ت : محمد الحجوري ، وزارة الأوقاف ، المغرب ، 1997.

ـ الروائع من الأدب العربي ، د. يوسف خليف وآخرون ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1983.

ـ سرّ الفصاحة ، أبو محمد عبد الله بن سنان الخفاجي ، ت : عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة محمد علي صبيح ، القاهرة ،1969.

ـ السرقات الأدبية ، د . بدوي طبانة ، دار الثقافة ، بيروت ، 1974.

ـ شرح بائية علقمة، د. عبد الله الطيب ، دار الفكر ، بيروت ،لا : ط ، لا: ت.

ــ شروح التلخيص ، القزويني والسبكي والمغربي والدسوقي ، نشر أدب الحوزة ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لا: ط ، لا ت.

ـ الشعر الجاهلي ( خصائصه وفنونه ) ،د. يحيى الجبوري ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط4 ، 1983.

ـ الشعر والشعراء، ابن قتيبة الدينوري ، ت : أحمد شاكر ، دار الحديث ، القاهرة ، ط1 ،1996.

ــ الشعراء النقاد في العصر الجاهلي والإسلامي، د. عبد اللطيف محمد الحديدي ، لا :د، لا: م، ط1 ،1998.

ـ الصورة الفنية في شعر امرئ القيس ،د. سعد الحاوي ، دار العلوم ، الرياض ، 1983.

ـ الصناعتين ، أبو هلال العسكري ، ت: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، المكنبة العصرية ، بيروت ،1986 .

ـ طبقات فحول الشعراء ، محمد بن سلّام الجمحي ، دار المدني ، جدة ، لا: ط ، لا : ت .

ـ طبيعة الفن ومسئولية الفنان ، د. محمد النويهي ، دار المعرفة ، بيروت ، ط2 ، 1964.

ــ علقمة بن عبدة الفحل حياته وشعره ، د. عبد الرزاق حسين ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، ط1 ، 1986.

ـ العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ، ابن رشيق القيرواني ، ت : محمد محي الدين عبد الحميد ، دار الجبل ، بيروت ، ط5 ،1981.

ـ عمود الشعر العربي، د. محمد مريسي الحارثي ، النادي الثقافي الأدبي ، مكة المكرمة ،1996.

ـ عن اللغة والأدب والنقد ، د. محمد أحمد الغرب ، المركز العربي للثقافة والعلوم ، بيروت ،لا: ط، لا:ت.

ـ عيار الشعر ، أبو الحسن محمد بن طباطبا ، ت: د . عبد العزيز المانع ، الخانجي ، القاهرة، لا : ط ، لا :ت.

ـ في تاريخ النقد والمذاهب الأدبية ، محمد طه الحاجري ،دار النهضة العربية ، بيروت ، 1982 .

ـ القزويني وشروح التلخيص ،د. أحمد عبد المطلوب ،مكتلة النهضة ، بغداد ، 1967.

ـ قیم جديدة للأدب العربي، د. عائشة بنت الشاطيء ، معهد البحوث والدراسات اللغوية بجامعة الدول العربية ، القاهرة ،1966,

ـ اللغة والدلالة في الشعر ” دراسة نقدية ” ، د. علي عزت ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1976.

ـ اللقاءات الأدبية في الجاهلية والإسلام ، د. عدنان البلداوي ، مطبعة الشعب ، بغداد ، ط1، 1976.

ـ مصادر الشعر الجاهلي ،د. ناصر الدّين الأسد ، دار المعارف ، مصر ، ط 5 ، لا :ط ، لا: ت .

ـ المعارضات في الشعر العربي ، د. محمد بن سعد بن حسين ، النادي الأدبي ، الرياض ، 1980 .

ـ المعارضة في الأدب العربي ، د. إبراهيم عوضين ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ط1، 1980 .

ـ المعاني الكبير ، ابن قتيبة الدّينوري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ،1984 .

ـ المعاني المتجددة في الشعر الجاهلي ، محمد صادق عبد الله ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1994.

ـ معاهد التنصیص على شواهد التلخيص ،عبد الرحيم العباسي ،ت : محمد عبد الحميد ،المكتبة التجارية ،القاهرة، 1947.

ـ معلقات العرب ، بدوي طبانة ، مطبعة الرسالة ، لا:م ، لا: ط، لا: ت.

ـ مقالات في تأريخ النقد العربي، د. داود سلذوم ، دار الرشيد ، بغداد ،1981.

ـ مقاییس اللغة ، أحمد بن فارس، ، ت : شهاب الدين أبو عمرو ، دار الفكر ، بيروت ، ط1، 1994.

ـ مقدمة ابن خلدون ، عبد الرحمن ، بن خلدون ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لا : ط ، لا : ت .

ـ الموازنة بيئتها ومناهجها في النقد الأدبي ، د. محمد فوزي عبد الرحمن ، دار قطري بن الفجاءة ، قطر ، 1983.

ـ الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري ،أبو القاسم الحسن بن بشر الآدمي ، ت : السيد أحمد صقر ، دار المعارف ، ط4 ، لا: ت.

ـ موسوعة الشعر العربي ، اخيار مطاع صفدي ، وإيليا حاوي ، وإشراف : د . خليل حاوي ، شركة خياط للنشر ، بيروت ،1974.

ـ الموشّح ، أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، ت : محمد حسين شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1، 1995.

ـ من تاريخ الأدب العربي “العصر الجاهلي الإسلامي “، طه حسين ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط1، 1970.

ـ من قضايا الأدب الجاهلي ، د. محمد أبو الأنوار ، مكتبة الشباب ، القاهرة ، 1976.

ـ نصوص النظرية البلاغية في القرنين الثالث والرابع للهجرة، د. عمر الملاحويش ود. داؤد سلوم ، المكتبة الوطنية ، بغداد ، 1977.

ـ نضرة الإغريض في نصرة القريض ،المظفّر بن الفضل العلوي ، د. نُهى عارف الحسن ، دار صادر ،بيروت ، ط2، 1995.

ـ نظرات في أصول الأدب ، بدوي طبانة مؤسسة عكاظ ، جدة ، 1983.

ـ النظرية النقدية عند العرب حتى نهاية القرن الرابع الهجري ، د. هند حسين طه ، دار الرشيد ، بغداد ، 1981.

ـ النقد ، شوقي ضيف ، دار المعارف ، مصر، ط2 ، 1964 .

ـ النقد الأدبي ، سعد ظلام ، مطبعة الأمانة ، القاهرة ، 1976.

ـ النقد الأدبي ، د. يوسف البيومي ، دار الحيل ، القاهرة ،1974.

ـ النقد الأدبي الحديث في المغرب العربي ، د. محمد الصادق عفيفي ، مكتبة الرشاد ، دار الفكر ، دمشق ، ط2 ، 1971.

ـ النقد الأدبي عند العرب ، د. عبدالعزيز عتيق ، دار النهضة العربية ، بيروت ، ط4 ، 1986.

ـ النقد التحليّلي لكتاب في الأدب الجاهلي ، محمد أحمد الغمراوي ، المطبعة السلفية ، القاهرة ، 1929.

ـ النقد عند اللغويين في القرن الثاني ،سنيّة أحمد محمد ، دار الرسالة ، بغداد ،1977.

ـ النقد الأدبي الحديث في المغرب ، د. محمد الصادق عفيفي ، مكتبة الرشاد ، دار الفكر ، دمشق، ط2 ، 1971.

ـ النقد الأدبي في العصر الجاهلي و صدر الإسلام، ، محمد إبراهيم نصر ، دار الفكر العربي ، دمشق، ط1، 1398 .

ـ وجيز النقد عند العرب ، د. عبد الله عبد الوهاب العباسي ، مكتبة تهامة ، جدة ، ط1، 1984.

ـ وصف الخيل في الشعر الجاهلي ، د . كامل سلامة الدّقس ، دار الكتب الثقافية ، الكويت ، 1975.

ـ الوقوف على الأطلال بين شعراء الجاهلية والإسلام ،د. مصطفى عبد الواحد ، النادي الثقافي الأدبي ، مكة المكرمة ،ط1 ، 1983.

الدوريات والمجلات :

ــ أوّل ناقدة عربيّة في التاريخ ، د. عبدالملك مرتاض ، مقال في مركز الاتحاد للأخبار، 1 أغسطس ،2012 .

ـ الصورة الشعرية عند أبي داؤد الإيادي ، د, إبراهيم الضحيّان ،بحث أدبي ، ضمن بحوث مجلة الدارة ، الرياض ، الععد (1) ، السنة (9) ، 1983.

ـ فحل شعراء الجاهليين ، د. لطفي منصور، بحث أدبي ، ضمن بحوث مجلة الكرمل، العدد (۱۰) ، 1989.

ـ قصة نقد أم جندب لامرئ القيس وعلقمة الفحل ، د. محمد الهدلق ، بحث أدبي ، ضمن بحوث مجلة جامعة الملك سعود ،م 2 ، الآداب ( 1 ) ، 1990 .

ــ المرأةُ العَربيةُ مُؤَسِّسةُ النَّقدِ الأدَبيّ ، د. أحمد البكر، مقال في صحيفة الرياض السعويّة ، 14 نوفمبر ،2020

الهوامش:

  1. () أضواء النقد ، ص11.
  2. () النقد الأدبي في العصر الجاهلي و صدر الإسلام ،ص 25 ، 26 .
  3. () مقالات في تاريخ النقد العربي ، ص 35 ، 36 .
  4. () أوّل ناقدة عربيّة في التاريخ ، د. عبدالملك مرتاض ، مقال في مركز الاتحاد للأخبار، 1 أغسطس ،2012 .
  5. () المرأةُ العَربيةُ مُؤَسِّسةُ النَّقدِ الأدَبيّ ، د. أحمد البكر، مقال في صحيفة الرياض السعويّة ، 14 نوفمبر ،2020 .
  6. () وجيز النقد عند العرب ، ص 43.
  7. () تاريخ الأدب العربي ” في العصر الجاهلي ” ، ج 1،ص 193.
  8. () انظر : محاضرات في النقد الأدبي عند العرب، ص 162.
  9. () قصة نقد أم جندب لامرئ القيس وعلقمة الفحل ، ص 3 ، ومابعدها .
  10. () انظر: علقمة بن عبدة الفحل حياته وشعره ، ص 117 ومابعدها.
  11. () الأغاني ،ج 8 ، 204 ، 205 ، والمفرّك: الرجل الذي تبغضه النساء إذا وقع عليهنّ ،وانظر القصّة على اختلاف الألفاظ في الرواية الثانية في : الموشّح ، ص 41 .
  12. () المصدر السابق ، ص 203 ،204 .
  13. () انظر الرواية الثانية من روايات القصة في:

    ـ الموشّح ، ص40 ..

    والرواية الأولى في :

    ـ ديوان المفضّليات، بشرح الأنباري ،ص 763 .

  14. () الموشّح، ص 41.
  15. () المعاني الكبير ، ص 81 ،82 .
  16. () الشعر والشعراء ، ص 219.
  17. () ديوان المفضليات بشرح الأنباري ،ص 764 .
  18. () انظر: ديوان امرئ القيس ، ص 89 ، 90 ، 91 ، وديوان علقمة ، ص 92 ،93، 94 .
  19. () انظر على سبيل المثال:

    ـ الأغاني ، ج 8 ،ص 203 ، 205 / ج 21 ،ص 208 .

    ـ الموشّح ، ص 39 ،40 ،41 .

    ـ المفضّليات ، بشرح الأنباري ، ص 763 ،764 .

    ـ خزانة الأدب، ج 3 ، ص 267 ،268 .

  20. () انظر:

    ـ الشعر والشعراء، 218

    ـ المعاني الكبير ،ص 81 ، 82 .

    ـ الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري ، ج1 ،ص 39..

    ـ،رسالة (بيان إعجاز القرآن) ضمن :ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ،ص 58، 59.

    ـ العمدة في محاسن الشعر وآدابه ،ج 1 ، ص 203 .

    ـ نضرة الإغريض في نصرة القريض ، ص227.

    ـ الحماسة البصرية،ج2، ص 320.

    ـ المزهر،ج2 ،ص 431 .

    ـ معاهد التنصیص، ج 1، ص 175ـ 176.

  21. () انظر على سبيل المثال :

    ـ الصناعتين ، ص 74 .

    ـ العمدة ج 1، ص 203 .

    ـ عروس الأفراح ج 1، 468.

    ـ رفع الحُجَب المستورة ج 2، ص 605 .

  22. () انظر: طبقات فحول الشعراء ،ج 1،ص 39.
  23. () انظر في نقد أبيات امرئ القيس :ـ سرّ الفصاحة ، ص 266 ،267 .

    ــ عيار الشعر ، ص 159 .

    ــ البديع في نقد الشعر ، ص 142 .

    ــ الإبانة عن سرقات المتنبئ ،ص 41 .

  24. () انظر : طبقات فحول الشعراء، ج 1 ، ص 90 ، 91 ،139 .
  25. () انظر : الرسالة الشافية، ضمن: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)،ص ، 129 ،130 .
  26. () الموشّح ، ص 41.
  27. () االآداب ، ص 238 .
  28. () مقدمة ابن خلدون ،ص 475.
  29. () إعجاز القرآن، ج2 ، ص 41.
  30. () هذه حجة الدكتور طه حسين، في كتابه : من تاريخ الأدب العربي ج1 ،ص214.
  31. () انظر: الوقوف على الأطلال بين شعراء الجاهلية والإسلام ،ص20 .
  32. () انظر: طه حسين في كتابه السابق ج 1، ص 215 .
  33. () انظر:الرافعي : تاریخ آداب العرب، ج 3، ص 218 ،وانظر: طه إبراهيم في تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، ص 29
  34. () انظر :الرافعي،السابق ،ص219.
  35. () انظر :طه إبراهيم في كتابه السابق،ص29.
  36. () انظر: فحل شعراء الجاهليين ،ص 140 ، بحث أدبي ، ضمن بحوث مجلة الكرمل، العدد (۱۰).
  37. () انظر: طه حسين، في كتابه السابق ج 1 ، ص 214 ،215 .
  38. () انظر: شوقي ضيف ، في النقد ،ص 20 ، وفي الشعر الجاهلي ، ص 245 .
  39. () انظر: لطفي منصور، السابق، ص 136 ،141 .
  40. () انظر: المؤلف نفسه ،المصدر نفسه ، 137 .
  41. () انظر: ـ حفني شرف ، محاضرات في النقد الأدبي ، ص 162 .

    ـ نجيب لبهبيتي ، تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث الهجري ، ص72

    ـ طه إبراهيم ، المصدر السابق ، ص 29.

  42. () انظر : ـ طه إبراهيم ، المصدر السابق ، ص 29.

    ـ حفني شرف ، المصدر السابق ، ص 163 .

    ـ كامل الدقس ، وصف الخيل في الشعر الجاهلي ، ص 256 .

  43. () انظر: ـالرافعي ، المصدر السابق ، ج 3، ص 218 ،

    ـ ومحمد سمك، أمير الشعر في العصر القديم ، ص 458.

  44. () انظر: ـ شوقي ضيف، في كتابه: السابق ،ص 245 .

    ـ کليمان هوار، تاريخ الأدب العربي، لبلاشير ، ص176، نقلا عن:أدب العرب في عصر الجاهلية ، ص94.

    وانظر: ـ کليمان هوار، نقلا عن : طاهرمكي، في كتابه: امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية،ص 89 ، 90 .

  45. () انظر: د. طه حسين، في كتابه السابق ، ج ، ص 232 .
  46. () انظر : علي الجندي، تاريخ الأدب العربي( العصر الجاهلي )، ج2 ، ص 56 .
  47. () انظر : المؤلف نفسه ،المصدر نفسه ، ج 2 ،ص 56 .
  48. () انظر : المؤلف نفسه ،المصدر نفسه ، ج 2 ،ص 56 .

    وانظر: مصطفى عبدالواحد ، السابق، ص 20.

  49. () انظر على سبيل المثال: ـ علي الجندي، السابق، ج 2 ،ص 56.

    ـ أحمد الحوفي:، المرأة في الشعر الجاهلي، ص 596.

    ـ لطفي الصقّال و دريّة الخطيب ، دیوان علقمة ، ص 7.

  50. () علي الجندي، السابق ج2 ،ص 57.
  51. () المؤلف نفسه، المصدر نفسه ،ج 2 ،ص 57.
  52. () الحوفي، السابق ، ص 596 ، 597 . وانظر : لطفي الصّقال و دريّة الخطيب، في: المصدر السابق ،ص 8،7.
  53. () انظر: طه إبراهيم، السابق، ص 29.

    وانظر: أحمد الحوفي، السابق ، 596.

    وانظر: حفني شرف، السابق ، ص 162 .

    وانظر: السباعي بيومي ، تاريخ الأدب العربي ” في العصر الجاهلي “، ج 1 ، 194.

    وانظر: لطفي الصقّال ودريّة الخطيب ، السابق ، ص 8.

  54. () انظر: تاريخ النقائض في الشعر العربي ، ص 7 .
  55. () انظر: النقد الأدبي ، ص 20 .
  56. () انظر: المعارضة في الأدب العربي ،ص 78 ، 79 .
  57. () انظر :ابن المعتز وتراثه في الأدب والنقد والبيان ،ص 505 ،وانظر: أصول النقد/، ص 92 .
  58. () انظر: تاريخ المعارضات في الشعر العربی،ص 16 ، 17 .
  59. () انظر: الموازنة بيئتها ومناهجها في النقد الأدب، ص 51 ،52 .
  60. () انظر :المعارضات في الشعر العربي ، ص 34 ، 51 ،52 .
  61. () انظر: النقد الأدبي الحديث في المغرب العربي ، ص 78 ،79 .
  62. () انظر:المرأة في جاهليتها وإسلاميها ، ج 1، ص 151 ،152 .
  63. () انظر: الأصول الفنية للشعر الجاهلي ، ص 251 ،252 .
  64. () انظر: تذوق الأدب (طرقه ووسائله )، ص 219 .
  65. () انظر: دراسات في النقد العربي، ص 29.
  66. () انظر: نصوص النظرية البلاغية في القرنين الثالث والرابع للهجرة،ص 54 .
  67. () انظر: القزويني وشروح التلخيص ، ص 31.
  68. () انظر: السباعي،السابق ج1 ، ص 260 .
  69. () انظر: ـ الرافعي، السابق ج3 ،ص 218 .

    ـ طه إبراهيم، السابق ، ص 29. ،

    ــ الحوفي، السابق ، ص 595 ،596 .

    ـ بدوي طبانة ، دراسات في نقد الأدب العربي ، ص 63.

    ـ إسماعيل الصيفي،بيئات نقد الشعر عند العرب ، ص 13.

  70. () انظر: ـ حفني شرف، السابق، ص 162 .

    ـ بدوي طبانة، السابق ،ص 63 ،

    ـ شوقي ضيف ،في النقد ،ص 20 ، 32 .

    ـ إسماعيل الصيفي، السابق/13.

    ـ والحارثي: محمد مريسي،عمود الشعر العربي، ص 280.

  71. () انظر : طه إبراهيم، السابق ، ص 29.
  72. () انظر: ـ الرافعي، السابق ج3 ،ص 218 .

    ــ طه إبراهيم، السابق/، ص 29 .

    ــ محمد سمك، أمير الشعراء في العصر القديم، ص 458، 459.

    ــ أحمد الحوفي، السابق، ص 594 ،595 .

  73. () انظر: ــ الرافعي، السابق ج 3 ، ص 218 .

    ــ إسماعيل الصيفي، السابق ، ص 13.

  74. () انظر: ـ بدوي طبانة، السابق، ص 64 ،65 .

    ــ طاهر مكي، امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية/، ص 90 .

    ــ أحمد الحوفي، السابق ، ص 594 .

  75. () انظر: ــ محمد سمك، السابق ،ص 458 .

    ـ السباعي بيومي،السابق ج 1، ص 260 .

  76. () انظر: ــ محمد الحارثي، السابق، ص 279.

    ــ أحمد الحوفي ، السابق/ 594 ،595 .

    ــ البهبيتي ، السابق ، ص 72

    ــ طاهر مكي، السابق ، ص 90 .

    ـ حمادي صمّود، التفكير البلاغي عند العرب ، ص 25 ،26 .

  77. () انظر: البهبيتي، السابق ، ص 72 .
  78. () انظر: الصيفي، السابق ، ص 13.
  79. () انظر: السباعي، ج1 ، ص 259 .
  80. () انظر: الرافعي، السابق ،ج 3، ص 219

    ـ شوقي ضيف،في النقد ،

    ــ الصيفي ،السابق ، ص13 .

    ـ طاهرمكيّ، السابق ، 90.

  81. () انظر: عدنان البلداوي ،اللقاءات الأدبية ، ص 38 .

    ـ محمد سمك، السابق ، ص 459،و

    ــ طاهر مكي، السابق ، ص 125 .

    ــ بدوي طبانة، السابق ، ص 65 .

  82. () وهذه مقولة: أحمد تيمور باشا ، أوهام شعراء العرب في المعاني ، ص 18 ، 19 .
  83. () عبدالعزيز عتيق ، النقد الأدبي عند العرب ، ص 23 ، 24 .
  84. () داؤد سلّوم ، مقالات في تأريخ النقد العربي، ص 35 ، 36 ،وفي :تاريخ النقد العربي من الجاهلية حتى نهاية القرن الثالث ، ص 16 .
  85. () محمّد أبو الأنوار، من قضايا الأدب الجاهلي ، ص 36 .
  86. () ماهر فهمي، المذاهب النقدية (دراسة منهجية مقارنة)، ص 26 .
  87. () سعد ظلام ، النقد الأدبي ، ص 29 ،30 .
  88. () محمد نصر ،النقد الأدبي في العصر الجاهلي و صدر الإسلام، ، ص 26 ،47 .
  89. () عبدالرزاق حسين ، السابق ، ص 139 .
  90. () محمد الغرب،عن اللغة والأدب والنقد ،ص 280 .
  91. () علي الجندي، السابق، ج 1 ، ص 57 .
  92. () فضل عباس ،البلاغة المفترى عليها ، ص 88 .
  93. () هند طه ،النظرية النقدية عند العرب حتى نهاية القرن الرابع الهجري ، ص 33 ، 36 .
  94. () الضّحيّان، السابق ، ص 89 .
  95. () العباسي، السابق ، ص 47 .
  96. () انظر: ـ حاوي خليل وآخرون، موسوعة الشعر العربي ، ج 2 ، ص 125 .
  97. () انظر: ـ سعد الحاوي،الصورة الفنية في شعر امرئ القيس ، ص 352 ، 354 .

    ـ يحي الجبوري: الشعر الجاهلي ( خصائصه وفنونه ) ، ص 387 .

  98. () انظر: ــ محمود شاكر في تحقيقه لكتاب لطبقات فحول الشعراء، ص 90 .

    ـ سنية أحمد ، النقد عند اللغويين في القرن الثاني ،ص 86 .

  99. () انظر: تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، ص 28 .
  100. () الأدب وفنونه (دراسة ونقد) ، ص 112 ، 113 .
  101. () أصول النقد ،ص 8 .
  102. () النقد التحليّلي لكتاب في الأدب الجاهلي ، ص ورقة ( هـ ) في المقدمة.
  103. () ابن سلام وطبقات الشعراء،ص 281.
  104. () من تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي والإسلامي )، ص 214 .
  105. () السابق، ص 214.
  106. () الوقوف على الأطلال بين شعراء الجاهلية والإسلام ، ص 20.
  107. () الصورة الشعرية عند أبي داود الإيادي ، ص 88 .
  108. () طبيعة الفن ومسئولية الفنان ، ص 26 .
  109. () خاص الخاص، ص 98 .
  110. () من تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي والإسلامي )، ص217.
  111. () انظر: المصدر السابق ، ص 209 .
  112. () انظر: علقمة حياته وشعره ، ص 145 في الهامش.
  113. () المصدر السابق، ص 214.
  114. () قضايا النقد الأدبي ، ص 16 .
  115. () فحل شعراء الجاهلية ، ص 141 .
  116. () امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية ، ص 229.
  117. () انظر: تاريخ آداب العرب 3، ج 3 ،ص 107.
  118. () انظر الصورة الشعرية عند أبي داؤد الإيادي ، ص 90 .
  119. () جوهر الكنز ، ص 442..
  120. () إعجاز القرآن ، ص 95 .
  121. () المصدر السابق، 214، 215.
  122. () تاريخ آداب العرب ، ج 3 ، ص 218 .
  123. () المصدر السابق ، ص 215 .
  124. () علقمة حياته وشعره ، ص 145 .
  125. () انظر : فحل شعراء الجاهلية ، ص 141 .
  126. () المصدر السابق ، ص 215.
  127. () المصدر السابق ، ص 215.
  128. () الأدب العربي في الجاهلية والإسلام ، ص 66 .
  129. () قیم جديدة للأدب العربي، ج 1 ، ص 23 .
  130. () النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي ، ص 261.
  131. () انظر: الخيل، ص 125 .
  132. () المصدر السابق ، ص 12 ، 13 .
  133. () مصادر الشعر الجاهلي ، ص 325 ، 326 .
  134. () المصدر السابق ، ص 210 ، 211 .
  135. () المصدر السابق ، ص 211 .
  136. () معلقات العرب ، ص 74 .
  137. () الصورة الشعرية عند أبي داؤد الإيادي ، ص 91 ،92 .
  138. () اللغة والدلالة في الشعر |، ص 10 ..
  139. () تاریخ آداب العرب ، ج 3،ص 219 .
  140. () الروائع من الأدب العربي ، ص 107 .
  141. () الصورة الفنية في شعر امرئ القيس ، ص 355 .
  142. () اللغة والدلالة في الشعر ، ص 21.
  143. () المعاني المتجددة في الشعر الجاهلي ، ص 41 .
  144. () الأسلوب: دراسة لغوية إحصائية ، ص 19 .
  145. () وصف الخيل في الشعر الجاهلي ،ص 257 ، 275 ،276 .
  146. () المصدر السابق ، ج 3، ص 213 .
  147. () فحل شعراء الجاهلية ، ص 140 .
  148. () تاريخ الأدب الجاهلي ،ج 2، ص56.
  149. () وجيز النقد عند العرب ، ص 45.
  150. () المصدر السابق ج 2،ص 56 .
  151. () تاريخ النقد العربي من الجاهلية حتى نهاية القرن الثالث ، ص 10.داؤد سلوم.
  152. () المصدر السابق ،ج 2، ص 56.
  153. () المصدر السابق ، ج2 ، ص57 .
  154. () المصدر السابق ، ج2 ،ص 57 .
  155. () تاريخ الشعر العربي حتى القرن الثالث الهجري، ص 72 .
  156. () امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية ، ص 90 .
  157. () ديوان المفضليات، ص 764 بشرح الأنباري.
  158. () تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، ص 28 .
  159. () وصف الخيل في الشعر الجاهلي ، ص 256 .
  160. () الصورة الشعرية عند أبي داؤد الإيادي ، ص 90 .
  161. () طه إبراهيم، السابق ، ص 29 .
  162. () طبقات فحول الشعراء ، ص 22 .
  163. () من قضايا الأدب الجاهلي/، ص 32 .
  164. () الأدب العربي في الجاهلية والإسلام ، ص62.
  165. () تاريخ المعارضات في الشعر العربي ، ص 17 .
  166. () الروائع من الأدب العربي ج1 ،ص 59 ـ 61 .
  167. () الموازنة بيئتها ومناهجها في النقد الأدبي ، ص 40 .
  168. () طه إبراهيم ، السابق، ص 29 .
  169. () انظر روایات القصة السابقة في هذا البحث.
  170. () تاريخ النقد العربي من الجاهلية حتى نهاية القرن الثالث، ص 9 .
  171. () النقد الأدبي الحديث في المغرب ، ص 74 .
  172. () علقمة بن عبدة حياته وشعره ، ص 135 ، 136 .
  173. () دراسات في نقد الأدب العربي ،ص 67.
  174. () المرأة في الشعر الجاهلي، ص 594.
  175. () دیوان احات ، ص 19 ، وانظر الأمالي ج 3 ، ص 154 ..
  176. () انظر دیوان عبيد بن الأبرص ، ص 21.
  177. () اللقاءات الأدبية ، ص 46 .
  178. () الصورة الشعرية عند أبي داؤد الإيادي ، ص 90 .
  179. () مقاییس اللغة ، ص ،41 أخ.
  180. () معجم الأمثال،ج 2 ص 434
  181. () امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية، ص 90 .
  182. () االسابق ، 88.
  183. () تاريخ آداب العرب ،ج 3،ص 218.
  184. () تاريخ الأدب العربي في العصر الجاهلي،ج 1 ،ص 262 .
  185. () المصدر السابق ،ص 596 .
  186. () امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية ، ص 88 .
  187. () المصدر السابق/ 596.
  188. () السرقات الأدبية ، ص 36 .
  189. () علقمة حياته وشعره ، ص 138.
  190. () المرأة في الشعر الجاهلي ،ص 597.
  191. () تاريخ الأدب الجاهلی ، ج 2،ص 57.
  192. () انظر: اللغة الشاعرة ، ص 82 .
  193. () النقد ، ص 20، وانظر الشعر الجاهلي، ص 145.
  194. () تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث ، ص 72 .
  195. () انظر: على سبيل المثال:

    – الشعراء النقاد في العصر الجاهلي والإسلامي، ص 224 ، 25 .

    – دراسات في النقد الأدبي والبلاغة ، ص15 .

    – مقالات في تأريخ النقد العربي ،ص30.

    – النقد الأدبي في العصر الجاهلی وصدر الإسلام ،ص 44 .

  196. () انظر : دراسات في نقد الأدب العربي ، ص 61 ،62 .
  197. () من تاريخ الأدب العربي ، ص215.
  198. () الشعر الجاهلي، ص 245.
  199. () علقمة حياته وشعرها ، ص 39 ومابعدها.
  200. () انظر: الأغانی ،ج15،ص 155.
  201. () انظر المعمرين، ج6، ص 7 ، 77 ، 78 ، نقلا عن مصادر الشعر الجاهلی، ص 266.
  202. () التنبيهات على أغلاط الرواة ، ص 4، نقلا عن مصادر الشعر الجاهلي،ص 265 ، 266 .
  203. () شرح بائية علقمة، ص 4 ، وانظر: المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعاتها ، ص 779..
  204. () امرؤ القيس أمير شعراء الجاهلية ، ص 125.
  205. () قصة نقد أم جندب لامرئ القيس وعلقمة الفحل ، ص 19 .
  206. () فحل شعراء الجاهلية ،ص136.
  207. () السابق ، ص 137 .
  208. () انظر جمهرة أنساب العرب، ص 406.
  209. () دیوان امرئ القيس، ص 149.
  210. () انظر:المصدر نفسه، ص461.
  211. () انظر إعجاز القرآن ص363 وما بعدها.