«حماس» - لبنان تُعلن عن تأسيس «طلائع طوفان الأقصى» - حول خلفية الخطوة
أثار إعلان حركة «حماس» في لبنان عن تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، ودعوة الشّباب الفلسطينيّ إلى الالتحاق بها والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، تساؤلات كثيرة حول خلفية الخطوة التي تأتي في خضمّ معركة «طوفان الأقصى» التي نفّذتها في 7 تشرين الأول 2023 ضد مستعمرات غلاف غزة وما أعقبها من عدوان إسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان «تأكيداً على دور الشّعب الفلسطينيّ في كافّة أماكن تواجده في مقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل المُتاحة والمشروعة. واستكمالاً لما حقّقته عمليّة «طوفان الأقصى»، وانتصاراً لصمود شعبنا الفلسطينيّ الصّابر ومقاومتنا الباسلة، وما قدّمه شعبنا من صمود وتضحيات. وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية. تعلن حركة «حماس» في لبنان، عن تأسيس وإطلاق «طلائع طوفان الأقصى»، داعية أبناء شعبنا والشباب والرّجال الأبطال، إلى الانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل شعبكم، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك».
والخطوة تعتبر الأولى من نوعها للحركة في لبنان التي كانت تعتمد على التمثيل السياسي منذ سنوات طويلة، من دون أن تكون لديها ذراع عسكرية ظاهرة في أي من المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وكانت تنفي ذلك رسمياً، رغم وجود عناصر لديها يظهرون وقت الطوارئ والحاجة، وأثارت أيضاً نقزة في الجانب اللبناني والفلسطيني على اعتبارها وكأنها دعوة إلى التسلّح وعسكرة المخيّمات.
وتوقّع المسؤول الإعلامي لـ»حماس» في لبنان وليد كيلاني لـ»نداء الوطن» أن تثير الدعوة نقزة ومخاوف في الأوساط اللبنانية وبعض الأوساط الفلسطينية، «ولكن الأمر ليس كذلك، هي ليست دعوة إلى عسكرة المخيّمات أو تسليح الناس كيفما كان، بل هي لاستيعاب التعاطف الكبير الذي تلاقيه الحركة بعد عملية «طوفان الأقصى» وسؤال الناس عن كيفية المساعدة والانخراط في صفوف المقاومة». وقال «إن استيعاب الناس لا يعني انخراطهم جميعاً في العمل العسكري أو المقاوم، بل كلّ في مكانه، سواء في العمل الاجتماعي أم الخيري أم الإغاثي أم الجماهيري أم العسكري وفق المقدّرات والمؤهّلات، بهدف تنظيم التأييد، والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب الفلسطيني وتحرير الأرض».
وأضاف «نتواجد داخل المخيّمات ولم نستخدم سلاحنا يوماً في الداخل اللبناني أو الفلسطيني أو بين الأزقّة والزواريب، وقد تعرّضنا للقتل في مخيم برج الشمالي وعضّينا على الجرح، ولجأنا إلى القضاء اللبناني والإجراءات القانونية، أما اليوم فإن المعادلة تغيّرت، وعلينا تأكيد وجه السلاح نحو العدوّ وحده».
وأوضح «أن اختيار التوقيت جاء بعد نحو شهرين من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة وعقب الصمت العربي والدولي الذي لم يستطع فتح معبر رفح، ويرى المجازر والجرائم الإسرائيلية ولا يُحرّك ساكناً لوقفها سوى الشجب والإدانة والاستنكار، لذلك فإنّ الدعوة تأتي كي يعتمد الشعب الفلسطيني على نفسه في الدفاع عن قضيته وتحرير الأرض والعودة على قاعدة ما «حك جلدك مثل ظفرك». ورأى أنّ الخطوة «يجب ألا تثير مخاوف اللبنانيين وبعض الفلسطينيين طالما شرحنا أهدافها، ونحن لن نأخذ دور أحد ولن ننافس أحداً، ومن حقّ شعبنا الانخراط في مشروع المقاومة بعد مرحلة من اليأس والابتعاد عن العمل المقاوم والانشغال بتأمين لقمة العيش والعيش بكرامة، من حق شعبنا أن يساهم في معركة تحرير أرضه والعودة إلى دياره».
يُذكر أن القيادي في حركة «حماس» الحاج علي بركة كان قد دعا قبل شهر ونيف الفصائل الفلسطينية في لبنان، إلى تشكيل أجنحة عسكرية في المخيّمات تحضيراً لمعركة التحرير والعودة، وذلك خلال ندوة في مخيم البرج الشمالي في منطقة صور، قائلاً: «أنا لا اقول للأجنحة العسكرية أن تقاتل الآن، ولكن أن تستعدّ بعد سنة أو سنتين لمعركة التحرير والعودة إلى فلسطين»، مضيفاً «يجب أن تكون شريكة في معركة التحرير مع الداخل ومع المقاومة الإسلامية في لبنان».