مخاوف من عراقيل إسرائيلية لمساعدات غزة خلال الهدنة

مخاوف من عراقيل إسرائيلية لمساعدات غزة خلال الهدنة

24 نوفمبر 2023
هل تلبي المساعدات احتياجات القطاع؟ (محمود خالد/Getty)
+ الخط -

بعد التوصل لاتفاق الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كان السؤال الأهم هل ستتدفق المساعدات إلى قطاع غزة بانسيابية عبر معبر رفح بحيث تلبي احتياجات قطاع غزة المحاصر منذ 48 يوما، أم ستواجه بعراقيل من الاحتلال؟
وبمجرد إعلان الاتفاق وتحت القصف الوحشي الإسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزة، توافدت على معبر رفح عشرات الشاحنات المحملة بالوقود والمواد الطبية والأغذية، لإجراء عمليات التفتيش، من جانب قوات الاحتلال، لبدء دخولها إلى غزة. دفعت السلطات بنحو 80 شاحنة، في محاولة لكسر قيود الحد الأقصى لدخول الشاحنات، الذي فرضه الاحتلال على مدار الأسابيع الماضية، بمتوسط 30 سيارة يوميا، لتلبية احتياجات القطاع التي تصل إلى 800 شاحنة يوميا، وفقا لتقديرات منظمات الإغاثة الدولية التي ما زالت قيد التشغيل الجزئي بغزة.
استكمل الهلال الأحمر المصري تسليم نظيره الفلسطيني 17 شاحنة تنقل نحو 60 ألف طن من السولار والبنزين اللازمين لتشغيل محطات المياه والمستشفيات القريبة لخدمة مناطق الإيواء التي أقامتها منظمات الأمم المتحدة لاستقبال نحو مليون إنسان فروا من أمام القصف الوحشي الإسرائيلي من شمال ووسط غزة في اتجاه الجنوب.
وقال ممثل التحالف الوطني لتقديم المساعدات الأهلية للشعب الفلسطيني طلعت عبد القوي لـ"العربي الجديد"، إن التحالف جهز مجموعة إضافية من شاحنات الوقود لدخول غزة مع بدء تطبيق الهدنة اعتبارا من صباح اليوم الجمعة، ستزداد أعدادها والكميات المحملة بها، من البنزين والسولار اللازمين لمحطات المياه والمنشآت بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، لتشغيل الأفران والمستشفيات ومقرات الأونروا.

وأكد أن الساعات القادمة ستشهد انطلاقة جديدة من المساعدات التي أعدتها المنظمات الخيرية والدينية وجمعيات رجال الأعمال في المحافظات، على مدار الأسبوعين الماضيين، لاستغلال وقت الهدنة في دفع أكبر كمية من المساعدات إلى غزة، التي لن تخضع لسقف كمي أو عددي.
تشمل المساعدات الأدوية والمستلزمات الطبية والخضروات والأكلات سريعة التحضير والجاهزة، والدقيق والمياه المعبأة. وأوضح أن المساعدات التي دخلت قطاع غزة أثناء التفاوض النهائي على توقيع الهدنة منذ ظهر الأربعاء بلغت 90 شاحنة، مع إدخال 10 سيارات إسعاف لنقل المصابين داخل القطاع إلى المستشفيات المصرية بالعريش والقاهرة.
سمحت السلطات بدخول 200 شخص، من حاملي الجنسية المزدوجة، معظمهم من الأطفال وكبار السن، من غزة إلى رفح. خصصت الحكومة 650 طنا من المساعدات الإنسانية العاجلة، بالإضافة إلى 4500 طن من المساعدات الطبية والغذائية التي وصلت بالطائرات من 31 دولة و14 منظمة دولية، إلى مطار العريش، على مدار الأسبوعين الماضيين، أغلبها عالق بالمخازن، حيث ترفض قوات الاحتلال تمرير أكثر من 30 شاحنة يوميا.

يدفع شيخ الأزهر أحمد الطيب بحملة شعبية واسعة لمواجهة العدوان الصهيوني على غزة، عبر جمع تبرعات مالية وعينية لتقديمها إلى أبناء غزة، انضم إلى المشاركة بها عدد واسع من المنظمات الأهلية، ورجال أعمال مصريون وعرب. تستهدف الحملة الموسعة تجميع أكبر قدر من المساعدات، في ضوء تلقيها مطالب من الجانب الفلسطيني بأن يرتفع عدد الشاحنات إلى نحو 800 شاحنة يوميا على الأقل، لإغاثة المنكوبين داخل القطاع، في ضوء تدمير إسرائيل كافة المخازن والمنشآت، وشح المواد الغذائية مع استمرار القصف والقتال الشرس لمدة 48 يوما.
تخشى السلطات المصرية أن تلجأ قوات الاحتلال إلى تعطيل إجراءات دخول المساعدات بالكميات المتوقعة، مؤكدة جاهزية الجانب المصري لإدخال كافة الطلبات الطبية والغذائية وكمية الشاحنات التي يطلبها الجانب الفلسطيني، في أماكن تجمع المساعدات برفح والعريش وعواصم المحافظات المتاخمة لسيناء. ويرفض الجانب الإسرائيلي زيادة عدد الشحنات عن 200 شحنة يوميا، بينما يطلب الجانب الفلسطيني ألا يقل عدد الشحنات عن 300 شحنة يوميا، على أن تكون شحنات الوقود بدون سقف لعدم وجود أية بدائل داخل القطاع.
وقد طالب عدد من الأحزاب وممثلو المجتمع المدني في مصر الحكومة بالسماح بسير "قافلة ضمير العالم" للتوجه إلى معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية وطواقم الإغاثة والمتطوعين لمساندة القطاعين الطبي والمدني داخل القطاع، وكسر الحصار الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة، بعدما تعذر حصولهم على التصريحات الأمنية. ضمت القائمة 20 مؤسسة حزبية ومدنية، من السياسيين والصحافيين ومنظمات نسائية. وحذر ممثلو الأحزاب من مخاطر الأعمال الوحشية التي يمارسها الاحتلال، لقطع الهدنة المؤقتة التي سيبدأ سريانها اعتبارا من ظهر غد الجمعة، واتباعه سياسة الأرض المحروقة، قبل وقف إطلاق النار.

المساهمون