حكومة طالبان تناشد القطاع الخاص دعم الأفغان المرحلين قسرا من باكستان

حكومة طالبان تناشد القطاع الخاص دعم الأفغان المرحلين قسراً من باكستان

04 نوفمبر 2023
مئات الآلاف من الأفغان يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة بعد ترحيلهم قسرا من باكستان (فرانس برس)
+ الخط -

ناشدت حكومة طالبان، اليوم السبت، القطاع الخاص في أفغانستان مساعدة الأشخاص الفارين من حملة الترحيل الجماعي في باكستان.

تقوم باكستان باعتقال وطرد جميع الأجانب الذين تقول إنهم موجودون في البلاد بشكل غير قانوني، لكن هذه السياسة تؤثر في الغالب على الأفغان لأنهم يشكلون أكبر مجموعة من الأجانب غير المسجلين في البلاد.

وحثت وزارة التجارة والصناعة في كابول القطاع الخاص الأفغاني على التقدم والمساعدة، وقالت إن "الأفغان الذين طردوا قسراً من باكستان يواجهون أسوأ وضع في حياتهم، دون أي فرص".

وأضافت، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، أن "الوزارة تدعو القطاع الخاص إلى التحرك بسبب الكارثة الإنسانية العميقة الناجمة عن الهجرة القسرية لمئات الآلاف من الفقراء والمحتاجين. ومن واجب الإسلام أن يدافع الأفغان عن أبناء جلدتهم".

تواجه أفغانستان تحديات هائلة، بما في ذلك سنوات الجفاف والاقتصاد المحاصر وتداعيات عقود من الحرب. وقد أصبح الملايين نازحين داخلياً بالفعل، مما يثير المخاوف بين المجتمع الإنساني بشأن عدم قدرة البلد الفقير على دعم أو إدماج أولئك الذين يغادرون باكستان.

وأظهرت حسابات لطالبان على وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولين كباراً على حدود تورخام في ولاية ننغرهار الشرقية، وهم يصافحون الأفغان العائدين ويرحبون بهم في وطنهم. وتوفر المخيمات المؤقتة لهؤلاء الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وفقاً لسلطات طالبان.

وتفيد تقارير رسمية ودولية بأن نحو 3.7 ملايين لاجئ أفغاني موجودين في باكستان منهم نحو 1.7 مليون غير مسجلين، وتصف باكستان وجودهم بغير القانوني.

وغادر ما يصل إلى 250 ألف أفغاني باكستان قبل انتهاء الموعد النهائي المحدّد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول للمغادرة طوعاً، حيث اتجه عشرات الآلاف إلى المناطق الحدودية خوفاً من الاعتقال والترحيل، بينما تتنقل قوات الأمن الباكستانية من منزل إلى منزل بحثاً عن أجانب غير نظاميين.

وقالت الحكومة المحلية في ولاية ننجرهار المحاذية لباكستان في شرق أفغانستان الأسبوع الماضي إن الحكومة المركزية في أفغانستان تتخذ كل ما من شأنه تقديم الخدمات اللازمة للعائدين من باكستان، غير أن تدفق اللاجئين بهذه الطريقة وإجبارهم على العودة بهذا العدد الهائل يفوق الوسائل والإمكانات المتاحة لدى حكومة "طالبان".

وأرسلت وكالات الإغاثة فرقاً إلى المناطق الحدودية، ووصفت مشاهد الفوضى واليأس بين الأفغان العائدين.

وقال أشخاص لمنظمة (إنقاذ الطفولة) إنهم ليس لديهم مكان يعيشون فيه أو أموال لدفع ثمن الطعام أو الإيجار أو النقل بعد عبور الحدود. وذكرت الوكالة أن بعض الأطفال الأفغان المولودين في باكستان وصلوا إلى أفغانستان للمرة الأولى.

وتعاني أفغانستان في الأساس من أزمة إنسانية حادة بسبب وقف المساعدات الأجنبية منذ عودة حركة "طالبان" إلى السلطة عام 2021. كما عانت ولاية هرات المحاذية لإيران والتي يسكنها 1.9 مليون شخص من جفاف مستمر منذ سنوات شلّ الحياة في العديد من مجتمعاتها الزراعية.

كذلك تأتي العودة القسرية للمرحلين الأفغان، بعد أقل من شهر من زلزال ضخم ضرب ضرب مناطق في ولاية هرات السبت الماضي ألحق أضراراً كبيرة بـ11 قرية يسكنها نحو 12 ألف شخص، كما دمر 1700 منزل، أما عدد القتلى فتجاوز 2500.

المنطقة المنكوبة تشهد طقساً بارداً، في وقت يقترب موسم الشتاء، ما يعني أن الخيام والمخيمات المؤقتة التي أنشأتها الحكومة والمؤسسات الخيرية لن تكون مجدية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تناشد فيها حكومة طالبان القطاع الخاص بدعم احتياجات المواطنين، فخلال زيارته المنطقة المنكوبة في 8 و9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر إن "تجار وأثرياء أفغانستان داخل البلاد وخارجها وعدوا الحكومة بتقديم مبالغ ضخمة لإعادة إعمار منازل المتضررين".

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون