صيدا سيتي

بقلم: منح شهاب - صيدا

إن المعلّم يرى الزمان وإن غدا                        عرضاً أجَّل من الجواهر في الثمنِ

فلذاك يصرفه على ما جلَّ من                          أثر يقر به على مرّ الزمانِ

لقد صار التعليم في صيدا ينتج النتائج الباهرة، وأمكن تعليم الآلاف من أبناء صيدا وتهذيبهم بفضل النظام العتيد، وكثرة التصانيف المفيدة، ووسعة دور العلم وكثرتها، وعناية المربيين الصيداويين الذين غرسوا في قلوب تلاميذهم العلوم الصحيحة، والمبادئ النافعة، والآداب الراقية التي أثمرت الثمار الشهية وآتت أكلها ضعفتين كما هو مشهود في نهضة مدارسنا ثمَّ في نهضة شبابنا.

فإنَّ أساتذة صيدا حكماء ! ضربوا بقسط وافر من معرفة النفوس، ووقفوا على مواطن قدرها، وعرفوا أنجح الأدوية الشافية لعضالها، فقد وضعوا الأنظمة القيّمة، ودوّنوا الكتب العلمية بأساليب طريفة، سهلة التناول، تحتوي على لباب المسائل المفيدة، مجردة من الأقوال المتضاربة، عارية من التطويل الممل، والإختصار المخل، خالية من تعقيد العبارات، تستخدم فيها الألفاظ المألوفة، والجمل السهلة، والمفهومة مع تقييم حَسنْ، في تبويب مُنظم على إحتوائها جواهر العلوم، ولبابها حتى لا يحتاج مطالعها لشرّاح ومفسِّرين، ولايسأم مطالعتها التلاميذ، ولا تقتل الوقت، وتجهد الفكر بدون فائدة، فقد تبنّوا أساتذة صيدا برامج التعليم، ومهروا في القيادة، وأخذوا بيد التلاميذ الى الطريق الأقوم، بعد ان صبغوهم بالصبغة الصحيحة، مما يحقق لهم المثل الأعلى!

لقد وصلت قدوة المعلمين في صيدا اليوم لذروة نجاحها بوضعها برامج عملية مفيدة للتعليم، تنطوي على تآليف صالحه من شأنها تسهيل تفهّم العلوم وحفظها.

وقد قامت هذه القدوة – كذلك – باقتطاف عشرات جهود الغربيين في جميع ما ابتكروه ووصلوا إليه من الأساليب المفيدة التي توصل السالكين من طلاب العلوم لتحصيل العلوم والفنون من أقرب الطرق وتساعدهم على النزول لساحة الجهاد والنضال ومجاراة الأمم الراقية في جميع مقومات الحياة.

هذا وفي (عيد المعلّم) اجتمع الآلآف من الطلاب والطالبات في القاعة الكبرى وهم يؤلفون باقة الباقات من الوفاء والثناء والولاء لجميع المعلمين والمعلمات في الشبكة المدرسية على العطاء الحافل؟!!

وقد نظرتُ إليهم والدموع تنهمر من عيني على أستاذي الراحل الذي إفتقدته بالأمس المغفور له (كمال منصور) الذي كان يدعو بالنور للنور، وآثاره (أيها الرفاق) لم تزل سابقة عصره بمراحل؟!!!...